تا تـــــــــــو
فى شرخ الشباب
عندما كنت أذهب إلى الحارة العتيقـــــــــــــة
لأنادى صاحبى تا تــــــــــــــــــــــــــــــــو
كى نذهب إلى الكليـــــــة
كنت ألبس بزة عسكريــــــة
وأمشى بخطوة ملكيـــــــة
وعندما أنادى صاحبى: تا تـــــــــــــــو
ترتج الحــــــارة
التى ينام فيها الســـــــــــكـون ولا ينـــــام
وترمقنى أعين النساء
بنظرات الاستنكــار
أنت: يا حمار
ما عدت صغيرا
وما عاد يصح اسم التاتـــــــو
مع البزة العسكرية
والخطوة الملكية
- وينزل التاتو مكفــــــــــــــهرا
يلومنى فى ضــــــجر
فيرتعد له الحـــــجر
أما قلت: لا يصح هذا الاسم الآن
ما عاد اسمى التاتو
اسمى عصـــــــــام
وغدا على كتفى سأحمل شارة الحسام
بل حسامين
إذن فلنكن عصاميين
أنت تحمى الســــــــــــــــــــــــدود
وأنا أحرس الحــــــــــــــــــــــدود
فما عاد يليق اسم التاتو مع البزة العسكرية
ولا عمر الفتوة والحمية
وقريبا سأحمل شارة الحســــام
بل حسامين
ونسرا فوق الكتف
وأسدا موشوما على الساعدين
-- ودارت الأيام
وعدت أزور صاحبى عصام
فاجأته: تاتــــــــو
أين شارة الحســــــــــــام؟
وما تلك التى على كتفيك؟
كيف صار النسر حمامة سلام؟
ومن وضع فى فيك هذا اللجام؟
لماذا لم تبق تحرس الحدود؟
تحمى وتذود؟
وهـــــــــــــا أنت فى زيك الجــديد
عارى الساقين... مكشوف الصدر
وما عدت تحمل علما
تحمل شارة النــــادى
وعلى صدرك صورة علبة زبادى
لماذا لم يكفهر وجهك كما كـــــان؟
فقد ناديت عليك: تاتـــــو
فلم ترتج الحـــارة فى ضجر ولم يعبــــأ لك البشـــــــــر
ولم تلمنى أعين النساء
هل غدا عصام هذا المساء بلا حياء؟ التــاتــــو
* مستشار اللغة العربية بكلية سان مارك الإسكندرية
