حالة من الاستياء تسود داخل أروقة الحزب الوطنى بعدما اعتاد نوابه وممثلوه تحت قبة البرلمان السب والتراشق بالألفاظ النابية فى مواجهة المعارضين لهم سواء من نواب كتلة الإخوان المسلمين أو المستقلين، فبينما يعتبره البعض منهم أمرا عاديا لأنه يحدث فى البرلمانات العالمية، إلا أن البعض الآخر اعتبره محاولة من الإخوان للظهور على السطح بعدما انكشف زيف شعاراتهم الدينية.
وكشف المهندس محمد هيبة، أمين شباب الحزب الوطنى أن الحزب الوطنى سيعقد اجتماعات مكثفة خلال الفترة المقبلة لمواجهة ردود الأفعال الطائشة من نواب المعارضة ولتحديد "الحجم الحقيقى" لهم فى الشارع.
ووضع هيبة أسبابا أخرى لما قام به نواب الحزب الوطنى، فبعيدا عن عدم سيطرتهم على ضبط النفس، فإن نواب المعارضة والإخوان المسلمين يحاولون استقطاب نواب الوطنى لمستوى حوار متدنى فى محاولة منهم، أى الإخوان، للظهور على السطح مرة أخرى بعدما تيقنوا أن الشارع كشف زيفهم وشعاراتهم الدينية الكاذبة التى تحمل مصالح خفية.
وأضاف هيبة: "الإسلام برئ من شعارات الإخوان، الذين يرفعونها فقط لكسب تعاطف الشارع"، وأنهم يكيلوا بالاتهامات لنواب الوطنى حتى يبعدوا الأعين عن فشلهم وتخبطهم.
وحسبما كشفت مصادر حزبية لليوم السابع فإن نواب الوطنى بمجلس الشعب تسببوا فى إحراج قياداتهم التى تعالت أصواتهم برفع شعار الالتزام الحزبى والتأكيد عليه، خاصة مع بداية العام الانتخابى الحاسم 2010 وانتخابات التجديد النصفى للشورى وانتخابات مجلس الشعب، فى المؤتمر السنوى السادس وفى الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للسياسات.
المصادر أكدت أن هناك حالة ترقب وخوف داخل الحزب من تأثير أحداث "السب والشتائم" لنواب الحزب الوطنى على شعبيتهم بالدوائر المختلفة، بعد أن استطاع نواب الإخوان المسلمين، بحسب المصادر، استقطابهم فى حالة النقاش المستفزة والتى أوقعتهم فى السب والشتائم، وبهذا يكسب نواب الإخوان شعبية أكبر على حساب "شتائم" الوطنى.
وأضافت المصادر أن حالة التخوف زادت نظرا لدخول نواب الحزب الوطنى فى وصله من السب لنواب الإخوان عقب ما قام به يوسف بطرس غالى وزير المالية من سب الدين.
وعلم اليوم السابع أن الفترة المقبلة ستشهد تكثيفا لجهود أحمد عز، أمين التنظيم، لحث نواب الوطنى على ضبط النفس خلال العام الحزبى الجديد ليؤكدوا شعارات الحزب الوطنى التى تنادى بالالتزام الحزبى، بعد حالة الحرج التى وضعوا فيها الحزب وقياداته، وبما فيهم أمين التنظيم ذاته والذى أكد فى أحد لقاءاته بالمحافظات حينما قال "إذا كان فيه التزام حزبى فى 2005 لكان الوضع مختلفا وكنا حصلنا على 70 مقعدا من الـ88 مقعدا، قاصدا الإخوان المسلمين" منبها عليهم ضرورة الالتزام الحزبى خلال الانتخابات المقبلة.
وعلى الجانب الآخر، قال د.محمد الغمراوى، أمين الحزب بمحافظة القاهرة، لليوم السابع إن هذه التجاوزات لا تعبر إلا عن حوادث فردية، كما أنها لا تحدث فى مصر فقط بل تحدث فى غالبية البرلمانات العالمية من خلال أحداث الشد والجذب والشتائم.
ووصف الغمراوى أن ما شهده مجلس الشعب أمس بالحادث المؤسف لا تتقبله قيادات الحزب الوطنى، مطالبين نوابهم بمقابلة المعارضين بالحجة والموعظة الحسنة بدلا من الشتائم والسب.
وطالب أمين العاصمة بضرورة الالتزام الحزبى وضبط النفس قائلا "إذا فقد الحزب الالتزام الحزبى سيشهد حالة من الفوضى"، مضيفا أن الفترة المقبلة ستشهد تقييما موضوعيا لأحداث البرلمان حتى لا يتكرر مرة أخرى، وأن هذه الأحداث لن تؤثر على شعبية الحزب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.
بعد واقعة سب الدين وضرب الجزمة..
اجتماعات طارئة بـ"الوطنى" لتقييم "أحداث الشتائم" ووضع خطط جديدة لمواجهة المعارضة وسط مخاوف من تدهور شعبية نوابه فى الانتخابات البرلمانية.. وقياداته يؤكدون: "السباب" فردى
الخميس، 31 ديسمبر 2009 02:40 م
الحزب الوطنى يناقش ظاهرة السباب والشتائم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة