بعد ترشيحه "لأرفع جوائز اليونسكو"..

عمرو الليثي: لما يبقى 80% من المواطنين تحت خط الفقر وأكثر من 4 آلاف قرية بدون خدمات لازم المذيع ينزل للناس ويبقى "واحد من الناس"

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009 06:57 م
عمرو الليثي: لما يبقى 80% من المواطنين تحت خط الفقر وأكثر من 4 آلاف قرية بدون خدمات لازم المذيع ينزل للناس ويبقى "واحد من الناس" الإعلامى اللامع عمرو الليثى
حاوره ريمون فرنسيس - تصوير ماهر إسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
*الحكومة مارست ضغوطا على دريم لإلغاء فقرة العشوائيات لأنها تكشف التقصير.. ومسئول كبير بالحكومة والحزب حاول الضغط للابتعاد عن مناقشة هذه القضايا
*حاولت تقديم حال الناس فى اختراق لكن الرقابة حذفت الحلقات وتم إيقاف البرنامج؟
*اختراق كان الأجرأ على شاشة التلفزيون المصرى فهو الوحيد الذى استضاف قيادات من الإخوان المسلمين، وأتوقع إلغاءه كنوع من تصفية الحسابات معى
*لست من مذيعى التسخين ولا أبحث عن البطولة.. والإعلام الرسمى يجب أن يعيد حساباته فى علاقته مع المواطن

استطاع عمرو الليثى أن يصبح ضيفا على معظم البيوت المصرية، وتحول برنامجه واحد من الناس إلى أكثر البرامج مشاهدة خلال فترة قصيرة، لأنه نجح فى الخروج من دائرة برامج الأستوديو إلى الشارع، وهو الوحيد الذى نجح فى تقديم وعرض مشكلات الفقراء والمناطق العشوائية بشكل أجبر المسئولين فى الحكومة على التحرك لمواجهة مشكلات العشوائيات، فانتقل من مجرد برنامج "توك شو"، إلى برنامج يقدم الخدمات والحلول العاجلة للمشاكل. ومؤخرا نجح فى إجبار الشركة القابضة للمياه ومحافظة 6 أكتوبر على إنهاء مشكلة المياه الملوثة فى قرية الرهاوى بمحافظة 6 أكتوبر، وتوصيل المياه إلى قرى أخرى فى المحافظة.

من ناحية أخرى، يجذب تأثير البرنامج الجماهيرى الكثير من المواطنين والقادرين على التفاعل وتقديم خدمات صحية واجتماعية للحالات التى يعرضها البرنامج. ولهذا اعتبرت شريحة كبيرة من المشاهدين برنامج واحد من الناس معبرا عنها، لأن عمرو حرص فيه على أن يكون "واحد من الناس" فعلا، ينزل إليهم ويتكلم بلسانهم ويدافع عن حقوقهم، وبسبب هذا التأثير الكبير للبرنامج تم ترشيحه إلى جائزة منظمة اليونسكو للبرامج التى تشارك فى التنمية الاجتماعية لبلادها، وهى المرة الأولى التى يتم فيها ترشيح برنامج مصرى فيها. خاصة أنه تم ترشيحه من قبل اتحاد الإذاعات العربية.

اليوم السابع التقت عمرو الليثى فى هذا الحوار لتناقش معه رؤيته للإعلام والبلد والناس الذين يعتبر نفسه واحدا منهم.

لماذا فكرت فى تقديم برنامج واحد من الناس الآن؟
أظن أن الإعلام الحقيقى "بره التكييف" بعيدا عن الاستوديوهات بين الناس للتعبير عن مشاكلهم، فمن غير المعقول أن يكون 80% من المواطنين تحت خط الفقر وأكثر من 400 ألف قرية بدون خدمات وأنا أقعد فى الأستوديو أشرب حاجة سخنة، جاء الوقت لنخرج بره الأستوديو، ليس فقط من خلال المراسل بل من خلال المذيع أيضا والبرنامج رسالة أيضا لكل الإعلاميين أن يخرجوا بره الاستوديوهات، فلا يمكن أن نسأل لماذا يبتعد الناس عن السياسة، الناس مهمومة فى مشاكلها، اللى خرج من شغله بسبب الخصخصة، واللى عاوز "ميه نضيفه" واللى عاوز يعالج ولاده ويجيب شقة، وغيرهم وغيرهم.

أنت تعمل فى الحقل الإعلامى منذ أكثر من 10 سنوات لماذا قدمت البرنامج بهذه الجرأة فى هذا الوقت تحديدا؟
"واحد من الناس" لم يكن فكرة وليدة هذه الأيام، إنما كنت أريد تنفيذها من خلال برنامج "اختراق" على التلفزيون المصرى بتقديم حلقات تحقيقيه عن حال الناس، ولكن الرقابة رفضتها، وفى عام 2003 قدمت فى اختراق حلقة عن الفقر فى مصر وسجلت مع سكان المقابر فتم إيقاف البرنامج لمدة شهر وأحيل الرقيب الذى أجاز الحلقة للتحقيق، بعدها قدمت 6 حلقات عن التأمين الصحى فى مصر تم اختزالها فى 3 حلقات وحذفت الحلقات الباقية بعد أن منعتها الرقابة، كما سجلت فى عام 2006 حلقة عن أزمة عمر أفندى تم قطع الحلقة على الهواء، وحلقة أخرى عن المنتحرين بسبب البطالة صادرتها رقابة التلفزيون أصلا ومنعت إذاعتها، وفى النهاية تلقيت رسالة من المسئولين بالتلفزيون أن برنامج اختراق تم تصنيفه برنامجا وثائقيا يتحدث عن مواضيع تاريخية، وغير مسموح بتناول أى تحقيقات ميدانية تخص الناس وقالوا لى "خليك فى التاريخ أحسن" وذلك رغم أن اختراق برنامج تحقيقى بالأساس وليس تاريخيا.

لماذا قدمت واحد من الناس على شاشة قناة دريم؟
فى البداية ذهبت إلى قناة الساعة ولكن كان من الصعب تقديم برنامج عن حال الناس فى مصر على قناة عربية تمويلها عربى، لأن هذا لن يكون من اهتمامات القناة ثم أنه من الممكن أن يستخدم بشكل سىء ضد مصر، وبالفعل تلقيت عروضا عديدة ومغرية جدا من قنوات خليجية لتقديم برنامج مسائى ولكنى وجدت أن البرامج المسائية كثرت ولم تعد تقدم جديدا والأفضل الخروج إلى الناس، كما عرض على أيضا برنامج توك شو يومى على قناة مصرية بعرض مادى كبير، ولكن سقف الحرية كان منخفضا وأخيرا فضلت أروح قناة مصرية.

ماذا عن جائزة منظمة اليونسكو الذى رشح للفوز بها برنامج واحد من الناس؟
هذه الجائزة هى الأرفع بين جوائز اليونسكو فهى تمنح للبرامج التى تشارك فى التنمية الاجتماعية لبلادها، والترشيح يكون من خلال اتحاد الإذاعات العربية فى تونس ولم يحدث أن رشحت لها مصر أو حصلت عليها فى تاريخها الإعلامى كله أو أى دولة عربية أخرى وهذا العام رشح لها برنامج "واحد من الناس" ممثلا عن مصر وليس عن عمرو الليثى بين 9 دول ستتحدد النتيجة فى 26 فبراير المقبل، وأتمنى الفوز بها لأن هذا مكسب للإعلام المصرى كله وليس لى.

لكن هل غابت هذه الجرأة فى اختراق؟
اختراق هو أجرأ برنامج على التلفزيون المصرى فلا يوجد برنامج على التلفزيون المصرى ظهرت به جماعة الإخوان المسلمين والتيار الراديكالى الإسلامى والشيوعى غيره.

ولكن قناة دريم أيضا تخضع إلى الرقابة وسقف حريتها غير مطلق؟
دريم أكبر نوعا ما من التلفزيون فى سقف الحرية وأصبحوا يتناولون موضوعات أكثر صراحة، وكان من الصعب تقديم واحد من الناس على التلفزيون وسقف الحرية أصلا حسب أجندة الدولة.

عرفنا أن القناة حذفت من البرنامج العديد من الفقرات، فما ردك؟
كان هناك اتجاه لدى بعض المسئولين لإلغاء فقرة العشوائيات وقد مارست الدولة الضغط على قناة دريم لإلغاء فقرة العشوائيات نهائيا، وهناك مسئول كبير فى الحكومة والحزب الوطنى لا داعى لذكر اسمه كلمنى شخصيا لإلغاء فقرة العشوائيات وأنا اعتذرت، موضحا أنى لا أقصد تقديم صورة مشوهة عن مصر، ولكن الهدف هو الربط بين الغلابة والمسئولين.

وما رأيك فيما حدث من حذف لبعض المقاطع من البرنامج؟
أنا ضد الحذف عموما والرقابة فيما عدا السب والقذف لها معايير مطاطية، وبالمناسبة الرقابة ليست شخصا بل عدة جهات تتدخل حسب تخصصها، وأنا من خلال برنامج اختراق احتككت بكل هذه الجهات.

هل تسبب لك البرنامج فعلا فى أزمة مع الحكومة؟
المسئولون زعلوا فى البداية من الانتقادات وده وارد لأن الدولة مازالت تتعامل على أنها ولى أمر الفضائيات والقنوات الخاصة ولكن الفضائيات الخاصة وصلت إلى درجة كبيرة من النضج الإعلامى وتستطيع العمل بمسئولية ودون وصاية الدولة، أما البرنامج فلم يتعرض لشخص رئيس الجمهورية ولم يسئ للدولة أو الوطن وكل ما قدمه هو مشاكل الناس.
وأنا ليست لدى أجندة، ولا أعمل لصالح أشخاص ضد أشخاص، ولا أهاجم أو انتقد أشخاصا من الأساس بل أنتقد الأوضاع، وهناك مسئولون تجمعنى بهم صداقة وهذا لم يمنعنى من الاشتباك معهم لصالح المواطن.

كيف ترد على من يقولون إن برنامجك من برامج التسخين؟
أنا لا أزايد بل أنقل صورة حقيقية كما هى، ولست من مذيعى تسخين الطاسة، أنا مش بسخن على حد، الصورة هى اللى ساخنة لوحدها، والصورة أقوى من الكلام، أحنا بنعرض صورا لناس عيانة وشباب مش لاقى يتزوج ومواطنين بيشربوا مياه المجارى ومناطق بالكامل محرومة من الخدمات، فهل يرضى مسئول واحد أن يشرب أولاده من المجارى أو يعيش فى الزبالة؟ ومع ذلك فالبرنامج لم يكتف بدور الناقد إنما يساهم قدر المستطاع فى حل مشاكل الناس، فالبرنامج والحمد الله ساهم فى توفير العلاج لكثير من المرضى والشقق لشباب واسر بلا مأوى، وصلنا حتى إلى السجينات الفقيرات وبعضهن بالفعل حصلن على إفراج وبذلك أصبح البرنامج منظومة اجتماعية متكاملة لخدمة المواطن. وأنا لا أهاجم الحكومة لأكون بطلا ولكن أهاجم أوضاعا خاطئة، والدكتور نظيف نفسه كان يظن فى البداية أنى ضده، ولكنه بعد ذلك بدأ يفهم غاية البرنامج، بل وأصبح متعاونا فأمر بالتحقيق فى أزمة عقود النظافة وفى مشكلة منطقة "زرزاره" وتدخل لحل مشكلة عزبة "الاميرالاى" وقرية "الرهاوى".

ويقولون إنك تقدم مصر وكأنها عبارة عن مناطق عشوائية فقط؟
البرنامج يقدم المشاكل للمسئولين لكى تعالج وهنا يقوم الإعلام بأحد أدواره وهو تقديم المشكلة للمسئول، والنتيجة تكون إيجابية فى الغالب كما حدث فى حلقة قرية الرهاوى، فجاءت استجابة سريعة من الشركة القابضة للمياه ورئاسة الوزراء لحل مشكلة المياه لدى مواطنيها وكذلك فى جميع المشاكل التى عرضها البرنامج فى العشوائيات أو غيرها وجدنا استجابة من وزراء الإسكان والتنمية المحلية والبيئة وهكذا أقام البرنامج علاقة بين الناس والحكومة.

لماذا تركز هجومك وانتقادات على الحكومة والمحافظين؟
لا نعرف هل تختار الحكومة محافظين "مش فاهمين حاجة" عن قصد أو عن جهل، لكن أغلبهم تم تعيينهم كنوع من التكريم سواء لواء متقاعد أو مستشار على المعاش، وليس لديهم ما يؤهلهم، والنتيجة تأتى على دماغ المواطن، وهكذا أصبحت المشاكل فى المحليات حتى فى القاهرة فهناك أكثر من 120 منطقة عشوائية تفتقد للخدمات حتى عزبة القرود القريبة جدا من قصور الرئاسة، فما الذى يدفع شابا لكى ينفق كل ما يملك لكى يسافر على مركب لتغرق به فى النهاية إلا إذا كان قد فقد الأمل وأنا أحمل المحافظين نتيجة ما وصل إليه الناس من إحباط.

فى رأيك ما سبب تفاقم الأزمات إلى هذا الحد؟
لأن المواطن ليس على أولويات الحكومة وحكومة نظيف لم توضح أولوياتها أصلا، وهى بالتأكيد بعيدة عن المواطن، لأنها حكومة رجال أعمال، فنجد فى النهاية الغنى يزداد غنى والفقير يزداد فقرا حتى اختفت الطبقة الوسطى، وهذا نتيجة 3 حكومات متعاقبة وليست حكومة نظيف وحدها.

يلاحظ البعض أنك تنفعل، والإعلامى يجب أن يضبط انفعالاته ليقدم صورة موضوعية؟
الانفعال يأتى نتيجة اللحظة، لأنى "لازم أنقل للناس إحساس المعاناة التى يواجهها المواطن بالمنطقة التى أقوم بالتصوير فيها" فمن غير المقبول حتى للمشاهد أن أنقل معاناة مواطنين أصيبوا بالفشل الكلوى من المياه الملوثة مثلا وأنا ابتسم أو أتكلم ببرود.
وعندما أحاور ضيفا، علىّ أن ألزم الحياد ولا أعبر عن أى رأى يخصنى، أما عندما أتحدث فى فقرة التعليق على الأخبار بمفردى، فأنا أعبر عن وجهة نظرى لأن هذا حقى ويجب أن تكون للإعلامى وجهة نظر وتحليل شخصى للأحداث، ولكن الخطأ أن أفرض وجهة النظر هذه على الضيف.

لكنك فى إحدى الحلقات شتمت إسرائيل وقلت عليهم "دول ولاد كلب" والإعلامى لا يجب أن يكون شتاما؟
ده أنا كده جاملتهم.. هذا رأى شخصى وأنا ضد السياسة العدوانية الإسرائيلية على طول الخط"، وكثيرا ما شكتنى الخارجية الإسرائيلية للمسئولين فى التلفزيون المصرى بعد الحلقات الوئائقية التى قدمتها فى برنامج "اختراق" عنهم، وكذلك السفارة الأمريكية اشتكتنى أيام تغطية البرنامج للحرب على العراق.

أنت تسأل الفنانين عن السياسة وتجعلهم يتحدثون عن مجالات ربما لا يفقهون فيها؟
البرنامج ثقيل وحجم الحزن به كبير وأحاول تقديم توليفة لكسر حدة الشجن بالبرنامج، وذلك من تقديم النجوم الذين يتمتعون بقاعدة جماهيرية كبيرة، فأنا أقدم عادل إمام أو تامر حسنى لأكسب جمهورهم، وأنا أحاول أن اسألهم الأسئلة غير المعتادة عن السياسة أو الثقافة العامة أو أى أسئلة تشغل الناس وليس بالضرورة أن أسألهم فى الفن فقط.
لكن إذا قال عادل إمام إنه سينتخب جمال مبارك فهذا يؤثر على اختيار جمهوره؟
ليس إلى هذه الدرجة فحتى الجمهور الذى يحب عادل إمام يختلف معه فى هذه المسألة لأن الناس عارفه أن ده رأيه الشخصى وأنا لاقيت انتقادات كبيرة من جمهوره لآرائه التى كانت فى الحلقة.

ماذا عن برنامج اختراق هل ستستمر فى تقديمه على تلفزيون الدولة؟
أنا أتوقع إلغاء برنامج اختراق فى أقرب فرصة كنوع من تصفية الحسابات معى على برنامج "واحد من الناس" لأن بعض المسئولين غير راضيين عن البرنامج ويرغبون فى محاربته والضغط على بأى وسيلة.

ما هو تحليلك الشخصى لأداء الإعلام الرسمى؟
الإعلامى الرسمى عليه الآن تقييم مدى نجاحه، ليس فى التأثير فى المواطن، إنما فى خدمة المواطن، لأن الإعلام الرسمى مازال مجرد رسالة من الدولة إلى المواطن، وعليه الآن أن يتطور فى مضمونه ليصبح فى نفس الوقت رسالة من المواطن إلى الدولة.

إذا حدث وقلدت قنوات أخرى فكرة واحد من الناس كما هو المعتاد هل ستنزعج؟
بالعكس فعلا بدأت بعض القنوات فى تقليد الفكرة هناك برنامج يناقش مشاكل الناس فى الدول العربية ويا ريت يكون فيه برامج كثيرة تناقش حال المواطن الذى مازال يجد فى الإعلام الخاص متنفسا له لأن الساحة الإعلامية محتاجة لمثل هذه البرامج وده شىء يسعدنى.















مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة