سعيد الشحات

جلال أمين

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009 12:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن مفاجئا لى فوز المفكر الكبير الدكتور جلال أمين بجائزة العويس «الإماراتية» فى مجال الدراسات الإنسانية والمستقبلية، وهى إحدى الجوائز العربية الرفيعة التى يتم منحها كل عام للمبدعين فى الوطن العربى، ويستحقها جلال أمين عن جدارة.

عرفت الدكتور جلال عن قرب منذ أكثر من عشرين عاما، ولم يكن قد مر على عملى فى الصحافة سوى سنوات قليلة، ومرة بعد مرة كانت صلتى به تتوطد على خلفية إعجاب كبير بعطائه الفكرى ومواقفه السياسية النزيهة، وأعظم ما فيها أنه كان يتخذها دائما برؤية مستقلة وليدة قناعاته حتى لو اختلف معها الآخرون، وهو فى كل محطات مواقفه وكتاباته يبحث عن العدل لهؤلاء البسطاء الذين تنساهم الحكومات وتتاجر بهم الأحزاب، ولا يعرفهم أصحاب الثروات إلا فى الأوقات التى يحلو لهم أن يعرفهم الآخرون بأنهم يقدمون الحسنات والهبات.

ورغم حواراتى معه المتعددة فيما هو سياسى وإنسانى وشخصى، إلى الدرجة التى جعلته يقول لى ذات مرة إننى أصبحت متخصصا فى تاريخ عائلة أحمد أمين، بعد أن عرفت أيضا شقيقه الرائع السفير السابق والمفكر حسين أحمد أمين، على الرغم من ذلك فإن تحفته: «ماذا علمتنى الحياة؟» وهى السيرة الذاتية له والتى أصدرها منذ ثلاث سنوات، كانت بالنسبة لى كشفا جديدا لهذا الإنسان والمفكر الرائع، فهى سيرة كاشفة جارحة فى صراحتها، ولا تمل أبدا من قراءتها مرة واثنتين وثلاثة، فحتما ستجد فيها بعضا من سيرتك.

علمت الحياة جلال أمين أن التفاصيل اليومية التى تمر علينا كل يوم دون أن ينتبه الآخرون إلى دلالتها، لا تمر عليه هو دون دلالة، فهى تعطى انعكاسا حقيقيا لكل التحولات التى تدهسنا صباح مساء، ويلتقط جلال أمين هذه التفاصيل منذ أن كان طفلا صغيرا لأب مفكر راق فى تاريخ الحضارة الاسلامية، ليختزنها ويعيد قراءتها من جديد، ومن يراجع مؤلفاته موصولة بقراءة سيرته الذاتية فسيكتشف عظمته فى رص هذه التفاصيل، وصراحته المتناهية فى إسنادها إلى ما هو شخصى منه، لتعطى فى النهاية لوحة رائعة عن تاريخنا وحياتنا رسمها هو بقدرة فائقة.

جلال أمين مفكر موسوعى، وبفضل والده شاهد وسمع عن قرب مفكرين عظماء بوزن طه حسين وآخرين، لكنه شق لنفسه طريقا حفره بجهده وعلمه، فأعطى للمكتبة العربية مؤلفات عظيمة، فمنحته «العويس» جائزتها، ومبروك لها وله.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة