خلال مؤتمر الصراع العربى الإسرائيلى باتحاد الكتاب

أدباء وأكاديميون: ترجمة الأدب العبرى ضرورة ملحة

الأحد، 27 ديسمبر 2009 08:41 م
أدباء وأكاديميون: ترجمة الأدب العبرى ضرورة ملحة جانب من المؤتمر
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتبر أدباء وأكاديميون ترجمة الأدب العبرى ضرورة ملحة، ووصفوا قرار المؤسسة الثقافية بحظر ترجمة الأعمال الأدبية بأنه "دفن الرأس فى الرمال". وجاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر الصراع العربى الإسرائيلى وتأثيره على السرد المعاصر، الذى انطلقت فعالياته صباح اليوم بمقر اتحاد الكتاب بالزمالك.

وناقش المؤتمر ثلاثة محاور، الأول: مشكلة الهوية فى الإبداع الذى تناول الأعمال الأدبية المكتوبة عن إسرائيل ومصر، وعرض الباحث سامى سليمان لهذه المشكلة فى رواية كمال رحيم " قلوب منهكة"، وذلك فى الجلسة الأولى التى أدارها الكاتب محفوظ عبد الرحمن، واشترك معه فى المنصة الباحث سيد قطب الذى أكد أن تجربة الحرب ممتدة منذ أيام الرسول حتى الصراع العربى الإسرائيلى، مشيرا إلى وجود العديد من الأعمال التى طرحت أدب الحرب وسردياته، لافتا إلى أن أهمية أدب الحرب ترجع إلى أنه يفرز نماذج إنسانية تظهر طبيعة الذات التى تحارب لحظات الضعف والقوة والغياب والحضور مؤكدا على ثراء أدب الحرب.

وقال محفوظ عبد الرحمن إن الصراع العربى الإسرائيلى لا يمكن أن يختزل فى صراع المؤسسة العسكرية، وإنما صراع ثقافى فى الأساس، وأكد عبد الرحمن أن إسرائيل دولة ترسخ وجودها ولا يمكن إنكارها، ويجب أن نقر بهذه الحقيقة حتى نستطيع أن نتعامل معها.

ولفت محفوظ عبد الرحمن النظر إلى أن الأفلام قديما قد اعترفت بوجود العنصر الثالث فى الأمة عندما صنع منتجا ومخرجا فيلمى "فاطمة وماريكا وراشيل" و"حسن ومرقص وكوهين" أما فى العصر الحديث فقد أعادوا صنع هذه الصيغة "حسن ومرقص" وقاموا بحذف "كوهين" كأنهم لا يريدون أن يعترفوا باليهودى، مؤكدا على أهمية أن نعرف اليهودى جيدا لنواجهه بدلا من أن نحذفه.

المحور الثانى من المؤتمر اختص بالأدب العبرى، وكيف صور هذا الأدب الصراع العربى الصهيونى، حيث طالبت هالة فهمى رئيسة شعبة القصة والرواية وأدب الرحلات بالاتحاد بأن تستأنف مؤسسات النشر الحكومية ترجمة الأعمال الأدبية العبرية، وأن تضع عليها شعار "اعرف عدوك".

فيما عرض الدكتور أحمد راوى أستاذ الأدب العبرى الحديث لصورة العربى فى الأدب العبرى، وتغير أشكال هذه الصورة بعد الحروب المختلفة التى خاضها العرب ضد اليهود، وكيف استخدم اليهود هذه الصورة، وتعمدوا تشويهها، لتشجيع الهجرات اليهودية إلى فلسطين.

وتناول الدكتور جمال الشاذلى صورة العربى قبل حرب أكتوبر وفيما بعد هذه الحرب، وكيف قام الأدباء اليهود بتصحيح صورة العربى للمجتمع الإسرائيلى بعد أن كان غارقا فى أوهام الدعاية الصهيونية بأنهم أفضل شعب، وأن الموساد أقوى جهاز مخابراتى.

وتناول الباحث أحمد الشحات فى ورقته صورة مدينة القدس فى الأدب العبرى، وكيف تعمد الأدباء اليهود بأن تظهر هذه المدينة على أنها مدينة الفسق والفجور، وتعجب الشحات مما قام به هؤلاء الأدباء بتشويه صورة المدينة، فى الوقت الذى يطالب فيه السياسيون بأن تكون عاصمة لهم.

وكانت هذه الجلسة مثار جدل كبير بين المنصة والحضور، الذين وجهوا اتهامات للباحثين بتقوقعهم، وعدم قيامهم بدور فعال من أجل ترجمة الأدب العبرى، مما جعل الدكتور أحمد الراوى يؤكد أن أبحاث الباحثين المصريين توضع على الرف بينما أبحاث الباحثين الإسرائيليين يتم وضعها ضمن منظومة تخطيطية كبرى.

وقال الراوى: صدور قرار رسمى من المؤسسة الثقافية والمجلس الأعلى للثقافة تحديدا بحظر ترجمة الروايات العبرية تهريج، وشكل من أشكال دفن الرأس فى الرمال، مشيرا إلى أننا نفتقد مؤسسة ثقافية فى مصر يكون لها عقل نابض يفكر ولديه القدرة على المواجهة.

ثالث محاور المؤتمر دارت حول أدب المقاومة، حيث اهتم السيد نجم بتعريف هذا الأدب بأنه يعبر عن جماعة واعية بهويتها، وساعية إلى حريتها من أجل الخلاص الجمعى، وأشار نجم خلال الجلسة الثالثة التى ترأسها الروائى فؤاد قنديل أن أدب المقاومة يختلف تماما عن أدب الحرب الذى يعبر عن تجربة حربية للجماعة، ويشترط فيه أن يكون الكاتب معايشا للتجربة، وإلا صنف ما يكتبه كأدب تاريخى.

وتناول نجم فى مداخلته قراءة نقدية تحليلية لثلاثة أعمال روائية هى "أنشودة الشمس" لبشرة أبو شرارة، و"الأميرة ذات الهمة" لعماد الدين عيسى، و"مملكة النمل" لسهير عوض كمثال لأدب المقاومة.

ودعا السيد نجم إلى ترجمة الأعمال الروائية العبرية، مشيرا إلى أن الإسرائيليين لا يفضلون الأدب عن التعليم، ويدرسون للأطفال فى الصف الرابع الابتدائى قصصا عن الصراع بين إسرائيل والعرب.

فيما أشار فؤاد قنديل إلى أن إسرائيل تترجم كتبها إلى 10 لغات عالمية، واعتبر الخوف من ترجمة الأدب العبرى موقفا غير تاريخى.

فيما قالت هالة فهمى فى نهاية المؤتمر إن بعض الإعلاميات قد رفضن تغطية فعاليات هذا المؤتمر تخوفا من عنوانه، وهو ما اعتبرته فهمى موقفا حكوميا موجها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة