تستعد الكنائس المسيحية الأرثوذكسية والكاثوليك والإنجيلية، مساء غد الخميس، للاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية، وتبدأ الصلاة بها غدا، الخميس، فى السابعة مساء حتى صباح اليوم التالى أول أيام السنة الجديدة وتنتهى الصلاة بقداس "إلهى"، فى حين طالبت منظمات قبطية بإلغاء الاحتفالات بالمناسبات الدينية هذا العام بدعوى أن العام الماضى 2009 شهد أحداثا طائفية ضد الأقباط.
واستنكر المفكر القبطى مدحت بشاى فكرة استقبال المسئولين المسلمين بالدولة بالكنائس أثناء صلاة العيد التى توافق 7 يناير المقبل، معتبرا أن مراسم الاستقبال والترحيب تجرد الأعياد من معناها الروحى والدينى. وكان بشاى قد أطلق دعوة لإلغاء هذه المراسم فى كتابه الأخير "علمانيون على أجنحة البوم"، معتبرا أن ما يحدث بالكنائس فى الأعياد هو استثمار مراسم الاحتفال الدينية لكسب الرضا السياسى والتودد للحكومة والجهات التنفيذية.
وأوضح بشاى لليوم السابع أنه لا يعارض استقبال المسلمين المهنئين بالعيد، ولكنه يعترض على حضورهم لطقوس الصلاة وإنما يمكنهم تقديم التهانى صباح يوم العيد فى المقرر البابوى، معتبرا أن هذا أمر طبيعى وبديهى إذ أن الأقباط لا يهنئون المسلمين بالعيد أثناء الصلاة فى الجوامع.
واعتبر بشاى أن حضور شخص مسلم للقداس يضعه فى حرج إذ أنه لا يعى طبيعة الطقوس التى نقوم بها من سجود وصلوات، "وبالتالى كثيرا ما يحاكينا فى طقوسنا دون فهم كما أن حضور مسلمين للصلاة يقيد من حرية العبادة للمسيحين بالكنيسة الذين يشعرون بأنهم فى مراسم احتفالية رسمية وليسوا فى بيت للعبادة" حسب قوله.
من جانبه، رفض المفكر كمال زاخر القبطى تحويل المناسبات الدينية إلى احتفالات سياسية، وقال إنه من المفترض أن تبقى هذه الاحتفالات فى إطارها الدينى والروحى، معتبرا ما يحدث فى الكنيسة من مراسم استقبال وترحيب لكبار رجال الدولة مجرداً للمناسبة من طقسها الدينى ولا يتفق مع وقار الكنيسة وهيبة الاحتفال.
لكن القمص صليب متى ساويرس – كاهن كنيسة العذراء الجيوشى وعضو المجلس الملى – أكد أن عدم استقبال كبار رجال الدولة أثناء القداس يعد أمراً مخالفاً لتعاليم الكنيسة وأبسط قواعد الذوق، مستنكراً أن تُغلِق الكنيسة أبوابها فى وجه أى إنسان جاء ليقدم للمسيحين التهنئة بالعيد.
كما نفى مصدر كنسى لليوم السابع وجود أى نية لإلغاء الاحتفال برأس السنة الميلادية، وأكد أن البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقصية سيكون متواجداً داخل المقر البابوى للاحتفال برأس السنة ليقوم بتهنئة الأقباط الذين يحضرون إليه، وأشار إلى تكثيف الإجراءات الأمنية حول الكنائس.
من جهته، أكد الدكتور محمد الشحات الجندى الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لا داعى للاحتفال من قِبَل المسلمين بأعياد الكريسماس، مشيرا إلى أنه لا يوجد دليل على جواز ذلك.
أما عن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، فأكد أنه لا مانع من ذلك فلا يوجد، على حد قوله، دليل واحد على حرمانية تهنئة غير المسلم بأعياده، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون صاحب كتاب كالنصارى واليهود ولا يجوز تهنئة من ليس لهم كتاب مثل البوذيين وغيرهم، مضيفا "لا مانع من تهنئة الأخوة الأقباط بأعيادهم مادمنا أبناء وطن واحد".
من ناحية أخرى، أكد ممدوح رمزى المحامى القبطى أنه علم بوجود جبهة من الأسقفين الأنبا أرميا والأنبا بطرس تسعى لإقصاء الدكتور ثروت باسيلى وكيل المجلس الملى من استقبال جمال مبارك ليلة عيد الميلاد.
وأشار رمزى فى تصريحات خاصة لليوم السابع إلى أن الأنبا أرميا سكرتير البابا سيقوم باستقبال جمال مبارك عند اقترابه البابا وسيجلس الأنبا بطرس فى المكان المخصص لباسيلى، حتى لا يتمكن باسيلى من الجلوس بجوار جمال مبارك.
وأوضح رمزى، فى بيان له صدر اليوم، أن باسيلى قدم استقالته من وكالة المجلس الملى، وأنه بذلك يكون فاقدا للصفة القانونية التى يحق له بها استقبال أى شخصية رفيعة المستوى مثل جمال مبارك، مؤكدا أن الكنيسة فقط هى صاحبة الحق فى استقباله وليس للوكيل المستقيل أى صفه لاستقباله.
مُطالبات قبطية بمنع المسئولين المسلمين من حضور قداس عيد الميلاد.. وبيان يؤكد وجود مخطط لمنع باسيلى من استقبال جمال مبارك.. وأمين "مجمع البحوث": الاحتفال بالكريسماس لا يجوز
الأربعاء، 30 ديسمبر 2009 03:46 م