فوز الفيلم المصرى "بصرة" تأليف وإخراج أحمد رشوان بجائزة أفضل فيلم روائى طويل فى مهرجان الفيلم العربى ببروكسل مؤخرا، يؤكد أن السينما المستقلة باتت واحدة من أهم مكاسب السينما المصرية فى الفترة الأخيرة، خصوصاً أن هذا الفوز يأتى بعد أسابيع قليلة من فوز فيلم "عين شمس" للمخرج إبراهيم بطوط بجائزة "أفضل فيلم" فى مهرجان سان فرانسيسكو للفيلم العربى.
وتنضم جائزة أفضل مهرجان بروكسل إلى عدد كبير من الجوائز التى حازها الفيلم بعد عدة جولات بين مهرجانات سينمائية مختلفة، حيث بدأ مشوار حصد الجوائز العام الماضى من خلال مهرجان فالينسيا بأسبانيا وحصل على جائزة التصوير، وبعدها بأسابيع قليلة فاز بجائزة السيناريو فى المسابقة العربية بالدورة الـ 32 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى 2008، وأيضا جائزتى أفضل إخراج عمل أول وجائزة الإنتاج الثالثة فى المهرجان القومى للسينما، ونال بطله باسم سمرة جائزة أفضل ممثل فى مهرجان روتردام للفيلم العربى.
ونجح الفيلم فى رفع اسم مصر فى تلك المهرجانات السينمائية، تماما مثلما فعل فيلم "عين شمس" الذى فاز بجوائز كثيرة بالمهرجانات التى شارك بها، ومنها جائزة "الثور الذهبى" لأفضل فيلم فى مهرجان تاورمينا بإيطاليا، وتعد من الجوائز الذهبية لأفضل فيلم النادرة التى فازت بها الأفلام المصرية عبر تاريخ مهرجانات البحر المتوسط وأيضا المهرجانات العربية فى الدول الأوروبية، كما حصد جائزة أفضل فيلم أول لمخرجه فى مهرجان الفيلم العربى فى روتردام بهولندا.
واللافت للنظر أن الفيلمين يتقاسمان تجربة مرا بها معا تتمثل فى تحويلها من أفلام ديجيتال إلى أفلام 35 م صالحة للعرض بدور السينما، حيث عانيا كثيراً من أجل إيجاد الدعم المالى اللازم لذلك، حتى رأى المبدعان بطوط ورشوان أعمالهما تخرج للنور وتتغلب على كل الصعاب التى قابلتهما فى طريقها، بداية من تعنت الرقابة مع بطوط ورفضها إعطاؤه تصريح بعرض الفيلم فى مصر تحت مصنف مصرى بحجة أن تمويله جاء من المركز الثقافى المغربى.
ويأتى على قائمة الأفلام المستقلة، والتى تحمل تجربة مختلفة، فيلم "هيلوبوليس" إخراج وتأليف أحمد عبدالله فى أولى تجاربه الإخراجية، وبطولة خالد أبو النجا وحنان مطاوع وهانى عادل ويسرا اللوزى ومعهم عايدة عبدالعزيز، وتدور أحداثه حول مجموعة قصص لعدة شخصيات ترتبط مع بعضها بعضاً من خلال حى مصر الجديدة لكنها لا تتقابل أبدا، ومثل الفيلم مصر فى المسابقة العربية بالدورة الـ33 لمهرجان القاهرة السينمائى الذى انتهت فعالياته مؤخرا، وحصل الفيلم على شهادة تقدير، وأنقذ الفيلم ماء وجه المهرجان، حيث لم يشارك فى هذه المسابقة من مصر غيره، إضافة إلى فيلم "عصافير النيل" لمجدى أحمد على والذى شارك فى اللحظات الأخيرة بالمسابقة الدولية وأيضا العربية.
ونظرا لتلك النجاحات لهذه المجموعة من الأفلام المستقلة والتى تقدم مضمونا مختلفا عن السينما التجارية يعقد البعض عليها أمالا فى خلق حالة سينمائية جديدة وتقديم مضامين مختلفة بجوار الأفلام التجارية، والتى تقف وراءها شركات الإنتاج، وباتت السينما المستقلة فى مصر رهانا لحصد الجوائز بالمهرجانات السينمائية فى الدول المختلفة، لكن بشرط أن تحافظ على جودة مضمونها ويقف بجانبها المهتمون بصناعة السينما المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة