فى إطار جلسات الاستماع التى تعقدها اللجنة البرلمانية الفرنسية المكلفة بالبحث فى ظاهرة انتشار النقاب فى فرنسا، لتقديم تقريرها فى يناير المقبل بشأن ضرورة إصدار قانون بحظر ارتداء النقاب فى الأماكن العامة أم لا، استمعت اللجنة أمس الأربعاء إلى رأى المفكر السويسرى طارق رمضان بهذا الصدد، الذى سبق وتعرض لهجوم من قبل نواب فرنسيين.
ووفقا لصحيفة "لوتون" السويسرية، ناشد طارق رمضان، حفيد الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، النواب الفرنسيين بعدم حظر ارتداء البرقع أو النقاب، قائلا إن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يزيد من دفع المسلمين إلى الانعزال بأنفسهم أكثر من ذلك، فى الوقت الذى يبدو فيه أن حظر بناء المآذن فى سويسرا قد زاد من تفاقم الفجوة بين الإسلام والغرب.
ويرى طارق رمضان من وجهة نظره أن البرقع أو النقاب ليسا فرضا إسلاميا، فى حين أن الحجاب البسيط يعد كذلك، مضيفا أن فرض قانون يحظر النقاب "لن يحل المشكلة". ويُذكر أن عدد السيدات اللاتى يرتدين النقابفى فرنسا، وفقا لوزارة الداخلية الفرنسية، لا يزيد عن بضع مئات، ولكن الظاهرة آخذة فى التزايد.
وتشير الصحيفة إلى أن مناشدة طارق رمضان تأتى فى الوقت الذى يلاحَظ فيه أن النداءات التى تدعو إلى حظر ارتداء النقاب فى الأماكن العامة فى فرنسا أصبحت أكثر إلحاحا. فقد وصف يوم الاثنين المتحدث الرسمى باسم الحزب الحاكم فى فرنسا الحجاب الكامل بـ"الممارسة الوحشية" ودعا لتحريمه قانونا على أساس النصوص التى تعاقب "العنف ضد المرأة". كما أيد النائب الاشتراكى مانويل فالس الذى تضم مدينته، إيفرى، أكبر مساجد فرنسا فكرة حظر ارتداء النقاب فى الأماكن العامة باسم "احترام المرأة".
وتذكر الصحيفة أن الإسلامى السويسرى طارق رمضان اعتبر أن ارتداء النقاب أمر يخضع للإرادة الشخصية، ويرجع فى المقام الأول إلى عومل نفسية حميمة.. و"القانون لا يتطرق إلى ما هو نفسى".
وتضيف الصحيفة أن طارق رمضان الذى يقوم الآن بالتدريس فى جامعة أكسفورد قد تعرض لهجوم من قبل النواب الفرنسيين، الذين وصفوه بالـ"واعظ السويسرى"، واستنكروا "خطابه المزدوج" و"مخالفته للحقائق". بيد أن طارق رمضان، المعروف بشدة حساسيته، لم يغضب إلا عندما افترض أحد النواب البرلمانيين أن نسبة استماع المسلمين له فى انخفاض. وقد رد عليه قائلا: "يجب عليك، يا سيدى العزيز، الحضور إلى بعض المحاضرات العامة، وسوف ترى أن صوتى يُسمع بصورة متزايدة".
كما توضح الصحيفة أنه فى الوقت الذى يقاطع فيه الأساتذة الفرنسيون طارق رمضان، يتم تدريس كتبه فى 89 جامعة أميركية. وقد استفاد طارق رمضان من تلك الفرصة ليقدم خدماته للحكومات الأوروبية، حيث يقدم نفسه كـ"سلطة" قادرة على تغيير الأصوليين الإسلاميين من الـ"داخل".
وقد صف طارق رمضان نتيجة التصويت السويسرى ضد بناء المآذن بالـ"مؤسفة"، مستبعدا أن يعنى ذلك افتراض اللجوء إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن هذا التصويت السويسرى، أو بالنسبة لقانون فرنسى يحظر ارتداء النقاب، والذى سيكون "مثيرا لجدل واسع" على الصعيد القانونى.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
أمام جلسات الاستماع التى تعقدها اللجنة البرلمانية الفرنسية..
حفيد البنا يناشد النواب الفرنسيين بعدم حظر النقاب
الجمعة، 04 ديسمبر 2009 12:37 ص
جانب من التقرير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة