هايدى علاء مبارك..تودع عاما بدون محمد

الخميس، 31 ديسمبر 2009 10:44 م
هايدى علاء مبارك..تودع عاما بدون محمد هايدى علاء مبارك
تخيل الذكريات: سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان شهر مايو عام 2009 على موعد من الأحزان التى لا تستأذن أحدا فى الدخول، حين علم المصريون نبأ وفاة الطفل محمد علاء حسنى مبارك.

لم تكن أحزان المصريين نفاقا لسلطة ولا مطلبا للتقرب، فالأحزان لها جلالها الخاص، خاصة حين تتولد عن موت طفل لم تفتح الدنيا له ذراعيها بعد، يموت الطفل فيسكت الكلام المباح عن مستقبل كبير، يصير فيه الطفل شابا يافعا وزوجا وأبا، تولد له ذرية صالحة من جنس أمه وأبيه.

فى أحزان فراق الأطفال شفافية خاصة، وصدق فى المشاعر لا يقارن، حزن وصدق يستدعيان حال الأم والأب فى فجيعة فراق طفلهما الصغير.

يتابع الأم والأب طفلهما وهو يكبر أمامهما كل لحظة، وحين يأتى ملك الموت يحرمهما من متعة هذه المتابعة، يروح الطفل ويترك لهما ذكريات شقاوته، فتخلق هذه الذكريات مجرى من الأحزان لا يسده شىء.

يموت الطفل إلا من قلب أمه وأبيه، ومع مجرى الأحزان التى لا تنتهى، ومع انسداد مجرى الرؤية وتوقف همس الحديث، تلجأ الأم إلى استدعاء كل الذكريات، فكيف تستدعى هايدى «أم محمد» ذكريات ألم فراق ابنها؟ أتخيل أنها تقول:
أنا اليوم أودع عام 2009 بدونك، بعد كل هذه السنوات التى قضيتها بيننا.
هل كنت تتنبأ بموتك يا صغيرى، حين عدت من المدرسة يوما لتقول لى: «أنا خايف أحسن تموتوا، وأبقى يتيم.. أصل النهاردة فى المدرسة قالوا لنا إن سيدنا محمد أبوه مات ومامته حامل فيه وأمه ماتت وهو صغير وجده مات ومكنش عنده حد».
سألت ماما نعم الباز عن كلامك قالت لى «قولى له فيه ناس كتيرة بيموت أبوهم أو تموت أمهم لكن فيه ناس أكتر باباها ومامتها عايشين، وكمان ده نبى والأنبياء لهم شكل مختلف.. يعنى سيدنا محمد يتيم.. والمسيح جه بمعجزة».
قلت لك يا محمد كلام ماما نعم، لكن من يومها حطيت على القلب إيدى، زى كل أم لما تسمع كلام الموت من ولدها الصغير.
إلى من ذهبت يا ولدى؟
إلى رب العرش العلى العظيم الذى اختارك بجواره، ويؤجل يومى حتى أزداد شوقا إليك.
هل كنت ابن موت كما يقولون عن الأبناء الذين يشع النور من وجوههم.. وتقفز طيبة النفس بهم إلى أقصى درجات المحبة من الآخرين.
هنا أشياؤك بجوارى لا تفارقنى.. لعبتك التى أحضرتها لك يوم أن طاوعتك أصابعك على اللعب بها..
حقيبة مدرستك التى كنت تضع فيها كراستك وقلمك وسر تفوقك.
هنا كل شىء يذكرنى بشقاوتك: «ماما أنا هنا مستخبى»..
تأخرت قليلا عن متابعتك يا محمد فاعذرنى..
أنت تعلم أننى أصحو على صوتك.. لأنك كنت لى ساعة يومى وميزانها، وأخبارك هى نشرتى اليومية التى كنت أتابعها.
لماذا لم يتمهل الموت قليلا؟
لماذا حرمنى من فرصة التضحية من أجلك، فأنا أمك وتضحية الأم من أجل الابن مهنة جميلة.
أستغفر الله، الذى لا راد لمشيئته.. لكن الشوق يكابدنى يا ولدى.. أستغفر الله.. أستغفر الله.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة