فى الوقت الذى طالب فيه عدد من أدباء مصر، وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى، بضرورة التدخل للإفراج عن الروائى مسعد أبو الفجر، الذى اعتقلته الداخلية، أنكر تماماً الوزير معرفته بالواقعة، وتساءل من هو مسعد أبو الفجر؟ وهذا ما دفعنا إلى أن نتساءل هل هناك نوع من التعتيم وانتقاء للمعلومات التى تعرض على الوزير؟
فى البداية نفى الكاتب صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة القاهرة، أن يكون هناك أى شكل من أشكال التعتيم على المعلومات التى تعرض على الوزير، مشيراً إلى أنه علينا أولاً أن نعرف هل تعرض عليه الأمور بشكل رسمى أم لا، خاصة فى قضية مسعد أبو الفجر.
وأضاف، أن تلك القضية لا تدخل ضمن اختصاصات وزير الثقافة، لأن ليس له علاقة بالاعتقالات، وعلى أسرة المتضرر والجماعات الأدبية التى ينتمى إليها أن تعرض القضية على وزارة الداخلية، مناشدة وزيرها بسرعة التدخل والإفراج عنه.
وقال صلاح عيسى، إن هناك خلطاً بين المهام المنوط بها كل وزير، فلا يجوز على سبيل المثال أن نطالب الوزير فاروق حسنى بعلاج الأدباء على نفقة الدولة، لأن هذا من مهام وزارة الصحة، مؤكداً "ما جرى عليه العمل الآن حين تكاثرت حالات علاج الأدباء والمثقفين، قام الوزير فاروق حسنى، بعقد ميثاق ودى مع وزير الصحة، على أن يكون وسيطاً بينه وبين الحالة التى تستدعى العلاج على أن يرسل الأول بيانات حول الأديب ومكانته الأدبية والعلمية للتعجيل بعلاجه".
وتابع، "اتحاد الكتاب عليه أن يوحد النداء لوزير الداخلية، ليشعر بقيمة الأديب المعتقل، وأن هناك جماعة تتضامن معه، ويتعاونون مع الجهة التى فى يدها إصدار القرار والوزارات التى يمكن أن تتدخل".
فيما قال الدكتور عبد الناصر حسن رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب، إن مسألة التعتيم تلك تخضع لعدد من التخمينات الخاصة، ولا يمكن أن يجزم بها أحد.
وأكد، أنها قد تحدث فى بعض القضايا دون غيرها، وإذا ادعى أحد ذلك عليه أن يثبت، مضيفاً أن المكتب الإعلامى حريص على أن يجعل الوزير مطلع على كل ما يخص الوزارة، لأن هذا فى مصلحته وإذا "سقط الوزير سقطوا جميعاً".
وأضاف الدكتور عبد الناصر حسن، أن هذا طلب عادى من جانب المثقفين لمساندة واحد منهم، وهذا يؤكد على حق المثقف المصرى فى التعبير عن رأيه بحرية كاملة ولابد أن تتسع الساحة الفكرية للرأى والرأى الآخر، وقال "فاروق حسنى لديه معلومات عن كافة المجالات ومن الطبيعى أن يتجه الأدباء مستغيثين به، لأنه المدافع عن المثقفين أولاً وأخيراً".
وعن طرق توصيل المعلومات للوزير، قال "نخاطب الوزير من خلال أوراق رسمية يرفعها رئيس الهيئة الدكتور صابر عرب إليه، وفى حالة سفره نتوجه لمخاطبة الوزير مباشرة ويستجيب خلال يومين أو أكثر".
ومن ناحية أخرى أبدى الكاتب حلمى النمنم نائب رئيس هيئة الكتاب اندهاشه من موقف مؤتمر أدباء مصر وتوجيه بيانه لوزير الثقافة، لحل أزمة أبو الفجر فى هذا الوقت تحديداً، وتساءل النمنم أين كان موقفهم هذا منذ خمس سنوات مدة اعتقال أبو الفجر؟ كما رفض النمنم أن يتحمل الوزير مسئولية تجاهل مسعد أبو الفجر، مؤكداً أن هذا ليس من شأنه، وكان من الطبيعى أن يسأل من هو مسعد أبو الفجر، وقال "أنا أيضاً لا أعرفه ولا أعرف ظروف اعتقاله ولا حتى قرأت له عملاً روائياً من قبل، واختتم النمنم، حديثه بالإشارة إلى أنه عندما يعتقل كاتب ما أو روائى من الطبيعى أن نخاطب وزارة الداخلية أو اتحاد الكتاب وليس وزير الثقافة.