بعد مضى عام على عملية "الرصاص المصبوب"، وعلى الرغم من الهدوء النسبى المخيم بين غزة وإسرائيل، فإن حماس مستمرة فى إعادة التسلح تحسباً لمواجهة جديدة يستعد لها الجانبان، بحسب ما ذكرت صحيفة "لوفيجارو"، ذاهبة إلى أن الفلسطينيين قد دفعوا ثمن هذه الحرب (1450 قتيلا مدنيا)، فى مواجهة استراتيجية "لا خسائر" التى طبقتها إسرائيل، حيث لم تفقد سوى 13 شخصاً منهم 9 جنود، قُتل معظمهم عن طريق الخطأ برصاص الجيش الإسرائيلى.
تقول الصحيفة إن عملية "الرصاص المصبوب" التى بدأت يوم 27 ديسمبر فى قطاع غزة لم تودِ فقط بحياة مئات الضحايا من المدنيين على الجانب الفلسطينى، ولم تدمر فقط أحياء كاملة فى القطاع، ولكنها وجهت ضربة قاسية لصورة إسرائيل أمام العالم، مما وضعها بشكل متزايد فى موقف الاتهام.
وعلى الرغم من ذلك، وإذا عاد الزمن إلى الوراء، فلا شك أن الحكومة الإسرائيلية لم تكن لتتصرف على خلاف هذا النحو.. خاصة وأن الأمر المهم بالنسبة للشعب الإسرائيلى هو أن الهجمات الصاروخية ضده قد توقفت بالفعل، وهو ما كان يشكل الهدف الرسمى لعملية "الرصاص المصبوب" والذى حدده وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك.
وتضيف الصحيفة أن بعض القادة الإسرائيليين كانوا قد أملوا فى ألا تتمكن حماس من التعافى من هذه الضربة الموجهة من قبل الجيش الإسرائيلى، ولكنهم فى الوقت ذاته حرصوا على عدم الإعلان عن مثل هذا الهدف الطموح، لاسيما وأنهم لم ينسوا بعد الفشل الذى تعرض له الجيش الإسرائيلى فى حرب لبنان الثانية خلال صيف 2006.
ومن ثم لم يكن من الممكن تحقيق مثل هذا الهدف، الذى يمثل إشكالية فى حد ذاته، إلا عن طريق إعادة احتلال قطاع غزة.
وقد كان الهدف الثانى من هذه العملية، والمعروف بالفعل، هو استعادة إسرائيل لـ"قوة ردعها" تجاه الفلسطينيين وسوريا وحزب الله، وفى النهاية إيران التى تدعم حماس والتى تعتبرها إسرائيل مصدر تهديدها الرئيسى. وقد اقتنع رئيس أركان الجيش الإسرائيلى أنه نجح فى تحقيق هذا الهدف بثمن زهيد، إذ بلغت نسبة الخسائر معدل ضعيف للغاية (13 قتلى أثناء العملية، من بينهم 4 مدنيين و9 جنود، وقد قُتل معظم الجنود عن طريق الخطأ بنيران قوات الجيش الإسرائيلى).
وتذهب الصحيفة إلى أن الفلسطينيين هم من دفعوا ثمن هذه الاستراتيجية القائمة على أساس "لا خسارة" والتى تحاكى تلك التى اعتمدتها الولايات المتحدة، بما أن طوفان النيران قد استهدف أى موقع تابع أو يحتمل أن يكون تابعا لجماعات مسلحة. فقد أسفرت هذه الحرب عن 1450 قتيلا فلسطينيا، من بينهم 439 طفلا يقل عمرهم عن 16 عاما و127 سيدة، و5570 جريحا، وفقا لآخر إحصائيات صادرة عن خدمات الطوارئ فى قطاع غزة.
وتستدرك الصحيفة قائلة أن ذلك لا يعنى أن الجيش الإسرائيلى قد سعى لقتل المدنيين، لأنه إذا كان هذا هو الحال، لبلغت الضحايا عشرات الآلاف، ولكن فى الوقت ذاته لم يقم الجيش بتجنب المدنيين، وفقا لما أكده المدافعون عن حقوق الإنسان فى إسرائيل نفسها. حيث ظهر الأمر كما لو أنه يجب معاقبة الشعب الفلسطينى لأنه جلب حماس إلى السلطة، وهى الحركة الداعية إلى تدمير إسرائيل واستبدالها بدولة فلسطينية إسلامية "من البحر إلى نهر الأردن".
وتذكر الصحيفة أن حركة حماس، على الرغم من ضعفها عسكريا، احتفلت يوم الأحد بـ"انتصارها" ضد إسرائيل، وستستمر تلك الاحتفالات على مدى 22 يوما، أى فترة الحرب على غزة التى انتهت يوم 18 يناير 2009.
ومنذ ذلك الحين، يخيم بين غزة وإسرائيل هدوء نسبى تستغله حماس لإعادة التسلح تحسبا لمواجهة جديدة مع إسرائيل، يستعد لها الجانبان، كما تخلص الصحيفة.
لوفيجارو: التوتر لا يزال قائماً بعد مضى عام على حرب غزة
الإثنين، 28 ديسمبر 2009 02:55 م
التوتر لا يزال قائماً بعد مضى عام على حرب غزة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة