غنى هانى شاكر (بحبك يا غالى) عام 2003، واستجاب له القدر بتعيين الدكتور يوسف بطرس غالى وزيراً للمالية عام 2004، ولو كنت أعرف أن السماء وقتها مفتوحة لكنت قد دعوتك على العشاء فى مكان فاخر على حسابك.
وعام 2005 طل علينا هيثم شاكر بأغنيته (أرمى حمولك عليا) فأعطته مصر سنة سجن، وأصدر الدكتور غالى قانون الضرائب الجديد تحت شعار (مين بيضحك على مين؟).
وفى عام 2008 خرج إلى الحياة قانون الضرائب العقارية بعد إقراره بمجلس الشعب ليتم تطبيقه عام 2010.
يبدو شعورك الآن بالملل من حصة التاريخ، إذن فلنرتاح ونأخذ فسحة والسطر القادم نكمل الحصة. عفوا نسيت أن أذكر لك أن العام الذى نحن فيه وهو على وشك الانتهاء يودع المصريين وهو يخرج لهم لسانه، حيث يوجد 20 مليون مصرى على أعتاب دفع غرامات تتراوح من 200 إلى 2000 جنيه إذا لم يقوموا بتقديم الإقرارات الضريبية.
وبعد المناشدات والنداءات لسعادة الدكتور غالى وافق سيادته على مد مهلة فترة تقديم الإقرارات حتى 31 مارس، لكن ملك الحديد أحمد عز كان له بالمرصاد ورفض هذا الأمر لأن قرار المد من اختصاص المجلس وليس من اختصاص الوزير. وبمناسبة المجلس لنا وقفة ليست مع النواب، ولكن مع الناس الذين اختاروا نوابا يمثلونهم.. البعض منهم شرفاء ويستحقون تمثيل الناس فى المجلس الموقر.
إلا أن بعض النواب لا يظهرون فى دوائرهم بعد أن ينفض مولد الانتخابات وسبب الحديث هنا ليس على ظهورهم من عدمه، لكن الأمر يتعلق بقانون الضرائب العقارية الذى يشكو منه الناس سواء من سيدفع ضرائب أو من سيدفع غرامة لعدم تقديمه للإقرار.
فنواب المجلس الذين وافقوا على قانون الضرائب العقارية يبدو أن بعضهم لا يعرف احتياجات ناسه وأهل دائرته، فوافق على القانون الذى يشكو الناس منه الآن وكأنه يعمل فى واد والناس فى واد آخر.
إن فرض الضرائب العقارية يذكرنا بتاريخ الدولة العثمانية فى مصر، حيث كان الوالى يفرض الجبايات على الناس عندما يريد مالاً وقتما شاء.. هكذا تعلمنا من كتب التاريخ.
أتساءل هنا عن سبب (العكننة) على الناس بفرض ضرائب على عقاراتهم.. هى الناس ناقصة مصاريف؟
انظر للمشهد المصاحب لمواطن خرج منصاعا لأوامر القانون لتقديم الإقرار فقد حضر باكرا ليجد طابورا بطول الشارع وسوق سوداء على إقرارات تباع بعشرات الجنيهات رغم الكتابة عليها بخط واضح كعين الشمس أنها تصرف مجاناً، ولكن نحن نسير بمبدأ (إحنا اللى دهنا الهوا دوكو) والمجانى بفلوس عندنا، لازم الكل يسترزق يا باشا.
وعندما تقرر أن تملى بياناتك فى هذا الإقرار السعيد لا تجد المعاونة لأن الزحام على أشده وكان الله فى عون الموظفين هناك، وبالتالى عليك الاستعانة بصديق حتى تستطيع إنجاز هذه المهمة القومية.
ورغم أننا نغنى دائما بأننا حكومة (ذكية) إلا أننا لا نستطيع الاعتماد على النظام الإلكترونى فى تقديم الإقرارات.. فقط تستطيع طباعة الإقرار من الموقع الإلكترونى لوزارة المالية ثم ترسله بالبريد وسلملى على الإيميلات والقرية الذكية.
انتظر انتظر لقد اقتربنا من النهاية ولتأخذ نصيحة اليوم:
* إذا قدمت الإقرار تأكد أنه فى (أيد أمينة) بعيدة عن الشباك حتى لا ترى إقرارك يطير كالورق الذى كنا نرميه صغاراً ونقول عليه: عصافير.. وإذا لم تكن تصدقنى فتأكد من موقع اليوم السابع.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة