عبداللطيف أحمد فؤاد يكتب.. شواطئ الفراق

على شواطئ الفراق التقينا
وعلى غصون الأفراح بكينا
والسعادة تهطل مِن عينينا
وحشود الزهر تغنى حوالينا
وسلالم الغرام الخالد ارتقينا
وجحافل العالمين ترنوا إلينا
والورد والياقوت ترمى علينا
فبعد مرور قرون على الفراق
وذوبان كل العظام والأشواق
فى كوب البعاد الفاقع الإحراق
وبكاء النُواح وتُراب الإغريق
على حروفى الماسية البريق
وقشة الحياة للعاشق الغريق
بعثتنى عشيقتى أعرق الأعراق
وجاءت بمشاعرها على البراق
كى تغفو فى عيون قمر العشاق
وتبعتها سورية وأمواج الشعوب
لحضور اللقاء الأسطورى المكتوب
على جبين الشمس ووجوه الثلوج
وعلى قلب الأرض والسماء والبحور
وأجعل الأجانب شعوباً مِن مجاذيب
ونرمى للمسلمين الشروق والغروب
فما سر هذا العشق الطاهر الخلّاب؟
الذى يجعل أوطانى جنات وأعناب
ويرفع العرب مِن السرداب للسحاب
فيــخـــلدون حُبُّنا السماوى الجذاب
ويحضر الطير والجِنْ والأعشاب
فنحن ملوك الحُب الشاهق الغلّاب
فنسقى المشاهدين حليب العصافير
فتصفّق بإعجابٍ ملايين الجماهير
ونُصافح المؤمنين بالهلال والصليب
و خفراءنا الوزراء و ولاة العهود
يحرسون عناقنا المبدأى المحدود
وتصدح البلابل لغرامنا السعيد
وعصور فراعنة الأدب الجديد
وجمال حبيبتى الخرافى الفريد
ويرفعون لحُبنا الساطع الأعلام
ونحطم للمعجزات جميع الأرقام
وأمحو مِن جموع الدول الأورام
ونجتث مِن أرض البشر الألغام
ونروى للعواصم شجرة الأرحام
ونروى للعواصم شجرة الأرحام
وتضيئ لهم الشام شمع الغرام

كى تخلع جذور البرودة والظلام
والصمت الفصيح أفضل الكلام
ونفّذوا فى الفراق أحكام الإعدام
و ذبُل العداء مِن ربيع الإنسجام
وبِأشعارى ينعم العرب بالاحترام
ولُغــاتى مِن أجلهم تنام ولا تنام
ومليارات الكُتب بمختلف الأحجام
تكتبها بعصير الذهب ألمع الأقلام
عن حبنا وعن آدابى ملكة الغرام
التى أنوثتها ألغت نسوان الدهور
ويفوح مِِن حدائق خدها العطور
ويكتبون عن عشقنا الياقوت والماس
وينظرون إلينا فيفقدون كل الحواس
وقفز أوباما مِن شرفة البيت الأبيض
كى مشهد مِن فيلمنا الوارف ينهض
فأغصان هوانا تغطى الدنيا وتتمدد
وترك ميدفيديف اجتماع الكريملين
كى نصيبه مِن مائدة الحنان لا يتبدد
وهرعت الفراشات بملابس النوم
لترانا وتجلس على رؤوس القوم
ونصحنا تكتلات أمريكا الجنوبية
ألا يظلوا تحت شمس حُبنا إلا ثانية
ونصح الأطباء حشد الدول الأفريقية
ألا يظلوا تحت شمس حبنا إلا دقيقة
ونصحوا الشعوب العاشقة الغربية
أن يتابعوننا على القنوات الفضائية
ولو خيرونى بين العروش أجمعين
لاخترت عرش قلب آدابى بلا تردد
وعلى يدى تتزوج النملة مِن الفيل
ويعيشان معاً فى قصرٍ على النيل
فما سر حُبّنا الطاهر اللا معقول؟
وفى قصور الذهب ونعيمها عشنا
ومليار عام ضوئى عناق قضينا
ومِن محيطات قُربنا السُكّر ارتوينا
ولتفوزا بجنات الغرام صلّوا علينا
ولتفروا مِن نار الهجر حِجّوا إلينا
وشعوبنا هى شهّدْ التاريخ والأعلام
وسورية هى سُكر السُكر والأحلام
وعلى وعلى حبيبتى أفضل السلام
فعلى وعلى القمر أفضل السلام