اتجه العالم منذ زمن طويل للعلم والتخطيط والاستفادة من كل حدث وقع فى الماضى وتسجيله وعدم تكرار أخطاء الماضى، هكذا يفكر من يريد النجاح لقد أيقن الباحثون أن سبب تفوق التلميذ على أستاذه. إن التلميذ بدأ حيث انتهى الأستاذ فبهذا وفر الكثير من الوقت الذى ضيعه أستاذه فى الوصول إلى نتائج معينة. إن السلالة البشرية مرت بتجارب كثيرة جداً لم تستفد من الكثير منها إلا مؤخراً بعد التطور العلمى المذهل فى جميع المجالات وأهم نواحى هذا التطور هو التفكير العلمى والذى قلل من العشوائية التى كانت تحكم العالم قديماً وأصبح العالم لا يسير بفوضى ولكن بنظريات علمية مدروسة ومجربة بعناية، أما نحن العرب فحدث عن العشوائية ولا حرج فلا زلنا نعيش فى زمن قديييييييييييييييم نجرب كل يوم نظام جديد وافتكاسة مبتكرة من أناس للأسف قدر الله لنا أن يتولوا أمرنا وهم أيضاً جاءوا إلى مناصبهم بقرارات عشوائية أيضاً اتخذوها قادة أكثر منهم عشوائية ينطبق هذا على جميع النواحى من صحة إلى رياضة إلى تعليم إلى مواصلات إلى سياسة حتى الإعلام.
نحن نعانى من فساد إدارى وتخبط فكرى منحط مغلف بحماية إعلامية مغرضة، فمثلاً يخرج مسئول يقول الخصخصة هى الحل ويصفق له الإعلام، ثم يخرج مسئول آخر ويقول عكس هذا وأيضاً يصفق له الإعلام معتمداً على نعمة النسيان البشرى، ويخرج آخر يفتى فتاوى تعليمية مرة بإلغاء الصف السادس الابتدائى بمساندة إعلامية قوية ثم يحدث تراجع وعودة الصف السادس مرة أخرى وأيضاً بمساندة إعلامية، ناهيك عن التجارب المفتكسة فى نظام الثانوية العامة وجميع مراحل العملية التعليمية التى تعتبر هى الأساس فى بناء المستقبل هذه الأمثلة هى نماذج من التخبط الإدارى لهذا البلد وما أكثرها، لقد ولى عهد المسئول الوَجهة الذى يتميز بالخطابة والجاذبية والإقناع، نحن نحتاج مسئولا يفعل أكثر من أن يتكلم، نقتنع بأفعاله لا أقواله نرى إنجازاته لا نراه، يُدفع للمنصب لا يدفع ليتولى المنصب، يتحمل المسئولية لا يتجمل بالمسئولية.
هشام ربيع يكتب.. حكومتنا "النظيفة"الرشيدة" الغالية"العادلة"
الجمعة، 25 ديسمبر 2009 08:10 م