صفوت صالح يكتب:ظــهـور العــــــــدرا (العــــــــــــذراء)

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009 10:34 ص
 صفوت صالح يكتب:ظــهـور العــــــــدرا (العــــــــــــذراء)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هاهى الإشراقات والسموات الروحانية، والنور المطلق يعلوان ويسموان فى سماء مـصرنــا العـزيـزة، وهـاهى إحـدى النفحات والهبات والعطايا السامقة تهفو علينا وتفيض وتفيض كـى تغمـر مشاعـرنا جميعـا بعطـف بالـغ وحـنـو لا مثيــل له من صاحــبة الاصطفــاء والطهر والعفاف السيدة مريم العذراء أم السيد المسيح.

قال تعالى فى كتابه الكريم (وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16)فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِى غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَى هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) من سورة مريم "، وهل هناك أشــــرف من هـذا الـذكر، وهل هنـاك أذكى مـن هذا التوجـه مشرقيـــــــا، انتظـارا للحدث الأســعد، حـادث قــدوم ومـولد المسيح عليه السلام.

يحدثنا رب العزة عن تلقى قوم مريم لنبأ ولادته بدهشة وعدم تصديق ذاكـرا على لســان المســيح وهو مـازال فى المهد طفلا صغيرا من كان مثله لا يستطيع كلاما إلا بصعوبة بدءا من نهاية العام الأول من مولده (قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِى الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِى بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَى يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)من سورة مريم "أنه يقر بعبوديته لله- سبحانه- وأنه بعث ومعه الكتاب ،والنبــوة ، والبركــة أيضـا ، ثم تتـوالى الوصــايا بالصلاة ،والزكاة ، أنها الفطرة السوية السمحة ، ثم يقــر بأنه سـيكون بارا ووفيـا بوالدته الســيدة مريم البتــول الطاهرة .ثم تتوالى النفحات بذكر السلام على شكل متوال ومتكرر بشكل لافت، مؤكدا أن الأصل فى الحياة أن يحيا الإنسان فى سلام مع ذاته أولا ثم مع بنى وطنه، ومن ثم مع العــالم كله... ليتنــا نهنــأ بمــثل هــذا الســلام السرمدى منقطع النظير.

سيدتى ومولاتى العذراء، قد تعلمين أننا أولى بالسيد المسيح ممن لم يصدق به، حيث قال تعالى (ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِى فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)) لك منا السلام، ولروحك السامية، كل الرحمـات والثنـاء العظـيم، فلقـد أسـعدتنــــا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة