مثلما كانت طوال الوقت «ست مصرية جدعة»، التزمت السيدة جميلة إسماعيل الصمت بعد قرار انفصالها عن زوجها الدكتور أيمن نور، فلم تدخل فى تفاصيل التفاصيل التى كان جمهور واسع يتحرق شوقاً لسماعها، ولم تستسلم لغواية محطات فضائية وصحف ومجلات ومواقع إلكترونية كانت مستعدة لأن تفعل المستحيل للحصول على أى كلمة تروى نهم زبائنها فى تعرية ما لا يجوز، تعرية أسرار بيت مرشح سابق لرئاسة الجمهورية.
كل ما فعلته السيدة جميلة هو أنها أكدت خبر الانفصال وأكدت أنه لم يحدث رسميا، وقالت إنها فكرة قديمة امتنعت عنها بسبب ظروف سجن زوجها، ثم تمنت له التوفيق.. واختفت إلى أن ظهرت على استحياء فى أنشطة ذات طابع سياسى عام.
الأمر هنا لا يتعلق بالسياسة، أى بموافقتك على أفكار حزب الغد الذى أسسه الدكتور أيمن نور.. ولا بموافقتك على أدائه السياسى، ولا بأن ترى الرجل الذى قضى أربع سنوات فى السجن بريئاً أو مذنباً، ولا حتى بالأداء السياسى له بعد خروجه. كما أن الأمر لا يتعلق بالأداء السياسى للسيدة جميلة، فهو أمر الخلاف عليه طبيعى ولكنه يتعلق بما هو أهم، لأنه ليس طارئاً، ولا هو ملوث بمصالح، وهو القيم التى تجسدها هذه السيدة، أولها الصلابه فلم تنكسر.
كما واجهت وحيدة، إلا من بعض الأصدقاء الذين بقوا فى السفينة الغارقة، حملة تشهير عاتية ضد زوجها، وكان طبيعيا أن تخوض كل هذه الحروب من أجل أبنائها الصغار، والذين من المؤكد سألوها مراراً وتكراراً: هل صحيح ما يقولونه عن بابا؟!.
وبصلابة استثنائية تحملت تحرشات شخصية، ونقترب أكثر من المعنى الحرفى، ونقول إنها تحملت تشنيعات تسىء لها كزوجة وفية، صحيح أنها كانت ترد، لكن الأصح أنها كانت طوال هذه المحنة تركز فيما هو أهم وهو الدفاع عن زوجها المسجون فى كل مكان فى العالم يتاح لها، بما فيه لقاؤها الشهير بالرئيس الأمريكى السابق جورج بوش.
وكانت هذه فرصة لخصومها ليتهموها بالعمالة، لكن ماذا تفعل «ست جدعة» تريد إنقاذ زوجها، أليس من حقها أن تتعلق بأى قشة، بأى أمل حتى لو كان هزيلاً؟ طبعاً من حقها.
فقد أزعجهم أنها لم تلزم بيتها.. فدبروا مؤامرة إحراق مقر حزب الغد، كانت ترفع أصابعها بعلامة النصر كما كانت تفعل دوماً، وظلت صامدة فى عراك قضائى حتى استردت حقها فى مقر الحزب، بل ورفعت دعوى قضائية ضد وزير الداخلية لمطالبته بتعويض لأنه المسئول عن التراخى، أو للدقة التواطؤ الأمنى مع خصومها وخصوم زوجها، الذين كانوا يوماً ما أصدقاء.
صمدت لأن «الغد» بالنسبة لجميلة ليس مجرد حزب، ولا لأن زوجها المسجون وقتها، هو زعيمه، ولكن بالإضافة إلى ذلك كان حلمها الشخصى.. حلم أن يكون لدينا حزب يمكنه إنهاض بلدنا من كبوتها.
فمن أين تأتى هذه السيدة النبيلة بكل هذه القوة؟
السؤال كتبته أثناء سجن زوجها الدكتور أيمن نور، وهو ليس سؤالاً، ولكنه امتنان لـ«ست جدعة بنت أصول».
لمعلوماتك...
◄ 20 عاما هى مدة زواج جميلة إسماعيل وأيمن نور قبل إعلان الانفصال فى 2009
جميلة إسماعيل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة