رمضان محمود عبد الوهاب يكتب: فارس الكلمة وهامة وطن

الأربعاء، 30 ديسمبر 2009 11:25 ص
رمضان محمود عبد الوهاب يكتب: فارس الكلمة وهامة وطن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم مرور أكثر من شهر على أحداث 18 من نوفمبر الأليمة التى وقعت بالسودان لعدد من جماهير الكرة المصرية إلا أن صورتها لا تزال عالقة فى الأذهان بكل مرارتها حتى اليوم، وهذا ما يؤكده الانطباع السائد لدى الناس عن مدى تقاعس وصمت القيادة السياسية فى مصر عن عبث القيادة الجزائرية، إلا فى القليل من بعض التصريحات التى لم تلق رضى الناس ولم تهدئ من ثورتهم.

ووسط هذه الإحداث المتباينة توحدت الكلمات وارتفعت الأصوات ليختلط بعضها بالبعض لتنعقد فى سماء مصر فى صوت واحد تجسدت فيه أسمى معانى الوطنية بين أطياف الشعب المختلفة، كان هذا الصوت ممثلا فى شخص السيد علاء مبارك، بعد أن خلع عن نفسه عباءة السلطة بصفته نجل رئيس الدولة وتكلم بصفته الشخصية.

عبر قناة "دريم" كشاهد عيان على جرائم الجزائريين ضد المصريين فى حوار رائع استمر ما يقرب من العشرين دقيقة عبّر خلالها عما يجوب فى نفوس كل المصريين، ودافع بقوة عن عزتهم وكرامتهم. كان حديثه عذبا، وصوته رخيما، قطع به أحشاء الصمت الرسمى فى ليل مصر البهيم، وكانت إدانته واضحة ومصوبة نحو القيادة الجزائرية ومجّرما لمخططها الآثم فى لهجة حادة وقاطعة لا تقبل اللبس أو التأويل، لقد تحدث على نحو لم يألفه الناس منه فاستشعروا الصدق فى كلامه وأرهفوا إليه الأسماع ومالت إلى محبته القلوب، وذرفت لكلماته العيون لقد بات السيد علاء مبارك عند الجماهير بعد هذا الموقف الرائع منه فارس الكلمة ورافع هامة الوطن بعد أن امتطى صهوة الإحداث، فضمد الجراح المثخنة بالألم وأراح النفوس المثقلة بالهموم وأعاد للمواطن شموخه وكبرياءه.

صحيح أن كلمة الفارس لم تلق قبول كل المصريين، ولكنها لاقت قبول معظمهم فيما عدا قلة من المعارضة بعضهم مثقفين والبعض الآخرين من الإعلاميين قد اعترضوا عليها، وحاولوا الزج بالفارس فى مجاهل ومتاهات السلطة حسب تأويلهم للموقف، ونظرتهم القاصرة تجاه مشاعر وأحاسيس الشعب الملتهبة.

وعلى كل حال فإن صوت الفارس كان الصوت شبه الرسمى والوحيد الذى مّثل شكلا رسميا مؤثرا ومقنعا للأوساط المصرية والجزائرية معا، وإن لم يحرك ساكن النظام الرسمى فى البلدين من حيث قناعة عدم التمسك بالحقوق من الجانب المصرى وقناعة عدم الاعتذار، والأخذ بمبدأ أن ما فات قد فات من الجانب الجزائرى، وهذا ما أكده موقف انسحاب المحامين الجزائريين من جلسة مؤتمر اتحاد المحامين العرب الذى تم انعقاده فى سوريا، أثناء إلقاء نقيب المحامين المصريين والعرب كلمة مصر فى المؤتمر، وذلك لحمل الوفد المصرى على الاعتذار لهم عن جريمتهم التى اقترفوها فى حق المصريين، ورغم نبرة التعالى للنظام الرسمى الجزائرى إلا أننى لا أجد تفسيرا للدعوات غير المبررة للمسئولين فى الجزائر، للحضور إلى مصر طالما لم يجدوا هم ولا نحن ارتياحا نفسيا من هذه الدعوات، والدليل على ذلك دعوة الأستاذ جودت الملط، مدير الجهاز المركزى للمحاسبات، لنظيره الجزائرى التى أظهرت موقف الأخير أثناء المؤتمر الصحفى بالمطار على مرأى ومسمع من العالم، عن مدى تأثره بسياسة بلاده التى لم تتغير إلى الآن، رغم الحفاوة والتكريم الذى قوبل بهما الضيف، ويبقى أن نقول لفارس الكلمة لقد كان صوتك بمثابة الحضن الدافئ لمعظم المصرين بالداخل وحصنا وأمانا للمقيمين منهم خارج الوطن وحتى وإن دلت كل المؤشرات على عدم تغير الواقع وبقائه على ما هو عليه، ولكننا سنجعل من الكلمة بداية حقيقية للاستفاقة من مواقف الذل والانكسار بسواعد الهمم والقدرة على أخذ قرار الانتصار لدى صناع القرار.

مراجع مالى





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة