أثارت تصريحات وزير الثقافة فاروق حسنى، التى جاءت على هامش اجتماع اللجنة التحضيرية لمؤتمر المثقفين والتى وصف فيها التيارات السلفية بأنها أكبر أسباب التخلف للشعب المصرى، ردود أفعال غاضبة لدى رجال الدين الذين عبروا عن اندهاشهم من تصريحات حسنى وعدم فهمهم لمقصده بمصطلح السلفيين، فى الوقت الذى ينوى دعوة كل التوجهات الإسلامية فى هذا المؤتمر.
وهاجم الشيخ يوسف البدرى وزير الثقافة والمثقفين، واصفا تصريحات الأول بأنها مصادرة على المطلوب، وتساءل: "فكيف يدعو السلفيون للمشاركة فى مؤتمره، ثم يصفهم بأنهم أكبر أسباب التخلف"، وقال البدرى: "يبدو أن الوزير لديه أجندته الجاهزة التى يريد فرضها علينا".
وأشار البدرى إلى أن الله قد خلق الإنسان بطبعه متدينا مستقيما، بالتالى لن يستطيع أن يقوم أى فرد بعزل أثر الدين عند الناس، مؤكدا أن المثقفين يحاولون أن يركبوا الموجة، وذلك من أيام سعد زغلول، وأن تكون آراؤهم هى السائدة على الناس، وأكد البدرى أنه كلما ظنوا باقتراب تحقق مآربهم، أرسل الله ما يحبط هذا الظن، فكانت الحرب العالمية هى التى أجهضت أحلام سعد زغلول.
وقال البدرى إن ما قاله فاروق حسنى غير حقيقى، ووصفه بأنه كلام العلمانيين الذين يحاولون إخفاء فشلهم، وعيوبهم وتقصيرهم عن أداء مهماتهم.
وتطرق البدرى بالحديث إلى أن عهد مبارك يريد إعادة هذه العلمانية، ونفى أن يكون التيار السلفى مسئولا عن أسباب التخلف، مؤكدا على أن أسباب التخلف ترجع إلى ما يقوم به الفكر العلمانى المنحرف من استخدام الفكر الغربى المنحل.
وقال البدرى: استطاع الغرب أن ينجو من سيطرة الكنيسة وتقدم، لأن الكنيسة كانت تبث خرافاتها، بينما الإسلام يختلف عنها تمام الاختلاف، مشيرا إلى أن الإسلام لا يسيطر عليه رجال الدين، كما لا يفترض أن يكون الحاكم رجلا بعمامة، مشيرا إلى أنه يهمه فقط أن تطبق أحكام الشريعة.
وأكد البدرى على قبوله دعوة وزير الثقافة لهذا المؤتمر لو تم توجيهها رسميا، مشيرا إلى أنه سيشارك ويقول هذا الكلام، ومؤكدا على أنه على استعداد للتعاون مع وزير الثقافة إذا تأكد من جديته، وأنه يريد لهذه الأمة التقدم والخلاص من المأزق بشرط تفعيل الثقافة الإسلامية، وختم البدرى: لا يجوز أن ننعزل، ولابد أن نقول كلمتنا.
الدكتورة آمنة نصير أشارت إلى وجود موجة من الاهتمام الثقافى بتجميع المثقفين، حيث أكدت أنها سوف تشارك فى اجتماع آخر بمكتبة الإسكندرية يتم خلال مناقشة حصاد عمل المكتبة، وتساءلت عن أسباب هذه الموجة "اليومين دول"، وقالت نصير: أتوقع أن الوزير فى حالة جدال دائمة منذ فترة طويلة بين قضايا إسلامية وبين آرائه فى هذه القضايا، والتى كان على رأسها الحجاب، وربما يريد الآن أن يبنى جسورا بينه وبين الإسلاميين الذين يفكر فى دعوتهم، ويرغب فى أن يتصالح معهم.
وأضافت نصير أن المثقف أو العلمانى يجب أن يتأكد من أن مخاصمة الدين ليست من صالح المجتمع، فالدين إرادة إلهية، ولو لم يكن كذلك ما أرسل الله أنبياء ورسلا.
ووصفت آمنة نصير مبادرة الوزير لدعوة الوزير للإسلاميين للمشاركة فى المؤتمر بأنها محاولة لتجميل الوجه، وربما يدارى بها إخفاقه فى تولى منصب اليونيسكو والذى أعطاه حافزا لحساب النفس، مشيرة إلى أنها تخمن ذلك، فهى لم تدخل فى عقله، ولم تر برنامجه، وإنما تفترض افتراضات من باب التكهن، أو تحليل هذه الخطوة، وتتمنى أن يكون هذا هو الحقيقة.
وأكدت نصير أنها فى حالة إذا ما استقبلت دعوة من الوزير للمشاركة فى مؤتمره، سوف تطرح مسألة المصالحة والابتعاد عن الهجوم على الإسلام، مشيرة إلى أهمية التفريق بين الدين، وبين المنتسبين إليه، وألا يتحمل أى دين أخطاء أتباعه، إنما يتم تقييم أفعال المتدينين كبشر يؤخذ منهم ويرد، وأشارت نصير إلى رغبتها فى التأكيد على فكرة أن البشر غير معصومين ونبذ فكرة التطاول على الأديان.
وتعليقا على تصريح حسنى الخاص بأن السلفيين هم أسباب تخلف المصريين، أكدت نصير أن ما يقوله الوزير تلاعب بالألفاظ، وبالمفاهيم، ومن أخطر الأشياء فى هذه المرحلة، أن نبدى غير ما نبطن، وإشهار مصطلحات كأننا فى مناخ يتحمل كل التوجهات، مشيرة إلى أنها لا تعرف من الذين يقصدهم الوزير بالسلفيين، هل هم مثلا أتباع الوهابيين؟
فيما تساءل الدكتور محمد مختار المهدى عن معنى الثقافة مشيرا إلى أن معناها قد انحصر فى أنها فقط التى تتجاوب مع الفكر الغربى، وأتفق المهدى مع نصير فى أنه لا يعرف ما يقصده الوزير بالسلفى، مؤكدا أن المصطلحات يجب أن تكون واضحة لأننا نأخذ كلام الغرب ونترجمه دون تدقيق، فالأصولية مثلا تعنى الرجوع إلى الأصل، فهل هذا هو ما يقصده الوزير بأن يهاجم الأصوليين؟
وأكد مهدى أن هذه التصريحات تشير إلى توجه معين مفروض من البداية، وهو ما يمنعه فى المشاركة فى مؤتمر الوزير.
موضوعات متعلقة..
فاروق حسنى: التيارات السلفية وراء تخلف الشعوب
فاروق حسنى: مؤتمر المثقفين يضم كل التوجهات الإسلامية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة