ردود أفعال متنوعة أثارها التقرير الذى أصدره مركز أبحاث تابع للكونجرس الأمريكى حول توقعه لتدهور العلاقات المصرية الأمريكية، بسبب الاتهامات الموجهة إلى القمرين "نايل سات" و"عرب سات" بدعم الإرهاب، خاصة مع تجاهل إدارة "النايل السات" التعليق على التقرير.
لكن أمين بسيونى رئيس اللجنة الدائمة للإعلام العربى بجامعة الدول العربية ورئيس النايل السات السابق أكد لليوم السابع أنه تقرر مناقشة وزراء الإعلام العرب لهذا التقرير فى اجتماعهم المقرر عقده فى 24 يناير المقبل، إلا أن الأمر ليس خطيراً كما صوره البعض، حيث لم يتخذ كقرار نهائى حتى الآن، بل مازال فى طور المناقشة التى فجرها أحد أعضاء الكونجرس الأمريكى، ومن المنتظر أن يتم عرضه على مجلس الشيوخ الأمريكى ثم على الرئيس الأمريكى، الذى سيتخذ فيه قراراً نهائياً.
بسيونى أوضح أيضاً أن الأقمار الأوروبية والأمريكية نفسها لا يمكن لأحد أن يحاسبها على شىء بدليل أن قناة المنار التابعة لحزب الله كانت تبث قديماً على أحد الأقمار الأوروبية "يوتلسات"، ورغم أن اليهود اعترضوا على وجود القناة على القمر، واحتجاجهم لدى المجلس الأعلى السمعى والبصرى فى أوروبا، إلا أن المجلس رفض مطلب اليهود، مؤكداً لهم أن الأقمار الصناعية لها قوانينها التى لا يمكن لأحد تعديها، مضيفاً أن القمر الصناعى المصرى "نايل سات" يحمل أكثر من 540 قناة وليس من الطبيعى أن يتم إغلاق هذه القنوات لمجرد إعتراض نائب بمجلس الكونجرس الأمريكى على بعض قنواته.
أحد المصادر المسئولة بالنايل سات، رفض ذكر اسمه، أكد لليوم السابع أن التقرير برمته ليس بالخطورة التى تناولتها العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية، وذلك لأن القرار لا يمكن له أن يتخذ طريق التفعيل إلا بقرار نهائى من رئيس الولايات المتحده شخصياً، وذلك بعد أن يتم تمريره بمجلس الشيوخ، وهو الأمر المستبعد تمام لوجود غيره من القرارات والقوانين الأمريكية التى تخالفها مصر بالفعل ولا يعترض أحد، كما أن إثارة الأمر بهذا الشكل هى التى قد تضخمه وتجعل منه قضية حقيقية.
وأضاف المصدر، أن التقرير الصادر فى 28 ديسمبر 2009 حذر من وجود أفكار ومضامين فى بعض القنوات الفضائية تسىء إلى أمريكا بشكل عام، وليس كما صورت بعض الصحف بوجود دخل لقنوات مثل المنار وغيرها من القنوات التى تسىء إلى إسرائيل.
د.حسين أمين أستاذ بكلية الإعلام بالجامعة الأمريكية شدد لليوم السابع على ضرورة إتباع الطرق الدبلوماسية فى الحوار والتفاوض وتجنب العصبية فى مثل هذه الأمور، موضحاً أن أمريكا من الدول العظمى فى العالم، إن لم تكن الأعظم، وعداءها يحمل خسارة فردية للدول التى تعاديها فقط، خاصة مصر لأن أمريكا تشرف على أغلب أعمال القمر الصناعى المصرى "النايل سات"، وهو ما يعنى أن مقاطعتها أو الشجار معها سيكون مردوده الأول والطبيعى أن ترفع يدها عن هذا القمر، وهو الإشراف الذى نحتاج إليه.
وأضاف أمين، قائلاً "هناك أمور لابد أن نتعامل معها بالعقل بعيداً عن التأثر بالعاطفة، خاصة أن القرارات والنتائج المترتبة على مثل هذه الأمور تكاد تكون مصيرية، بمعنى أن العلاقات بين الدول لا تحتمل المناقشات الحادة أو الأصوات المرتفعة، بل تتطلب حواراً هادئاً قادراً على الوصول لحلول ترضى الطرفين.
أما أكثر الردود حدة على التقرير كانت من محسن راضى عضو لجنة الإعلام بمجلس الشعب، الذى قال لليوم السابع "أمريكا بمؤسساتها إرهابية"، فلا تتوقع غير ذلك من دولة تتخذ من استعمار الدول وغزوها عسكرياً وفكرياً واقتصادياً، وأضاف راضى، أنه يتوقع فى حالة استمرار مناقشة هذا الأمر فى الكونجرس واتخاذه شكلاً أكثر جدية أن ترضخ الأجهزة المصرية لهذا المطلب ويتم إيقاف القنوات على الأقمار الصناعية "العرب سات، ونايل سات"، وذلك بالرغم من عدم وجود أى نص فى القانون الإعلامى المصرى يجبرها على ذلك، إلا أن العلاقات المصرية الأمريكية غير المبررة رغم اعتداءات أمريكا المستمرة على العرب قد تؤدى إلى ذلك.
راضى أنهى حديثه لليوم السابع معرباً عن أسفه الشديد تجاه استمرار العلاقات المصرية الأمريكية، معتبراً أى تعامل مع هذه الدولة يعد "خيانة عظمى" فى حق العرب وفى حق من يتعامل معها على الخصوص، لأنه وافق على الاستماع لحكومة دفعت المليارات مقابل ذبح إخواننا العرب.