لم تؤكد الصين رسميا أو تنفى حتى الساعة نبأ تنفيذ حكم الإعدام المقرر صباح اليوم الثلاثاء، بحق المواطن البريطانى الذى ينحدر من أصول آسيوية مسلمة "أكمل الشيخ" (53 عاما) بتهمة تهريب المخدرات، إلا أن وسائل الإعلام الأجنبية وعددا من منظمات حقوق الإنسان أكدت أن عملية تنفيذ الحكم تمت صباح اليوم فى الساعة العاشرة والنصف بتوقيت بكين المحلى دون أن توضح الكيفية التى تم بها الإعدام.
وفيما اعتبر تأكيدا رسميا، أعلن رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون أن السلطات الصينية أعدمت اليوم الثلاثاء المواطن البريطانى أكمل الشيخ، مؤكدا أنه يدين "بأشد العبارات" هذا العمل اللاإنسانى، وأنه مصاب بالذهول وخيبة الأمل جراء عدم الاستجابة لطلباتنا الملحة بالرأفة به، وهو ما ينذر ببوادر أزمة بين البلدين، خاصة وأن هذا الحكم هو الأول بحق مواطن أجنبى فى الصين منذ خمسين عاما.
وقال وزير الدولة البريطانى لشئون الشرق الأوسط إيفان لويس، إن الحكومة الصينية لم تأخذ بعين الاعتبار الحالة العقلية للمواطن البريطانى الذى يعانى اختلالاً نفسياً، كما لم تأخذ بعين الاعتبار العلاقة الجيدة بين البلدين، والتى كان يتعين أن تكون دافعاً لوضع نهاية جيدة بشأن المواطن البريطانى.
وأضاف أن الحكومة الصينية تتفهم تماما موقف بريطانيا والشعور العام فى كل أنحاء العالم بشأن الوضع الصحى للمواطن البريطانى، مشيرا إلى أن الحكومة البريطانية قدمت 27 طلبا للسلطات الصينية بخصوص هذه القضية على مدى العامين الماضيين، مشيرا إلى أن حكومة بلاده فعلت كل ما فى وسعها بهذا الصدد. ورفضت السفارة البريطانية لدى بكين التعليق على الأمر.
وفى ردود الفعل المتتالية، أدان وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند إعدام الشيخ قائلا "تعارض بريطانيا تماما استخدام عقوبة الإعدام فى كل الأحوال والظروف"، وأعرب عن حزنه العميق بسبب عدم إخضاع الشيخ لتقييم حالته العقلية وأيضا عدم دقة الترجمة المهنية خلال المحاكمة، كما قدم مواساته وتعازيه لعائلة الشيخ وأصدقائه وأبنائه الثلاثة فى مصابهم الجلل.
وأضاف قائلا "أدين بشده موقف السلطات الصينية الذى لم يعر أى اهتمام بمخاوفنا بخصوص الحالة الصحية لهذا المواطن وظروفه الشخصية والعائلية، ولم يستجب لنداءاتنا المتكررة".
يأتى ذلك فى الوقت الذى ذكرت فيه مصادر دبلوماسية بريطانية، أن أكمل الشيخ أعدم على الأرجح بحقنة سامة، ولن يرحل جثمانه إلى بريطانيا، وبصفته مسلما فإنه سيدفن فى غضون 24 ساعة، ومن المرجح أن يسلم جثمانه إلى إمام مسلم من منطقة شينجيانج التى تقطنها غالبية أفراد قومية الويغور ثانى أكبر القوميات المسلمة العشرة الصينية.
ويقول أقارب الشيخ إنه يعانى من اختلالات عقلية، ولا علم له بالكيلوجرامات الأربعة من مخدر الهيروين التى ضبطت فى حقيبته عند وصوله إلى الصين قبل سنتين -كما أكد هو شخصيا فى التحقيقات التى جرت معه- ودفعوا بأن إحدى العصابات ربما تكون قد استغلت حالته النفسية وأقنعته بمساعدتها فى تهريب المخدرات لقاء مكافأته بعمل شريط كاسيت له، حيث كان أحد أحلامه أن يصبح نجما مشهورا لأغانى البوب.
وأصبح المواطن البريطانى أكمل الشيخ بذلك أول مواطن من دول الاتحاد الأوروبى يعدم فى الصين منذ العام 1951.
براون يدين بأشد العبارات..
الصين تصدق على إعدام بريطانى مسلم
الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009 12:22 م
رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة