أجمع عدد كبير من المسرحيين أن موسم 2009 موسم مسرحى خال من العروض الجيدة باستثناء بعض المسرحيات كمسرحية " قهوة سادة " للمخرج خالد جلال ومسرحية "القرد كثيف الشعر" للمخرج جمال ياقوت التى حصدت 6 جوائز مسرحية فى المهرجان القومى للمسرح بالإضافة لمسرحية "حمام رومانى" لهشام جمعة و"أرض لا تنبت الزهور" إخراج شادى سروروكانت الظواهر السلبية طاغية بكثافة على الظواهر الإيجابية فإغلاق المسارح وإعادة العروض القديمة والاهتمام بالمهرجانات كلها ظواهر سلبية وشهد العام موتا إكلينيكيا لمسرح القطاع الخاص.
الناقد المسرحى الكبير د. أحمد سخسوخ يرى مسرح 2009 من أسوأ المواسم المسرحية، فالعروض هابطة والمسرحيات ضعيفة ويرجع ذلك لسياسة القائمين على إنتاج المسرح والذين حولوا الحركة المسرحية لمجرد مهرجانات فقط فكثرة المهرجانات جعلت البيت الفنى للمسرح لا ينتج للجمهور ولكن للمهرجانات فالعروض مفرغة من مضامين ولا تلامس آمال وطموحات الجماهيروتغازل فقط لجان التحكيم من أجل الفوز بجائزة، وهذه آفة كبرى.
كما أن قلة عدد المسارح أجهض أغلب المشاريع المهمة فعلى سبيل المثال أغلق هذا العام أكثر من مسرح على رأسها المسرح القومى الذى تم إغلاقه منذ أواخر شهر رمضان عام 2008 بدعوى خضوعه للإصلاح والترميم طوال هذه المدة، ثم مسرح الطليعة الذى تأجل افتتاحه أكثر من مرة بسبب عدم استكمال إجراءات الدفاع المدنى الخاصة ومسرح السلام والهناجر.
وأضاف سخسوخ: يعتبر أفضل العروض مسرحية "القرد كثيف الشعر" إخراج جمال ياقوت وإنتاج مركز التذوق الفنى بالإسكندرية والهيئة العامة للثقافة وهناك أيضا مسرحية "أرض لا تنبت الزهور" ومسرحية "حمام رومانى".
واتفق د. كمال يونس الكاتب والناقد المسرحى مع الدكتور أحمد سخسوخ على أن الواقع المسرح المصرى هذا العام لا يسر عدوًا ولا حبيبًا، ويرى أن غياب المؤلف المسرحى هو سبب الأزمة فالكل يلهث وراء المسرحيات المترجمة وينهل منها دون وعى وتقدم بلا رؤية، وتستأثر مؤلفات وليم شكسبير بالقسط الأعظم، خاصة التراجيديات مثل لير وهاملت، ويتفاوت التعامل المتكرر معها بين المحافظة إلى حد كبير على النص الأصلى بترجمته القديمة، بما تحتويه من ألفاظ عفى عليها الدهر، ما يصعب فهمها على الجمهور بصفة عامة،أو تقديمها بصورتها الكلاسيكية وهذا أيضا لا جمهور له الآن.
أما عن أفضل العروض فى الموسم الفاشل كما وصفه د. كمال يونس يرى أن مسرحية "براكسا" إخراج نادر صلاح الدين وبطولة بشرى من أفضل العروض التى قدمها القطاع الخاص بجانب مسرحية "قهوة سادة" التى يعتبرها درسا ونموذجا لابد أن يحتذى به بجانب مسرحية "حمام رومانى" إخراج هشام جمعة التى لم تأخذ حقها فى العرض.