جاء الانفجار الأخير فى حى السيدة زينب بدمشق ليثير التساؤلات مجددا حول، هل أصبحت سوريا مسرحا للتفجيرات التى تستهدف مصالح دول وأطرافا متصارعة فى المنطقة؟، ولماذا تسرعت الحكومة السورية فى استبعاد شبهة وجود عمل إرهابى وراء التفجيرات الأخيرة؟، خاصة أن حى السيدة زينب يضم عددا كبيرا من اللاجئين العراقيين والإيرانيين وهو مكان مقدس لدى الشيعة فى العالم.
تضاربت المعلومات فى شأن انفجار حى السيدة زينب بدمشق، فبينما نفت المصادر السورية الرسمية، متمثلة فى وزارة الداخلية، وجود عمل إرهابى وراء العملية فإن مصادر إعلامية إيرانية رسمية تؤكد أنه عمل إرهابى استهدف الإيرانيين فى المنطقة المزدحمة جنوب دمشق وهى التى شهدت استهداف شخصيات عراقية شيعية مثل ممثل زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر الشيخ رائد الكاظمى، خاصة أن التفجيرات تزامنت مع زيارة سعيد جليلى، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى لدمشق، لبحث تطورات الملف النووى لبلاده مع كبار المسئولين السوريين، وهو ما تؤكده وكالة فارس الرسمية الإيرانية للأنباء التى ترى بأن هذه العملية ربما تستهدف تلك الزيارة.
وأشارت وكالة فارس إلى أن قوى الأمن والشرطة السورية ضربت طوقا حول موقع الانفجار، وتم نقل الجرحى إلى مستشفى الأمام الخمينى الذى تضررت بعض نوافذه جراء الانفجار.
أما وكالة مهر الإيرانية فقالت إنه لم يتضح أن كان الانفجار جراء عمل إرهابى أو حادث ميكانيكى فى الحافلة، وذلك تأكيدا لما قاله وزير الداخلية السورى اللواء سعيد سمور للفضائية السورية، من أنه لا عمل إرهابى وراء تفجير السيدة زينب، وأن ما جرى هو انفجار لإطار خلفى للحافلة.
وقال موقع قناة المنار التابعة لحزب الله اللبنانى حليف سوريا، إن هناك تضاربا فى الأنباء حول عدد ضحايا انفجار السيدة زينب ولم تعرف طبيعته، وأن الأجهزة الأمنية السورية والأدلة الجنائية قامت بتفحص مكان الانفجار لتحديد أسبابه، مؤكدة أن الباص الإيرانى دخل ورشة لتصليح إطاره فانفجر الإطار وانفجر الباص.
أما محمد عيسى، مدير مستشفى الخمينى فى السيدة زينب، فأكد للمنار أن "التفجير أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص نقلت أشلاؤهم إلى المشفى، حيث عاينهم الطبيب الشرعى"، مضيفا أنه تم التعرف على إحدى الضحايا، وهو طفل يبلغ من العمر (12 عاما) ويعمل فى محطة الوقود الواقعة قرب الانفجار الذى وقع قرب المستشفى وادى إلى تحطيم عدد من نوافذه.
ونُقلت أشلاء الضحايا إلى مستشفى دوما الحكومى شرق دمشق، ونقلت الوكالة عن مراسلتها قولها إن الانفجار سبب أضرارا فى الجزء الخلفى من الحافلة، لكنه لم يؤد إلى احتراقها، كما تحدثت عن آثار دماء حول الباص.
من جهتها قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"، إن غالبية سكان هذه المنطقة من السوريين والعراقيين، كما يؤمها العديد من الزوار الشيعة من إيران ودول الخليج، وهى مكتظة دائما بالسكان، وأضافت أن الحافلة كانت تقل ما بين 40 إلى 50 شخصا، وأن المنطقة مغلقة الآن.
ونقل عن شهود عيان أن ما لا يقل عن ستة أشخاص لقوا حتفهم جراء الانفجار، بينما ذكرت قناة (برس تى فى) الإيرانية أن 12 شخصا لقوا حتفهم فى الحادث.
فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية مثل راديو إسرائيل وصحيفتى معاريف ويديعوت أحرنوت إلى أن تاريخ الإرهاب فى سوريا طويل فى السنوات القليلة الماضية، من أبرزها الهجوم الذى وقع الـ 27 من سبتمبر من العام الماضى وقتل فيه 17 شخصا على الأقل، وجرح عشرات آخرون فى انفجار سيارة ملغومة بالقرب من مركز الأمن فى المطار الدولى فى دمشق، بعدما فجر مهاجم انتحارى سيارته التى كانت تحمل نحو 200 كيلو جرام من المتفجرات.
وأيضا الهجوم على سفارة الولايات المتحدة فى دمشق ببنادق آلية وسيارة ملغومة، وأدى إلى اندلاع النيران فى أربعة من المهاجمين ووجهت أصابع الاتهام حين ذاك لتنظيم القاعدة.
وأضافت أنه فى ديسمبر 2005 أطلق ثلاثة إرهابيين فى مدينة حلب شمال سوريا على قوات الأمن فى تبادل لإطلاق النار بينهم، إلا أنهم تمكنوا من تفجير سيارة تابعة لقوات الأمن، أما أصعب العمليات فى تاريخ سوريا فهى تفجير القائد العسكرى لحزب الله عماد مغنية فى دمشق وكان مطلوبا على لائحة إسرائيل وعدة دول غربية من بينها الولايات المتحدة.
أخبار متعلقة..
بالفيديو.. مقتل 6 أشخاص بانفجار فى دمشق
هل أصبحت سوريا مسرحا للاغتيالات؟..
انفجار دمشق استهدف المعارضة العراقية والإيرانيين وقيادات حزب الله
الخميس، 03 ديسمبر 2009 04:09 م
الرئيس السورى بشار الأسد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة