إسلام أحمد أحمد يكتب.. ينافقون الرئيس مبارك

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009 04:49 م
 إسلام أحمد أحمد يكتب.. ينافقون الرئيس مبارك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
(بورسعيد ترحب بالزعيم محمد حسنى مبارك)
(بورسعيد بتحبك يا مبارك)
(مبارك: كرامة المصريين من كرامة مصر)
(سر يا مبارك ونحن معك)
(اخترناك اخترناك)
هذه هى اللافتات التى قرأتها وأنا أسير بسيارتى فى شوارع مدينتى بورسعيد، الأمر الذى أصابنى بنوع من الاشمئزاز والغضب من أولئك المنافقين من رجال الأعمال وأصحاب المصالح ورجال الحزب الوطنى الذين يستعدون لزيارة الرئيس مبارك بلافتات النفاق والمهادنة.

من المفهوم أن ينافق رجال الأعمال المسئولين لكن ما أثار دهشتى واستفزازى أن يقوم بوضع اللافتات بسطاء الناس، مما دفعنى إلى التساؤل هل هؤلاء يحبون الرئيس مبارك حقا ويرغبون فى أن يستمر بكرسى الحكم؟ وهل طلب منهم وضع اللافتات أم أنهم قاموا بوضعها بمحض إرادتهم الحرة؟ هل فعلوا ذلك خوفا أم نفاقا أم ماذا؟؟
وتذكرت موقف ذات مرة عندما كنت صغيرا كنت أركب بجوار خالى فى سيارته نتجول فى شوارع المدينة ومررنا بكافتيريا شهيرة يضع صاحبها لافتة كبرى يرحب فيها بالمحافظ الجديد، ففاجأنى خالى بسؤال تعتقد لماذا وضع صاحب الكافتيريا تلك اللافتة؟؟! وهل تعتقد أن المحافظ قد طلب منه أن يضعها؟؟!
سكت برهة أفكر حائرا فى الإجابة ولما طال بى الصمت أجابنى خالى هؤلاء يا إسلام هم أصحاب المصالح من رجال الأعمال فلكى تقضى حوائجهم وتيسر أمورهم لابد من منافقة المسئولين فى الحكومة وإلا فستتعطل أعمالهم ألم تلاحظ أن هذه الكافتيريا هى الوحيدة التى لم يأت لها أمر إخلاء؟؟!

وقد أخبرنى صديق يعمل فى العمل الخيرى أن تكاليف الاستعداد لاستقبال رئيس الجمهورية قد تكلفت أكثر من مليون جنيه وهى تكفى لإطعام كل فقراء بورسعيد.

النفاق من الصفات السيئة ولا يتسم به إلا ذوو النفوس الخبيثة ويعنى أن تظهر بعكس ما تبطن وقد ذمه الله فى القران قال تعالى: "إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار"، وقال تعالى واصفا حال المنافقين: " مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء"، كما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "إن شر الناس عند الله ذو الوجهين".

كتبت من قبل فى ذكرى انتصار أكتوبر الماضى من المؤسف أن يتم اختزال نصر أكتوبر العظيم فى شخص، حيث نلاحظ فى تلك الذكرى من كل عام أن أنصار الرئيس مبارك وأقطاب النظام الحاكم وحملة الأقلام الحكومية ليس لهم حديث سوى عن الضربة الجوية ودور الرئيس مبارك وتمثل لهم هذه المناسبة فرصة ذهبية للنفاق الحكومى والمزايدة.

وقس على ذلك كل مناسبة وطنية تمر بنا أذكر يوم عيد العمال الماضى وبعد إضراب ستة إبريل الذى دعى إليه شباب الفيس بوك ونتج عنه أحداث عنف وشغب بالمحلة الكبرى خطب الرئيس مبارك وقرر زيادة العلاوة بنسبة 30 فى المائة فهاجت القاعة بالتصفيق الحاد وأبيات المدح للرئيس وكأنه قد انتشلهم من الفقر!

وفى المؤتمر السنوى للحزب الوطنى كل عام نشهد ذلك النفاق وهو ما بدا متجسدا بوضوح فى المؤتمر الأخير للحزب الوطنى، حيث انقلب المشهد من مؤتمر حزبى إلى مهزلة عندما خلع السيد أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى على جمال مبارك لقب مفجر ثورة الإصلاح فى مصر وأخذ فى التصفيق الحاد بطريقة مضحكة وكأنه فى فرح بلدى، مما دفع بعض الشباب إلى دبلجة أغنية شعبية على المشهد وتناقلها الشباب عبر الموبايلات ومواقع الإنترنت.

هنا تعدى النفاق رئيس الجمهورية إلى نجله قد يكون ذلك استعدادا لتوريثه الحكم وقد لفت نظرى رد فعل نجل الرئيس، حيث بدا على وجهه علامات الاستحسان ثم صرح بعد المؤتمر بأنه ليس أعظم شخص فى مصر.

لعل ذلك النفاق كان سببا فى تمسك الرئيس مبارك بالسلطة لمدة تزيد على ربع قرن، حيث إن النفس البشرية بطبيعتها تحب الثناء والمدح وتتأثر به وتكره النقد ولا تتقبله وأى إنسان منا لا يريد أن يسمع إلا ما يرضيه ولديه استعداد لتصديق ما يسمعه حتى وإن كان ما يسمعه بعيد أشد البعد عن الحقيقة والمثل يقول كلما كانت الكذبة كبيرة كانت أقرب إلى التصديق، لذا فأنا أحمل مسئولية بقاء الرئيس مبارك فى الحكم طوال هذه المدة لكل من نافقه من مسئولين وكتاب ومنتفعين كما يتحملها الشعب الصامت أيضا.
ولابد أن نفرق بين الإشادة بموقف سياسى معين من خلال النقد البناء وبين النفاق الحقير على طول الخط، فكثيرا ما أشيد بالرئيس مبارك فى مواقف سياسية معينة مثل موقفه الأخير من أزمة الجزائر والذى نال إعجابى وتقديرى، حيث كان يتسم بالحكمة والعقلانية.

سيذهب الرئيس مبارك إن عاجلا أم آجلا وسيأتى بعده من يخلفه ويستمر مسلسل النفاق الحكومى مع الرئيس الجديد ويستمر تبعا لذلك احتقارى واشمئزازى فيبدو أن هذا النفاق طبيعة بشرية متأصلة فينا.









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة