مطرب يصاب بحالة إحباط من الوضع الغنائى فى مصر فيقرر السفر للخليج لعله يجد فرصة أفضل، لكن الكفيل الخليجى يفرض عليه الغناء باللهجة الخليجية، فيضطر للموافقة ويستمر فى رحلة ليس الهدف منها سوى جمع الأموال التى يستثمرها أيضا مع ذلك الكفيل فينصب عليه ويخبره بخسارته فيقرر العودة لوطنه مصر ويجد فى استقباله بالمطار بعضا من زملائه ويتوجه لسطح عمارته التى يسكن بها صديق عمره "عم كامل" الشاعر الذى قهرته السلطة لأشعاره ضد النظام..
كل هذه الأحداث مقدمة طويلة جدا أضافها المؤلفان أحمد السيد وأكرم مصطفى كمدخل لمسرحية "الناس بتحب كده"، معتقدين أنها إضافة جديدة ستبعدهما عن القصة الأساسية التى قررا اقتباسها من فيلم "شارع الحب" لعبد الحليم حافظ وصباح، وبدلا من تقديم رؤية جديدة مغايرة للفيلم لم يجتهد المؤلفان ولا المخرج فى تقديم الجديد أو مناقشة حال الغناء المتردى من خلال عودة المطرب، بل أقحما على القصة مواضيع عصرية لا علاقة لها بمضمون القصة الأساسية كمن يقود عربة " كارو " بـ " دريكسيون " سيارة مرسيدس، فما علاقة صراع رجال الأعمال والسيديهات الفاضحة وابتزاز رجال الأعمال وفضحهم بهذه التسجيلات وغرق العبارة وفضائح الفضائيات بقصة مطرب تتصارع عليه فتاتان مرفهتان تتراهنان على المطرب، وهى القصة الأساسية لفيلم " شارع الحب" والتى قدمت بشكل كوميدى لطيف.
الواضح أن المخرج عصام السيد ترك النص بلا رؤية واضحة وتناثرت المشاهد كل مشهد فى واد، وترك المخرج هالة فاخر بمفردها تدخل البسمة على المشاهدين بإيفهاتها ومغازلتها لإيمان البحر درويش وإعجابها بطوله و"خدوده" الحمراء.
المخرج ترك إيمان البحر درويش يغنى تارة أغانى قديمة له وأغانى جديدة وتارة أخرى يعطى للمشاهدين مواعظه الدينية التى من نوعية " أنا وكافل اليتيم" فى المشهد الذى ينصح فيه " فريدة" هالة فاخر الفتاة المستهترة بمساعدة اليتامى والإنفاق فى سبيل الله، ويستمر فى ترديد بعض من أحاديث الرسول التى حفظها ويستمر فى مواعظه حتى يختم المسرحية بمونولوج مباشر جدا يذكر فيه اسم المسرحية قائلا: " لو الناس بتحب كده يبقى حلال فينا اللى بيتعمل فينا وإن ولادنا يموتوا فى غزة وفى الغربة وإن الناس تغرق فى العبارة"، ثم يصرخ فى المشاهدين: "امتى هنصحى بقى" ليمهد لأغنية يختم بها المسرحية تقول كلماتها:
اصحى يا أيامنا .. سكتنا قدامنا .. مش كل أحلامنا لازم نكون نايمين سيبين زمنا يفوت .. طب امتى تتلاقى أرضينا وسمانا.
ديكورات المسرحية التى صممها الفنان حازم شبل هى الحسنة الوحيدة فى العرض، فقد استغل مساحات المسرح وتنقل بين المشاهد الكثيرة ما بين المطار والشارع والسطوح والنادى والفيلا وبنى ديكوراته على قرص دائرى يغير من خلاله مشاهده ببراعة وسلاسة شديدة وفعل كل ذلك بخامات بسيطة لكنها معبرة جدا، وأيضا برعت الفنانة نعيمة عجمى فى تصميم ملابس العرض وتناسق تلك الألوان مع ألوان الديكور ومناسبتها للحالة المادية والنفسية للشخصيات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة