محمد حمدى

اعرف مصر أولاً

الخميس، 03 ديسمبر 2009 12:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طلبت من زميل صحفى شاب السفر لطهطا لإجراء تحقيق صحفى فسألنى: أليست طهطا بجانب طنطا فى محافظة الدقهلية؟!

وخلال الاحتفالات بذكرى نصر أكتوبر، سألت المذيعة شابا جامعيا: ماذا تعرف عن حرب أكتوبر؟.. فأجاب: نحتفل بها فى شهر يوليو!

وفى برنامج "البيت بيتك" سأل محمود سعد بعض التلاميذ عن وزير التعليم فلم يعرفه أحد، فسألهم حد يعرف أى وزير؟.. فنظروا جميعا إلى الأرض وتشجع أحدهم، وقال "أعرف إسماعيل الشاعر محافظ المعادى"!

"فى مصر" دعوة واسعة سبق ودعيت إليها هنا بإعادة الاهتمام بالعلم الوطنى باعتباره أحد رموز السيادة والانتماء، لكن على ما يبدو فإن المشكلة ليست فى العلم فقط وإنما فى أن أجيالاً عديدة من المصريين لا تعرف عن بلدها شيئا!

من الجميل أن نقف جميعا خلف فريقنا الوطنى لكرة القدم فى مقابلاته الدولية، لكن اختصار مصر فى كرة القدم فقط يعنى أن لدينا خللا كبيرا، فهذا يعنى أن أجيالا عديدة من المصريين لا تعرف شيئاً عن الوطن وليس لها أية علاقة به إلا من خلال مباريات الكرة، لكن الكرة وحدها ليست كافية لإعادة الانتماء المفقود إلى الناس.

نحن فى حاجة ماسة إلى معرفة مصر قبل أن نغنى لها، هذه المعرفة تقوم على التاريخ والجغرافيا، فلا يصح أن مواطن يعيش فى مصر يجهل أن طهطا تقع فى محافظة سوهاج، وليس لها علاقة بطنطا التى هى عاصمة محافظة الغربية، وليس لها علاقة بالدقهلية إلا الجوار فقط.

ومن العيب كل العيب أن أجيالا عديدة من المصريين لا تعرف شيئا عن حرب أكتوبر 1973، وكيف استطاع الجيش المصرى النهوض من هزيمة قاسية عام 1967 ليهزم إسرائيل ويعبر قناة السويس ويحرر جزءا من سيناء التى عاد ما تبقى منها بعد ذلك بالمفاوضات.

وليس معنى أن سكان القاهرة يرون مدير الأمن اللواء إسماعيل الشاعر فى الشارع، وهو يتحرك من بيته فى المعادى إلى مديرية أمن القاهرة فى باب الخلق، أنه تحول إلى محافظ للمعادى التى هى مجرد ضاحية تابعة لمحافظة حلوان.

وإذا كان الشباب وبعض الكبار لا يعرفون التاريخ الحديث الذى لا يزال يعيش بيننا، فكيف الحال مع التاريخ القديم الذى يعود إلى خمسة آلاف عام، وهل يمكن أن نخلق مواطنا منتميا لا يعرف أبعد من الحى الذى يسكن فيه، وباب البيت والمدرسة والسينما والناصية التى يقف عليها مع شلة الأصدقاء!

يجب أن نعرف مصر جيدا إذا كنا نحبها فعلا، فالمعرفة هى بداية الانتماء وبدونها سنصبح جميعها غرباء على أرضنا!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة