ضحية الهولوكست: لن أغادر مصر حتى أعبر لغزة

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009 12:46 م
ضحية الهولوكست: لن أغادر مصر حتى أعبر لغزة هيدى إيبستن الناشطة الحقوقية اليهودية الناجية من الهولوكست
حاورتها نهى محمود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رفضت هيدى إيبستن الناشطة الحقوقية اليهودية البالغة من العمر 85 عاما والناجية من محرقة الهولوكست النازية، فض إضرابها عن الطعام الذى دخل فى يومه الثانى، وذلك ردا على رفض الحكومة المصرية أمس السماح لمسيرة تحرير غزة المشاركة فيها هيدى بالعبور، مؤكدة على أنها لن تغادر مصر حتى السماح لها بالعبور إلى غزة وتوصيل رسالة لإسرائيل لإنهاء التمييز العنصرى ضد الفلسطينيين خاصة الأطفال والنساء.

هيدى الذى يظهر عليها جليا مظاهر التعب والإجهاد من رحلتها وإضرابها كشفت لنا فى حوارها عددا من التفاصيل الخاصة بحياتها إذ هربت وهى فى الرابعة عشرة من عمرها من ألمانيا إلى إنجلترا بمساعدة والديها خوفا من المحرقة النازية لليهود، ونظرا للمعاناة التى ألزمتها فى رحلتها منذ يوم هروبها قررت هيدى أن تناصر القضية الفلسطينية بكل ما تستطيع فعله، بدءا من مشاركتها فى مسيرات رفع الحصار وانتهاء بتوجيهها رسائل ليهود العالم..

- كيف شاركت فى مسيرة تحرير غزة؟
* مسيرة تحرير غزة هى جزء من النشاط الذى تقوم به المنظمة الأمريكية كود بنك من أجل رفع الحصار عن النساء الاتى بعانين من الاحتلال، فمثل ما نفعله الآن من أجل غزة فعلناه من قبل من أجل نساء العراق وحمايتهم من سياسة بوش غير الحكيمة هناك، وبما أنى أستقر فى أمريكا حاليا قررت المشاركة فى هذه المسيرة وهذه ليست المرة الأولى لمشاركتى فى مسيرة تحرير إلى فلسطين فقد جئت فى العام 2003 إلى الضفة الغربية على قارب من سريبيا ولكنها كانت تتبع لمنظة حقوقية أخرى غير كود بنك.

- ماذا عن تكلفة مثل هذه المسيرات؟
* غالية جدا، لا أعرف سعرها تحديدا، ولكن المنظمات تتكفل بها بدءا من الأكل والشراب وحجز وسائل المواصلات التى نقرر الذهاب والإياب بها ونهاية بحجز الفنادق التى نستقر بها.

- وكيف تتحملى كل ذلك بالرغم من كبر سنك وحاجتك للراحة؟
* إيمانى الشديد بأحقية الفلسطينيين فى أن يعيشوا حياة طبيعية مثل بقية شعوب العالم، خاصة وأنهم لم يقترفوا ذنوبا، فضلا عن إحساسى بأنهم يذوقوا نفس العذاب الذى تجرعته ذات يوم، ولذا أنا أرغب فى ألا تسير حياتهم على مثل منوال حياتى، ومن أجل ذلك أتحمل الكثير.

- هل لديك أمل فى عبور مسيرتكم إلى غزة؟
* بالطبع لدى أمل فى العبور، وإلا لن أنتظر أكثر من ذلك فى مصر أو أشارك فى التظاهرات أو على الأقل لن أضرب عن الطعام، الأمر الذى ربما يشكل ورقة ضغط على الحكومة المصرية حتى تسمح لنا بالعبور، فنحن واجهنا الصعاب فى رحلتنا منذ لحظة مغادرتنا للولايات المتحدة، وليس سهلا علينا أن نغادر القاهرة دون تحقيق هدفنا بعد كل هذه الصعاب التى تحملناه من أجل عبورنا لقطاع غزة وكسر الحصار عنه.

- ماذا سيكون رد فعلك عند عودتك إلى الولايات المتحدة دون عبور غزة؟
* ما أستغربه حقا هو أن من وقف ضدنا فى المسيرة السابقة التى شاركت فيها كانت إسرائيل، وكان لها مبررها فى هذا، ومع ذلك سمحت لنا بالعبور، ولكن رفض الحكومة المصرية عبورنا غير مبرر إطلاقا، ولن يكون لى رد فعل سوى أن أرسم صورة ذهنية كاملة عن الحكومة المصرية وقمعها للحريات، فأنا لا أدرى لماذا ترفض الحكومة المصرية منعنا من العبور، ما هو مبررها، أبحث ولا أجد سوى أن تزيد من تسلطها علينا فحدودها مع القطاع لا يعطيها الحق فى منعنا من عبوره.

- هل ستكررين هذه الرحلة مرة أخرى؟
* حقيقة، لا أتمنى تكرارها آملة أن يتم رفع الحصار عن غزة وعن فلسطين بأسرها وأن يعيش الشعبين الفلسطينى والإسرائيلى جنبا إلى جنب، ولكن إذا ظل الوضع كما هو فسأكررها.

- كيف ترين الداخل الفلسطينى؟
* أنا لا أفهم كثيرا فى مجرى الأمور السياسية داخل فلسطين، ولكنى أظن أن حركة حماس لم تقترف أى شىء سوى أنها تم انتخابها بطريقة شرعية ونزيهة وعلنية وشهد العالم على ذلك، فلماذا هم يتحاملون عليها بمثل هذه الصورة بالرغم من أنهم ينادون بالديمقراطية فى العالم؟، وفى النهاية هذا شأن داخلى ليس على أحد أن يتدخل فيه سوى الفلسطينيين أنفسهم وهم أقدر على اختيار من يثقون فى قيادته لهم.

- ما الرسالة التى ترغبين فى إرسالها ليهود العالم؟
* بالرغم من المعاناة التى عانها اليهود من النازية، إلا أنهم يفعلون فى الفلسطينيين مثلما فعل هتلر بهم، وأقصد هنا اليهود الإسرائيليين الذين يحاربون الفلسطينيين، ولذا عليهم أن يعوا خطورة ما يفعلونه، فالفلسطينيون لم يرتكبوا إثما بحقهم حتى يذيقونهم شتى أنواع العذاب، ولكن على العكس فهم رحبوا بهم على أراضيهم فهل هذا ثوابهم، ولذلك أنا أدعوهم إلى وقف فورى لعدوانهم عليهم.

- أليس غريبا أن نرى أحد الأفراد اليهود الذين عانوا جراء الهولوكوست يشاركون فى مسيرة لرفع الحصار عن غزة؟
* الأمر ليس كذلك فمن المفترض أن يكون اليهود هم أول من يدافع عن القضية الفلسطينية خاصة من كان منهم شاهدا على الهولوكوست لأنهم ذاقوا الأمرين جراء ما فعله هتلر بهم، فأنا كنت شاهدة على ما فعله النازى بنا وما ترتب على ذلك من معاناة أتوجع منها حتى الآن كلما أشاهد طفلا أو شيخا أو امرأة فلسطينية تتعرض للتعذيب من قبل الإسرائيليين، فإذا كان الإسرائيليون قد هربوا من النازى وجاءوا فلسطين فعليهم أن يحترموا أهلها وألا يفعلوا بها مثلما فعل هتلر بهم ولكن هذا لا يحدث على أرض الواقع.

- ألا ترين أن الفلسطينيين يتعرضون لأكبر هولوكوست؟
عندما أرى الإسرائيليين وهم يهجّرون الفلسطينيين من أراضيهم أتذكر جيدا هذا اليوم الذى تفرقت فيه عائلتى، وأريد أن أفعل شيئا لوقف هذا العدوان الغاشم عليهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة