الموسم الرمضانى الماضى كان دليلاً واضحاً على الثوب الجديد الذى ارتدته الدراما المصرية بعد أن ظلت سنوات طويلة تعانى من النمطية الشديدة سواء فى فنانيها ومخرجيها أو فى الشكل التقليدى لتصوير الأعمال الدرامية، ويبدو أن الدراما السورية كان لها الفضل الأكبر فى هذا الأتجاه.
فهناك أكثر من مسلسل تم تصويرهم فى العام الماضى بنظام الكاميرا الواحدة، كما يحدث فى السينما كان من أبرزها مسلسل هانم بنت باشا، حكايات وبنعيشها، هدوء نسبى، خاص جداً، الرحايا حجر القلوب، قلبى دليلى، وغيرها.
كما كان لمخرجى السينما حضور ملحوظ لأول مرة فى دراما رمضان 2009 وعلى رأسهم رأفت الميهى مخرج مسلسل "وكالة عطية"، سعيد حامد مخرج مسلسل "هانم بنت باشا"، رامى إمام مخرج مسلسل "فؤش"، محمد على مخرج مسلسل "مجنون ليلى".
الإنتاج الباهظ كان هو الحل الذى اتجه إليه كثير من المنتجين فى العام الماضى لإعطاء فرصة أكبر لتسويق أعمالهم سواء كانوا هم أصحاب منتجى هذه الأعمال بأنفسهم أم شاركهم فيها جهة إنتاج عربية أو مصرية وذلك بسبب المنافسة الشديدة التى يعيشها سوق الدراما الحالى والذى يتطلب تحقيق المعادلة الصعبة التى تجمع بين توفير نص جيد وميزانية إنتاجية معقولة حتى يمكن أن تدخل المسلسلات المصرية فى منافسة مع نظيرتها السورية، الأمر الذى يبشر بوجود موسم درامى جديد غنى بأعمال مرتفعة فى التكاليف وفى الأجور.
واستجابة لشروط القنوات الفضائية فى توسيع فرص تسويق المسلسلات من ناحية، والحظو بمتابعة واهتمام كامل للعمل الدرامى الواحد منذ بدايته وحتى انتهائه من ناحية أخرى، اتجه كثير من المنتجين إلى تخفيض عدد حلقات المسلسل إلى 30 فقط بعد أن وصلت إلى 33 و35 حلقة خلال السنوات الماضية، بل كان للفنانة ليلى علوى النصيب الأكبر فى المتابعة الجيدة من قبل الجمهور حيث عادت لتقدم تجربة الـ 15 حلقة من جديد فى مسلسلين منفصلين عن بعضهما وهو الأمر المتوقع حدوثه فى دراما العام الجديد.
وكان لنجوم السينما أثر كبير فى دراما العام الماضى، ومنهم الفنانة منة شلبى والتى قدمت مسلسل "حرب الجواسيس" والذى تناول قصة العميلة المزدوجة سامية فهمى، وأحمد عز ومسلسله "الأدهم" والذى رصد كفاح شاب عانى من ظلم عائلته الى أن أصبح واحداً من أهم رجال الأعمال الموجودين فى أوكرانيا، نيللى كريم والتى شاركت الفنان السورى عابد فهد فى مسلسله "هدوء نسبى" وقدمت من خلاله شخصية مراسلة صحفية تقوم بتغطية أخبار العراق بعد وقوعها أسيرة فى يد الاحتلال الأمريكى، زينة ومسلسلها "ليالى" والذى قدمت من خلاله قصة حياة المطربة الراحلة سوزان تميم.
وحظيت إسرائيل باهتمام كثير من الكتاب فى دراما العام الماضى فهناك أكثر من مسلسل تم تقديمهم فى هذا الإطار كان من بينهم اثنان عن الجاسوسية ومنهم "حرب الجواسيس" وآخر سورى باسم "رجال الحسم" بالإضافة إلى مسلسلات (متخافوش، لو كنت ناسى، البوابة الثانية) والتى تناولت قضية الصراع العربى الإسرائيلى.
ومن بين الإضافات التى لحقت بالدراما المصرية العام الماضى تحويل بعض الأفلام إلى مسلسلات ومنها "الباطنية" والذى لعب بطولته كل من الفنان صلاح السعدنى وغادة عبد الرازق.
ومازال الفشل مخيما على دراما السير الذاتية رغم مراهنة الكثيرين على نجاحها، حيث كان مسلسل "أنا قلبى دليلى" والذى تناول قصة حياة المطربة ليلى مراد وقدمته السورية صفاء سلطان، "أبو ضحكة جنان" والذى قدمه الفنان أشرف عبد الباقى مصدرا لسخرية الجميع، بل إن البعض انصرف عن متابعتها رغم حبهم إلى هؤلاء الفنانين.
أما مسلسلات السيت كوم، فحدث ولا حرج، فجميعها كان تأكيداً على سذاجة مؤلفيها والذين تعاملوا مع عقلية المشاهد بسذاجة شديدة حيث إنهم على يقين تام بأن هذه الأعمال حققت نجاحا كبيرا مما شجع البعض منهم على تقديم أجزاء متتالية لهذه الأعمال، وكان فى مقدمتهم مسلسل "العيادة"، " تامر وشوقية"، "بيت العيلة"، "حرمت يا بابا"، "6 ميدان التحرير"، "فأوش" ليبقى راجل وست ستات الفائز الوحيد فى سيل مسلسلات السيت كوم والذى كان له الفضل فى معرفة المشاهد المصرى بها.