د. حامد طاهر

وماذا بعد الغزو الصينى للسوق المصرية؟

الأربعاء، 30 ديسمبر 2009 07:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يكاد يخلو مجال من مجالات الحياة فى مصر إلا وقد غزته البضائع الصينية، بدءاً من الإبر التى تستخدم فى الخياطة إلى السيارات الفارهة التى تجوب الشوارع.

وبالطبع هناك الملابس الجاهزة، والشرابات، والأحذية، وأدوات الزينة، وأجهزة التليفون، والتليفزيونات، وأجهزة الكمبيوتر، بل إن الأمر تعدى ذلك إلى شبكة الثوم، ذى الرأس المتساوية، والحبات الممتلئة، ماذا بقى؟!

فى تصورى لم يعد إلا أن تصدر لنا الصين رغيف الخبز، وأنا واثق من أنها إذا فعلت فسوف تجعله رغيفاً كامل الاستدارة، وذهبى اللون، وربما وضعت فى حوافه لمبة تضىء وتنطفئ.. والأمر فى غاية السهولة، لأنها سوف تنقلها من فانوس رمضان الذى أصبح يمشى ويغنى ويبتهل ويتحدث بالعربية.

وأنا لست ضد التوسع التجارى للصين، ما دام هناك إقبال على بضائعها، المنخفضة السعر، والجميلة المنظر، لكننا ينبغى أن نتوقف لنسأل: هل البضائع الصينية "تستاهل" بالفعل السعر الذى ندفعه فيها؟ أم أنها بضائع سريعة التلف، وغير قابلة للاستبدال، أو للإحلال والتجديد؟ إن جهاز التليفون الذى يصل سعره فى المتوسط ستين جنيهاً ما يلبث أن يفسد بعد شهرين أو ثلاثة، ولا يمكن أن تفكه لكى تصلحه، بل عليك أن تلقى به فى القمامة، وتشترى غيره، وكذلك فانوس رمضان الذى يصل إلى أربعين أو خمسين جنيهاً، ما إن يلعب به الأولاد مرة أو اثنين حتى يتحطم، ويحتاجون إلى فانوس آخر، ولست أدرى حتى الآن ما هى حال السيارات الصينية لأننى لم أجربها، كما أننى لم أستمع إلى شكوى ممن اشتروها؟

لقد سبق أن زرت الصين، ووقفت على بعض جوانب نهضتها، وعوامل التنمية الرائعة فيها، ولكننى علمت منهم أنفسهم أن لديهم ثلاثة مستويات من الإنتاج: الأول راق جداً، ويكاد ينافس الصناعة الأمريكية، والثانى متوسط وهو الذى يتم تسويقه فى أوروبا المتقدمة صناعياً، ثم النوع المتدنى الذى يضحكون به على الدول النامية، ويبيعون منتجاته للحجاج والمعتمرين الذين يحملونه هدايا لأقاربهم وأحبابهم على أنه بركة من جوار الحرمين الشريفين!!

أما السؤال الأهم: ما هو الأسلوب التجارى أو الصناعى الذى يتم به التبادل الاقتصادى مع الصين: ماذا نصدر لهم؟ وهل نكسب منهم مثلما يكسبون منا؟ أم أن الأمر يجرى فى اتجاه واحد؟! والله المستعان.

نائب رئيس جامعة القاهرة السابق





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة