أبو الغيط: هناك حملة تقوم بها دوائر معروفة لوضع مصر فى وضع صعب.. والبعض حاول استثارة الشارع المصرى لكن شعبنا كان زكياً

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009 07:34 م
أبو الغيط: هناك حملة تقوم بها دوائر معروفة لوضع مصر فى وضع صعب.. والبعض حاول استثارة الشارع المصرى لكن شعبنا كان زكياً وزير الخارجية، أحمد أبو الغيط
كتب يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو طرح خلال لقائه اليوم بالرئيس مبارك رؤيته فيما يتعلق بالوضع الإسرائيلى الفلسطينى، موضحا أن الجانب المصرى لمس أن الرؤية الإسرائيلية تطورت إلى حد ما عما كانت عليه منذ أيام.

وقال أبو الغيط فى مؤتمر صحفى "إن الرئيس مبارك طرح من جانبه خلال اللقاء الرؤية المصرية تجاه التسوية السياسية وكيفية تحريك الموقف، وإن أى مفاوضات يجب أن تقوم على أساس متفق علية وبهدف واضح وبمعرفة بنهاية الطريق أو ما يسمى بنهاية المفاوضات"، واصفاً اللقاء بأنه كان "إيجابيا" واتسم بالصراحة، حيث طلب الرئيس مبارك من نتانياهو مواقف محددة ينبغى على تل أبيب أن تقوم بها لتسهيل العودة مرة أخرى إلى جهد التسوية، موضحا أن على رأس هذه المواقف رفع الحواجز فى الأراضى المحتلة وتسهيل الحياة للفلسطينيين وإتاحة الفرصة للاقتصاد الفلسطينى للتحرك ورفع المعاناة عن قطاع غزة وتسهيل السفر بين القطاع والضفة الغربية.

وقال أبو الغيط إن الجانب الإسرائيلى وعد باتخاذ إجراءات فى هذا الصدد.
وأعاد أبو الغيط التأكيد على أن الجانب المصرى رصد تطورا فى المواقف الإسرائيلية، وإن كان الموقف ينتظر المزيد.

وردا على سؤال عن الأفكار التى طرحها نتانياهو خلال لقائه مع الرئيس مبارك، قال أبو الغيط
"إن نتانياهو طلب عدم التحدث عن عناصر تفكيره، إلا أن عناصر الموقف المصرى معروفة لدى الجميع"، مشيراً إلى أنه عندما طرح الجانب المصرى خلال المباحثات الوضع فى قطاع غزة، لا يزال وضع أشهر جندى فى العالم "شاليط " هو المعرقل لتحقيق انفراجه فى هذا الموقف. وقال
"نحن طالبنا إسرائيل الاستجابة لرؤية الممسكين بهذا الجندى"، مضيفا: "أننا نقترب من لحظة سوف تحسم بها الأمور، إذا ما قبلت حماس بالرؤية الإسرائيلية فهذا الأمر من شأنه تحريك الوضع، ولكن الرؤية الإسرائيلية ما زالت متشددة فى كثير من النقاط، ولهذا عبرنا عن رغبتنا أن تظهر إسرائيل المزيد من المرونة فى قضية تبادل الأسرى".

وردا على سؤال حول الموقف المصرى من قرار إسرائيل ببناء مزيد من الوحدات الاستيطانية فى القدس، قال أبو الغيط: إن الرئيس مبارك أوضح لنتانياهو أن القرار الإسرائيلى ببناء 639 وحدة استيطانية يعقد الموقف ونرفضه، موضحا أن نتانياهو أجاب بقوله إن الحكومة وافقت أيضا على بناء 600 وحده أيضا للعرب، لكن الرئيس مبارك أكد لنتانياهو أن هذا كله فوق أرض العرب.

وردا على سؤال حول الضجة الإعلامية التى صاحبت قافلة شريان الحياة 3، قال أبو الغيط: إن هناك حملة تقوم بها دوائر معروفة تحاول أن تضع الدولة المصرية فى وضع صعب، وهى حملة متعددة المناهج، ويحاولون من خلال القافلة شريان الحياة 3 التى أخطرت كتابة يوم 10 نوفمبر، واستلموا الكتاب وقيل لهم فلتأتوا من العريش، وبعد أن غابوا لمدة شهر، قامت الدولة المصرية ممثلة فى السفارة المصرية فى لندن بتجديد الموقف، وقالت لهم يوم 10 ديسمبر فلتأتوا من العريش، ثم كررت يوم 17 ديسمبر هذا الأمر مرة ثالثة، وأخيراً ردوا "نعم وصلتنا كتاباتكم، وسوف نأتيكم من العقبة!".

وأضاف أبو الغيط بلهجة شديدة "من يتحدى الإرادة المصرية عليه أن يكون لديه القدرة على تنفيذ التحدى"، مشيراً إلى أن التحدى مع مصر فى هذا الإقليم يؤدى إلى خسائر فادحة لمن يتحدى، لافتاً إلى أن الموقف المصرى الثابت هو "سوف يأتون من العريش أو لن يأتوا إطلاقاً، وسوف نحدد من يدخل ومن لا يدخل، ولا توجد شروط، ومع ذلك يوجد استعداد مصرى مستمر ودائم، وعلى مدى ستين عاماً وسوف يكون على مدى ستين عاما قادمة، وهو استعداد قائم على تأييد الشعب الفلسطينى ونصرة القضية الفلسطينية لإتاحة كل شىء للشعب الفلسطينى، وسوف تدخل المعدات والأطعمة والأغطية ولكن من البوابة التى تحددها مصر".

وأكد أبو الغيط، أن من يفرض الحصار على الشعب الفلسطينى هى إسرائيل ومن يساعدونها على ذلك، مضيفاً "أما هذه المسائل أو تلك، فهى مسائل نراها فى إطار حملة متصاعدة ضد مصر التى يرغبون فيها أن يكرروا ما فعلوه فى يناير 2009، وهزموا عندئذ، وسوف يهزمون اليوم".

وحول المزاعم التى ترددت بشأن الجدار الذى تبنيه مصر على الحدود مع قطاع غزة، دفاعاً عن أمنها القومى، قال أبو الغيط "ما يجرى على الحدود هى إنشاءات تقيمها الدولة المصرية حماية لنفسها وللأمن القومى المصرى"، مشيراً إلى أن هناك من يتساءل عن مفهوم الأمن القومى المصرى، وقال "نرد على هؤلاء ونقول لهم إنه حق الدفاع عن النفس"، مؤكداً على أن أسرار الدولة المصرية والدفاع المصرى لن تكون مجالاً للفضائيات أو المقالات، فهو حق أصيل للشعب المصرى ممثلاً فى الدفاع المصرى.

ورداً على سؤال حول تهديدات حركة حماس بنقل الملف الفلسطينى من مصر إلى أطراف أخرى، تساءل أبو الغيط" من هو هذا الطرف الآخر الذى تتحدث عنه حماس، ومن يستطيع أن يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلى ويقول له ما قلناه، ومن يستطيع أن يسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لكى تجتمع واشنطن وتقرر مواقفها بناء على ما يطرح"، مؤكداً على قدرة مصر على الإبقاء على كل الاتصالات مع كل الأطراف، وقال "لا يوجد فى هذا الإقليم طرف بوضعية مصر القادرة على الحديث مع الولايات المتحدة والفلسطينيين والإسرائيلين والعرب والرباعى الدولى، وكل من الأطراف الإقليمية الأخرى سوف يكون أمامه عائقا للتحدث مع هذا الطرف أو ذاك ".

وحول المظاهرات التى قام بها ناشطون من 42 دولة ومناشدتهم للرئيس مبارك بالسماح لهم بالعبور إلى قطاع غزة، قال أبو الغيط "هذا الموضوع مطروح على الدولة المصرية منذ عدة شهور، فهناك منظمة غير حكومية تترأس ستة منظمات غير حكومية تحتها 200 منظمة أخرى، وهناك مجموعات من الناشطين المثاليين وأصحاب الاتجاهات المختلفة، وطلبنا منهم مبكراً أن يحيطونا برغباتهم وتفاصيل أسمائهم وجوازات سفرهم وإلى أى مدى يرغبون فى الذهاب، فاستجاب البعض، وقرر البعض الآخر ألا يستجيب لأنه يرفض حق الدولة المصرية فى استخدام أراضيها بأن تسمح أو لا تسمح، وقالوا إننا سنفرض عليكم أنتم يا أهل مصر أن تقبلوا ونتحرك فى أراضيكم وأن نفعل ما نقول" مذكراً بأن من حق كل الدول أن تفرض شروطاً لمن يريد الدخول إليها، وقال "أنتم كحضور لا يستطيع أحدكم أن يحصل على تأشيرة دخول لإيطاليا أو لفرنسا وأنتم تدافعون عنهم أو البعض منكم، لذا قررت مصر أن هذا أمر يستدعى الكثير من التدقيق، ثم تبينت الدولة المصرية أن البعض منهم يرغب فى الوصول إلى رفح المصرية لكى يمارس أعمالاً يشتبها فيها التصدى للإنشاءات المصرية، أى القيام بمظاهرة ضد مصر وأراضيها، ثم حاول البعض أن يجرى اتصالات مع اتجاهات فى مصر لا ترضى عنها الدولة المصرية، وتدخل فى صدام مع الدولة المصرية، فقررت مصر ألا تسمح لكل هذه الفئات أن تتحرك فى عمق سيناء، ومع ذلك ونتيجة للمناشدة قررت الدولة المصرية بتعليمات من السيد الرئيس أن تنظر فى السماح لعدد محدود ممثلاً للجماعات التى نرى أنها جماعات صادقة،وتقف مع الشعب الفلسطينى مثل وقفتنا معهم، لكى نعبر عن مناصرتها للشعب الفلسطينى وسوف نسمح لها بالدخول فى الأيام القليلة القادمة.

وأضاف أبو الغيط "أما هؤلاء وهم بآلاف ممن حاولوا التأمر على الدولة المصرية، فكل ما سوف نفعله أن نتركهم فى شوارعنا يسعون إلى استثارة المصريين، ولكن المصريين أكثر حكمة، خاصة بعد أن شاهدنا أن كل هذه المظاهرات قد اقتصرت على هؤلاء الأجانب الذين حاولوا استثارة الأمن المصرى الذى لم يستثر"، مؤكداً على أن "هؤلاء سوف يكونون فى ضيافة هذه الشمس البديعة، حتى تنتهى رغبتهم فى الإقامة حتى يغادرون".

وأكد أبو الغيط على أن هناك حملة منظمة ورغبة فى الظهور وكأن القاهرة أو بعض المدن المصرية تشهد ما تشهده مدن أخرى خارج الإقليم العربى، ولكنها داخل الإقليم، مشدداً على أن هذا المخطط لن يتم، وقال "الشعب المصرى أذكى وأكثر حكمة مما يتصورون".

ورداً على سؤال حول الاتهامات التى يوجهها البعض لمصر بأنها تترك إسرائيل لتجويع الشعب الفلسطينى، قال وزير الخارجية "أن الشعب الفلسطينى تصله الكثير من المواد وأستطيع أن أؤكد أن المواد سوف تستمر، وإذا ما حاولت إسرائيل أن تجوع هذا الشعب فسوف نتصدى لها، ولا يمكن السماح بهذا"، مشيرا إلى أن مصر تتحمل مسئوليتها، لافتا إلى أن قطاع غزة ما زال محتلاً من جانب إسرائيل، وقال "قد يحاول البعض الادعاء بأنه قطاع غير محتل، وعندئذ أقول فلتغادر قطاع غزة من البحر ولنشهد ونرى كيف سوف تغادر، ولتحاول أن تهبط طائرة فى مطار غزة وسنرى ما سوف يتم، أى أن القطاع تحت السيطرة الإسرائيلية، وهو ما يعنى أن دولة الاحتلال وفقاً للقانون الدولى يجب أن تتحمل مسئولياتها".

وعما إذا كانت مصر قد حصلت على ضمانات من إسرائيل بعدم التعرض لقافلة شريان الحياة 3، قال أبو الغيط "نحن غير معنيين بالحصول على ضمانات لأعالى البحار، أو أحاول أن أحصل على ضمانات، فأصحاب السفن وأصحاب الجنسيات على دولهم أن تسعى إلى إسرائيل إذا ما قررت أن تتعرض أو لا تتعرض لهم".

وأضاف أبو الغيط "نحاول أن نحصل على ضمانات من مصر بما يمكن أن تكون قد حصلت عليه من إسرائيل، ونحن نرد عليهم بأكبر قدر من الثقة بالنفس ومن قال لكم إننى سوف أسعى لكى أعطيكم ضمانات، فلتتقدم دولكم بمطالبها لإسرائيل، فهذه ليست مسئولية مصر".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة