فى حديث ممتع مع زميل طفولتى عن المرأة والحب والفراغ العاطفى الذى تجلى فينا بمجرد فتح الموضوع، تناولنا أهمية وجود امرأة فى حياة كل رجل.. تشاطره أحزانه... وتفرح لفرحه... وتملأ هذا الفراغ الأسود بداخله، تطرقنا إلى الحب بمعناه الواسع وإلى الوفاء له وإلى الإخلاص فيه. وأدهشنى عندما اكتشفت أنه مؤمن بفكرة لم أسمع عنها من قبل، وواثق فى وجودها ومتأكد من إمكانية تحققها، وهى فى اعتقاده إذا تحققت هذه الفكرة للفرد يكون قد نال قسطاً وافراً من التمتع بالحب العميق، ويكون قد اطمأن على مستقبله العاطفى طوال عمره.
يقول إن للفرد منا روحا من جنس آخر تلاقيه فى إحدى مراحل حياته، روحا تماثله فى الطباع فى العادات وفى السمات الشخصية التى يتصف بها، روحا لا يجد لجذبها ثمة عراقيل أو عقبات، لا تفرق بينهما أى ماديات أو ثوابت أو فوارق طبقات، لا يجد صعوبة فى التعرف عليه أو الحديث معاه، يُعجب به من أول لقاء وينال إعجابه أيضا ً بنفس الحدة فى المشاعر، لا ينظر فى ملامحه ولا يتأمل فى جسده ولا يعنيه جمالاً لوجهه أو لحسن ثيابه، يعتقد أنه خُلق له ليكون رفيق عمره الوحيد، يشك أنه يعرفه من قبل، فيفكر فيه ويرتبط به دون أن يشعر.
من أول وهلة اعتقدت أن هذا الحديث أقرب إلى الخيال من الواقع، ولكنه رغم ذلك أعجبنى.. فأكمل صاحبى الحديث وقال: يا عزيزى هذا الارتباط يمكن أن يتحقق خارج نطاق الرسميات، فتلاقى الأرواح ليس له علاقة بالزواج أو الإنجاب أو الارتباط العائلى فهذه الرسميات يمكن أن تتحقق ويمكن لا تتحقق، المهم التلاقى على أى وضع كان، والمهم أيضا ً أن هذه العلاقة الوطيدة لا تنقطع أبدا ًتحت أى ظروف...... قاطعته فى الحديث متفلسفاً...... الطيور على أشكالها تقع... قال: ليس فقط وإنما المفاجأة التى أخشى على أعصابك من ذكرها، أن هاتين الروحان فعلاً كانا قد التقيا من قبل... فى زمن آخر أو مكان آخر أو قرون أخرى.. مثلاً أن يكونا قد التقيا فى عهد الفراعنة.. أو فى بلاد الفرس القديم... أو فى بلاد اليونان فى عصر الإغريق... أى مكان وأى زمان المهم أنهما التقيا من قبل ثم ماتا، وأتت أرواحهما من جديد لتعيش من البداية فى صورة أفراد آخرين لا يمتون لهم بصلة سلالية أو جسدية أو فصائلية، وإنما كل علاقتهم روحانية خالصة ولدت لتعيش معا ً فى سلام.
فى هذه اللحظة من الحديث كان قد أصابنى الدوار، وعندما أفقت شعرت بأننى فى حاجة إلى روحى الأخرى التى قطعاً لم أقابلها طيلة حياتى السابقة رغم تجاربى المتواضعة، فيا ترى أين أنت يا روح روحى...
محمد سعيد إبراهيم يكتب.. أين أنت يا روح روحى؟
الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009 04:20 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة