يبدو أن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أراد أن يبقى الجدل حول إمكانية ترشحه لرئاسة الجمهورية قائما، فرغم تأكيده السابق على موقفة من الانتخابات الرئاسية القادمة بكلمة "مغلقة" معتبرا ترشيح نفسه من خلال حزب "انتهازية سياسية"، إلا أنه فتح المجال مجدداً للحديث مرة أخرى عن إمكانية ترشحه للرئاسة وإن كان بطريقة غير مباشرة بإعلانه اليوم فى مؤتمر صحفى أن نظاما مثل الجامعة العربية لا يعتمد على شخص بعينه، وألا يكون هناك عيب فى نظام المؤسسة نفسها ، وأن الوضع العربى ربما يحتاج إلى دم جديد يدخل إلى العمل العربى المشترك، وهو ما قد يفهم البعض منه أن موسى قرر الاكتفاء بالسنوات العشر كأمين عام للجامعة العربية، وأن هناك فرصة للحديث عن دور لموسى فى السياسة الداخلية المصرية خلال الفترة المقبلة.
الدكتور وحيد عبد المجيد رئيس مركز الأهرام للترجمة قال: بداية هناك صعوبة فى مسألة إعادة ترشيح موسى مرة أخرى لفترة جديدة فى الأمانة العامة للجامعة العربية لأنه فى العام المقبل يكون قد أتم دورتين لـ10 سنوات لافتاً إلى أن موسى استنفذ كل جهوده وأعماله على أكمل وجه فى الجامعة العربية، وجاء الوقت لإحداث تغيير جوهرى فى سياسة الجامعة من خلال ضخ دماء جديدة.
وأشار عبد المجيد إلى أنه فيما يتعلق بترشيح موسى لرئاسة مصر، فإن ذلك أمر صعب هو الآخر لأن موسى لن يرشح نفسه للرئاسة، لأنه إذا رشح نفسه فلن يتم إلا من خلال أحد الأحزاب الموجودة فى الساحة، وهو الأمر الذى سبق أن استبعده موسى نفسه قبل أيام، ووصف من يلجأ لهذا الأسلوب بأنه نوع من الانتهازية والاستغلال السياسى، أما الطريقة الأخرى فهى الحصول على تزكية 250 من أعضاء مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية، وهو أمر غاية فى الصعوبة فى ظل سيطرة الحزب الوطنى على المجالس الثلاثة.
ويؤكد عبد المجيد أن مسألة ترشيح موسى للرئاسة تندرج تحت بند الأمنيات لدى البعض، لكن الكل يعلم، وعلى رأسهم عمرو موسى، أنه أمر صعب أن يترشح فى مواجهة الحزب الوطنى.
الدكتور حمدى حسن المتحدث الإعلامى لكتلة الإخوان المسلمين البرلمانية قال إن عمرو موسى رغم احتكاكه بالرؤساء والقيادات العربية وخبراته فى الجامعة العربية، لكن فى النهاية العمل العربى يحتاج إلى التجديد والتغيير، لأن العمل المشترك العربى لم يقدم أى نوع من العمل المؤثر فى حل العديد من القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية.
وأكد حسن على أن موسى لم ينجح فى حل المشاكل العربية، وبالتالى فهو لا يمكن أن ينجح فى موقع الرئاسة المصرية حال ترشحه لعدة أسباب، منها تخاذله عن الوقوف بجانب القضايا العربية، ومنها قضية الجدار العازل الذى تقيمه مصر مع قطع غزة، مضيفاً أن موسى وقف بجانب رأى الحكومة المصرية دون أن يعير الرأى العام العربى اهتماما.
وأشار حسن إلى أنه بخلاف المشاكل التى تواجه موسى، فإن هناك عقبات إجرائية تتمثل فى الشروط الدستورية التى تمنعه من الترشيح، وهو ما يجعله مثل الدكتور محمد البرادعى بعيدا عن الترشيح من حيث المبدأ.
السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق، فسر كلمة "دم جديد" التى قالها موسى بأنه يقصد بها أنه لم يعد قادرا على العمل السياسى ولم يعد لديه أى طاقة فى الاجتهاد للعمل فترة أخرى فى الجامعة العربية، كما أنه يحتاج إلى جيل جديد من السياسيين والناشطين من الشباب، لافتاً إلى أن ما قاله موسى يعطى انطباعاً بأنه ينوى الاستقالة من الجامعة العربية.
و أكد الأشعل أن استقالة موسى من الأمانة العامة للجامعة العربية لا تعنى أنه ينوى ترشيح نفسه للرئاسة، لأنه، كما سبق، أن قال فالظروف السياسية غير مناسبة، لافتاً إلى أن الحكومة المصرية رغم أنها تعلم عدم جدية طرح موسى فى الترشيح، إلا أنها تخشاه، ولذلك ستسعى الفترة المقبلة لإقناعه بالاستمرار فى الجامعة العربية لفترة جديدة حتى لا يتمكن من ترشيحه للرئاسة.
خبراء يؤكدون أن عمرو موسى بعيد عن الترشح فى انتخابات الرئاسة.. وخارج نطاق التجديد فى الجامعة العربية
الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009 09:18 ص