مدحت حسن

شكراً للرئيس

الخميس، 31 ديسمبر 2009 07:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بنبرة جادة وهادئة على غير عادته، وجه عمرو أديب فى برنامجه المميز القاهرة اليوم الشكر للرئيس مبارك على إصداره تعليمات صريحة بعدم وقف بث برامج الأوربت من مدينة الإنتاج بسبب تأخر إدارة الأوربت فى دفع مستحقاتها المتأخرة للمدينة، والمقدرة بحوالى 15 مليون جنيه.

ولا شك أن القاهرة اليوم هو الأب الشرعى لبرامج التوك شو اليومية فى الفضائيات المصرية، بالرغم من إطلاقه عبر شبكة فضائية سعودية مشفرة إلا أنه حظى ولا يزال بنسبة مشاهدة مميزة ومؤثرة، والقصة تعود قبل أيام عندما أثيرت أزمة بعد قرار مدينة الإنتاج المفاجئ بإيقاف برامج قنوات الأوربت وسحب مكاتبها الإدارية وفاءا لديون مستحقة للمدينة، وبالفعل توقف الإرسال من القاهرة، ومثلما توقف البث فجأة عاد فجأة ولكن العودة كانت بعد أن تدخل الرئيس شخصيا وفقا لما أعلنه عمرو أديب على الهواء ووجه الشكر للرئيس على مساندته.

وما حدث يفتح الباب واسعا أمام عدد من الاستفسارات التى لا تجد من يجيب عنها، فهل من الطبيعى أن يترك لرئيس مشاغله واهتماماته ويتفرغ لأن يهتم بحل مشكلة بث برنامج أو محطة فضائية أيا كان مقدار تأثيرها؟ وإذا كان هذا ما سيفعله الرئيس فماذا سيفعل وزير الإعلام أنس الفقى؟ وهل عندما أوقفت مدينة الإنتاج البث حصلت على موافقته مسبقا؟ وإذا كانت فعلت وحصلت على رضا الوزير فقد ارتكب وزير الإعلام خطأ فادحا، وإذا لم تكن قد حصلت على موافقته فالخطأ أفدح؟ وهل مدينة الإنتاج ستفعل نفس الشىء بالقدر ذاته من الحسم مع باقى القنوات التى ستتأخر عن دفع مستحقاتها أم أن الموقف بالأساس موجه لبرنامج القاهرة اليوم لأنه بدأ أكثر جرأة فى الفترة الأخيرة..

القضية جد وليست هزلا ولا يجب أن نصدرها للرئيس، لا أحد يمكن أن يطالب مدينة الإنتاج بأن تتخلى عن مستحقاتها الواجبة السداد لدى الأوربت أو غيرها من المحطات الفضائية أو تحصل على ما لها لدى شركات الإنتاج المختلفة، فإذا كانت للمدينة حقوق فيجب طرح الملف على الجميع أملا فى وقف نزيف خسائرها المتراكمة، بل على الجميع أن يعملوا على حفظ واسترداد الحقوق، ولكن لا يجب أبدا أن نعالج مشكلة بمشكلة، فإذا كان هناك إخفاق أو قصور فى بعض جوانب الإعلام المصرى فليس من المنطقى أن يتم تصدير المشكلة بالضغط على الإعلام الموازى، فالإعلام المصرى حاليا أصبحت له روافد متنوعة مقروءة ومسموعة ومرئية وإليكترونية، والمفترض أن يكون هدفها جميعا هو تقديم أفضل خدمة للمتلقى.

الأمر واجب بقوة الآن على وزير الإعلام أن يتدخل ويتحمل مسئولياته الحقيقية فى إدارة شئون الإعلام المصرى بمختلف أجنحته، ولا يقصر جهوده على إدارة التلفزيون المصرى الذى يحتاج وضعه الحالى لجهود جبارة، فالوقت قد حان لأن تكون هناك وقفة حقيقية للبحث فى ملفات الإعلام المصرى ووضع استراتيجية حقيقية أملا فى العودة للريادة فعلا وليس قولا وحتى لا نفاجأ فى يوم قريب أن كل الفضائيات قد هربت من جنة الإعلام المصرى أو ننتظر كل برنامج أو مذيع ليقول بعد حل مشاكله شكرا للرئيس.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة