أكد دبلوماسيون وخبراء أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو اليوم إلى القاهرة، لإجراء محادثات تتناول معاودة عملية السلام، وعرض خطة الإدارة الأمريكية للسلام والتى تتضمن تعهدين كتابيين كضمان تعتزم الولايات المتحدة تقديمهما إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية أساسا للعودة إلى طاولة المفاوضات. والحديث عن ترتيبات أمنية مع مصر بعد الخلافات الدائرة على الجدار الفولازى المصرى مع غزة.
وقال خبير الشئون الفلسطينية د.سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات، إن القاهرة تقوم ببحث دفع تحريك عملية السلام فى الشرق الأوسط وخروجها من مأزقها الحالى الذى دخلت له عقب إعلان السلطة الفلسطينية تجميد المفاوضات، معتبرا أن هذا القرار كان خاطئا ولا يفيد أى من الجانبين.
وأشار غطاس إلى أن قرار إرائيل بوقف الاستيطان فترة شرة أشهر قرار تاريخى حتى لو كان التجميد وهميا محذرا من تمادى السلطة فى قرارها بوقف المفاوضات، لأنه بعد انتهاء فترة وقف الاستيطان وعدم استئناف المفاوضات خلالها ستظهر إسرائيل أمام المجتمع الدولى فى صورة الضحية التى قدمت قربان للفلسطينيين ولم يستجيبوا.
وكشف دبلوماسى عربى طلب عدم ذكر اسمه أن "المبعوث الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيسلم خلال زيارته المقبلة للمنطقة مسودتى كتابى ضمانات واحدة لإسرائيل والثانية للسلطة الفلسطينية". وقال إن "الولايات المتحدة تأمل فى أن يشكل الكتابان أساسا لمعاودة المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، لكننا لا نعرف ما اذا كانت هذه الضمانات سترضى الفلسطينيين الذين ما زالوا متمسكين بوقف تام للاستيطان قبل معاودة المحادثات".
كما كشفت غربى أن محادثات تجرى بين الولايات المتحدة ومصر والفلسطينيين وإسرائيل فى شأن "كتابى الضمانات". وقال ان واشنطن "تأمل فى أن يؤدى الكتابان إلى معاودة المفاوضات" المجمدة منذ الحرب الإسرائيلية على غزة فى نهاية 2008.
ولفت المصدر الى أن القاهرة ستدعو الرئيس الفلسطينى أبومازن لزيارتها خلال اليومين القادمين لاستكمال المشاورات وعرض نتائج زيارة نتنياهو علية، لتعقبها زيارة لوزير الخارجية أحمد أبو الغيط إلى واشنطن حاملا معه الرؤية المصرية حول العرض الأمريكى الجديد.
الأمر نفسه أكده فهمى الزعارير المتحدث باسم حركة فتح الذى أوضح لليوم السابع حرص أبومازن على دوام الاتصال بالدول العربية خاصة مصر والسعودية والأردن حتى تكون جميع القرارات التى يتخذها من منصبة قرارات فلسطينية بتأييدات عربية، مؤكدا أن مصر حريصة على القضية الفلسطينة وأى مشاورات تجريها ستكون لصالحها، مشيرا إلى أنه يقوم الآن بزيارة للسعودية.
ولفت الزعارير إلى أن مصر فى ذروة تحركاتها الدبلوماسية تجاه القضية الفلسطينية، والتى سيتم تتويجها بزيارة وفد رفيع المستوى من الدبلوماسيين المصريين على رأسهم أبو الغيط لواشنطن، مشددا على أن المطالب ستكون واضحة ومحدده بأن يتم استئناف المفاوضات برعاية دولية ولكن على أسس وأصول ثابتة تتعلق بمرجعية عوده الأراضى الفلسطينية عند حدود 1967.
ووسط وضوح عملية السلام فى زيارة نتانياهو تأتى صفقة شاليط فى مرتبة أقل، حيث ما زال الأمر متوقف على رد حماس والتى ما زال مكتبها السياسى فى دمشق يعقد اجتماعات متواصلة مع وفد حماس غزة برئاسة محمود الزهار لدرس المقترح الإسرائيلى الذى سلمة الوسيط الألمانى الأسبوع الماضى.
وكان نتانياهو قد تحدث أمس فى خطاب أمام اجتماع لسفراء إسرائيل فى العالم انعقد فى وزارة الخارجية الاسرائيلية قائلا : إن الوقت نضج لمعاودة العملية السياسية، وسوف أتشاور مع الرئيس حسنى مبارك فى هذا الموضوع وإذا كانت هناك نية حسنة من القوى القائدة فى المنطقة للسلام وبما فى ذلك إسرائيل ومصر، وآمل السلطة الفلسطينية أيضا، وبالطبع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإنى آمل أنه حان الوقت لمعاودة العملية السياسية وانتهى وقت الذرائع وحان وقت الأفعال".
وأثار للمرة الأولى علناً إمكان تمركز قوات إسرائيلية على طول الحدود الشرقية لدولة فلسطينية مقبلة لمنع تهريب الأسلحة. وقال: "ينبغى حل مشكلة نزع الأسلحة بصورة فعالة، وهذا يقتضى وقف الدخول غير القانونى بفاعلية أولا وقبل كل شىء من الشرق حيث توضع الحدود". وأضاف متوسعا فى رؤيته لدولة ذات سيادة محدودة: "لا ينجز ذلك من دون ادنى شك سوى وجود حقيقى لدولة إسرائيل.. للقوات الإسرائيلية". وأشار إلى أن "ترتيباً دولياً" لحدود دولة فلسطينية - على غرار نشر قوات من الامم المتحدة فى جنوب لبنان بعد حرب إسرائيل عام 2006 على "حزب الله" - لن يكون كافياً.
أما وزير الخارجية أحمد أبو الغيط فقد أكد أن محادثات مبارك مع نتانياهو تناولت "كيفية تحريك جهود السلام وسوف نستمع إلى ما يفكر فيه وكيف يطرح مواقفه". وأضاف أن الرئيس مبارك أبلغ نتنياهو انه "يجب التوصل إلى تسوية عادلة لمشكلتى اللاجئين والقدس الشرقية التى يجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية".
وصول رئيس وزراء إسرائيل إلى القاهرة
3 ملفات فى زيارة نتانياهو للقاهرة.. خطة سلام أمريكية جديدة.. وترتيبات أمنية.. وصفقة الأسرى
الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009 02:56 م