محمد حمدى

أشرف الفقى.. وداعا!

الأربعاء، 30 ديسمبر 2009 12:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت على موعد للقائه أمس فى الإسكندرية، لم أقابله فى القاهرة حيث نعيش منذ فترة طويلة، ورأيتها فرصة مناسبة أن أقضى برفقة الزميل الصحفى أشرف الفقى مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط يومين فى الإسكندرية.

ما إن وصلت إلى مكتبة الإسكندرية فى الرابعة من عصر أمس حتى وقع الخبر على وقع الصاعقة، مات أشرف قبل نصف ساعة فى الفندق، وصل من القاهرة وداهمته أزمة قلبية فارق على أثرها الحياة.

تلا رئيس مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين الخبر ونعا زميلا كان ينبض بالحياة حتى قبل نصف ساعة، طلب منا الوقوف دقيقة حدادا على روحه وقراءة الفاتحة.. فجأة لم نعد نقول أشرف وإنما المرحوم أشرف الفقى، وهكذا هى الحياة لمن تغره أو يتنازل عن أهم حقائقها.. الموت.

عرفت أشرف قبل أن ألتقيه، حيث كان محررا للشئون العربية بمكتب جريدة الحياة بالقاهرة، كنت أتابع نفس الموضوعات فى جريدة القبس الكويتية، لكن عمل أشرف الصحفى كان مميزا لدرجة فرضت على الجميع متابعته.

بعد سنوات تزاملنا فى جريدة الشرق الأوسط لفترة ليست بالطويلة لكنها كانت كافية للتعرف على إنسان حقيقى يحب عمله ويلتزم أقصى قواعد المهنية، ويحب الناس ويخلص لهم.. تركنا فى الشرق الأوسط وذهب لتأسيس مكتب جريدة الوطن السعودية بالقاهرة وتولى إدارته، وبين الحين والآخر يتصل بى هاتفيا ليسألنى: ألم يحن الوقت لتعمل معنا؟

لم نعمل بعد ذلك سويا لكن جمعتنا الكثير من اللقاءات والاتصالات السريعة لكن ظلت لأشرف مكانة خاصة فى قلبى، فهو إنسان يندر وجوده، ويمتاز بصفات إنسانية نادرة الوجود فى هذا الزمن الصعب، حيث يبدو من يتمسك بالأخلاق كمن يقبض على الجمر.

كنت أتمنى رؤيته فى الإسكندرية، لكن إرادة الله كانت فوق رغبتنا، ورحلت روحه الطاهرة حيث كان مقررا أن نلتقى.. ولم نلتق ربما تأجل اللقاء إلى مكان آخر حيث تحلق الروح متجردة من كل أثقال الأرض وأوزار الإنسانية.. رحم الله أشرف الفقى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة