أشار حجاج أدول الأديب النوبى، وعضو جماعة المبادرين النوبيين إلى أن الشعارات التى رفعها الرئيس عبد الناصر حول القومية العربية كانت ادعاء، أخفى وراءه اغتيال ثقافات الأقليات الموجودة فى مصر، عن طريق التهميش وهو ما تعرض له أبناء النوبة، وبدو سيناء وأثبت خطأه فى جميع الدول التى اتبعته، وعلى رأسها روسيا وتركيا.
وأضاف أدول فى الندوة التى عقدتها جماعة المبادرين النوبيين أمس، السبت، فى مكتبة بدرخان فى إطار حملة لتكوين رأى عام من المثقفين غير النوبيين لمساندة الحق النوبى، إن سيطرة الفساد وتغليبه على المصالح الحقيقية للأمن القومى المصرى هى السبب وراء معاناة المصريين حالياً، ومن بينهم أبناء النوبة، مشيراً إلى محاولات المسئولين حشر النوبيين فى وادى كركر رغم تأكيداتهم بأنها لا تصلح للحياة الآدمية، ورغم ذلك أهدروا الملايين عليها إلى أن أكدت جهة سيادية أنها لا تصلح، ليجددوا محاولاتهم بقصر الحقوق النوبية على منطقة وادى الأمل وهى المعركة الحالية. وقال: "مؤسسة الفساد تريد أن تشترى ألوف الألوف من الأراضى حول بحيرة ناصر لزيادة أرصدتهم على حساب الأمن القومى المصرى".
ومن جهتها حذرت منال الطيبى عضو مؤسس بجماعة المبادرين النوبيين، ورئيس المركز المصرى لحقوق السكن، من وجود خطر على الهوية النوبية، مشيرة إلى أن ضياع الثقافة النوبية يعنى ضياع جزء أصيل من الثقافة المصرية التى عاشت على أرض مصر آلاف السنين، وهو شأن لا يهم النوبيين وحدهم، وإنما المصريون جميعاً، مشيرة إلى أن التحضر لا يعنى وجود ثقافة واحدة وإذابة ما عداها، لأن الحضارة تبنى على التعددية.
وانتقدت الطيبى الاتهامات التى توجه لنشطاء النوبة وتتهمهم بأنهم متاجرون وعملاء، وقالت "الشرفاء وحدهم هم الذين توجه لهم الاتهامات فى مصر". وانتقدت الطيى ما وصفته بادعاءات المسئولين بأن النوبيين حصلوا على حقوقهم بعد التهجير، واستعرضت ميزانية حكومية منشورة فى كتاب "حدوتة نوبية" لحجاج أدول عن تكاليف التهجير عام 1964 والتى توزعت بين 300 ألف جنيه للنقل المائى، و84 ألف للنقل البرى، و250 ألف مصاريف إدارية، و462 ألف مصاريف حصر الممتلكات، و712 ألف مصاريف الموظفين، أما تعويضات النوبيين فلم تتجاوز 200 ألف جنيه مصرى، وقالت: "حصل الموظفون على 712 ألف جنيه لمنح النوبيين 200 ألف جنيه".
كما أشارت الطيبى إلى وفاة 1500 طفل نوبى عقب التهجير مباشرة، وارتفاع نسبة الوفيات بنسبة 10% بعد ثلاث سنوات من التهجير، وقالت "ماحدش ضحى من أجل خير مصر أكتر من النوبيين".
وأوضحت الطيبى أن حق العودة النوبى لا يعنى أنهم يرغبون فى مغادرة قراهم الحالية والانتقال إلى حول بحيرة ناصر، وإنما أن تكون هناك مساحات صالحة للامتداد العمرانى لأبناء النوبيين الذين يقيمون حالياً على أراضى غير صالحة للبناء، ولا للامتداد العمرانى بشهادة تقارير مجلسى الشعب والشورى.
وقالت "5 أجيال نوبية تعيش حالياً فى منزل واحد فى نصر النوبة بسبب عدم وجود مساحات صالحة للامتداد العمرانى ولا للتنمية الاقتصادية".
فيما أشار طارق أغا عضو جماعة المبادرين النوبيين، وعضو حزب الوفد بأسوان أن هناك قصورا كبيرا فى الرؤية المطروحة لتنمية النوبيين، بداية من ضآلة التعويضات التى حصلوا عليها أثناء التهجير بالمقارنة بتلك التى دفعتها الحكومة المصرية لنوبيى السودان، ثم مروراً بحشر النوبيين فى منطقة نصر النوبة المحرومة من كل إمكانيات التنمية الاقتصادية، والمماطلة فى تخصيص قرى العودة حول بحيرة ناصر لتكون امتداداً عمرانياً لأبنائهم، فى حين تتم منح أراضى هائلة للمستثمرين فى توشكى وغيرها بأسعار هزيلة رغم أنها لا تستخدم إلا فى التسقيع.
وقال: "كل ما نطالب به هو قرية، وليس شاليهات فى مارينا"، وأضاف أغا أن مشكلة النوبيين ثقافية وتنموية واقتصادية، باعتبارهم جزءا من الشعب المصرى، وقال "مطالبنا لا تتعارض مع كوننا مواطنين مصريين، ومعركتنا الحقيقية مع المستثمرين الذين يأخذون خير مصر دون أن يقدموا لها شيئاً فى المقابل" مشيراً إلى أن ما بين مليون و2 مليون فدان حول بحيرة ناصر هى مطمع لهؤلاء المستثمرين، والنوبيون لا يطالبون سوى بعشر فى المائة من هذه المساحة.
وقال "نحن لسنا ضد أحد، وإنما نطالب بتطبيق الأولويات فالنوبيون لهم أولوية الاستفادة من هذه الأراضى، يليهم أبناء أسوان، ثم أبناء المحافظات الأخرى، ليس من منطلق الأنانية، وإنما لأن تلك هى السياسة المطبقة فى جميع المحافظات".
الندوة بدأت بالوقوف دقيقة حداد على روح قتيل دابود عبد الوهاب عبد الرزاق عبد الباسط قرة التاجر النوبى، الذى حصل الضابط محمد لبيب الضابط بمكتب مكافحة مخدرات أسوان والمتهم بقتله على حكم بالبراءة الخميس الماضى من محكمة جنايات أسوان. وحضر الندوة عدد كبير من المثقفين، والنشطاء، والإعلاميين، ومن بينهم على بدرخان المخرج السينمائى وصاحب المكتبة، ومنير بشير رئيس الجمعية النوبية المصرية للمحامين وطارق جمعة قوى رئيس رابطة النوبيين فى نيويورك، بالإضافة إلى عدد من رواد مكتبة بدرخان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة