صناعة الورق فى مصر من أكثر الصناعات التى تأثرت بالأزمة العالمية وتواجه مصانع الورق خطر التوقف، وفيما دعا البعض إلى تدخل الحكومة لإنقاذها، دعا آخرون إلى خصخصة القطاع بالكامل لحل مشكلاته.
ويقول محمود البطوطى رئيس مجلس إدارة شركة «راكتا» لصناعة الورق، إن أكثر المشكلات التى تواجه صناعة الورق هى ارتفاع أسعار الطاقة حيث تضاعفت أسعار المازوت المستخدم فى صناعة الورق فى آخر ثلاث سنوات من 250 جنيها للطن إلى 500 حتى أصبح حاليا 1000 جنيه للطن وكل طن ورق يستهلك طن مازوت وهذا يعنى أن تكلفة الطن ازدادت 800 جنيه خلال ثلاثة أعوام فقط.
وأضاف البطوطى أن تصدير ورق الدشت أدى إلى نقص الكميات المطروحة فى الأسواق وارتفاع سعره مؤكدا أن هذا النوع من الورق يمثل نسبة كبيرة من المواد الخام المستخدمة فى صناعات الورق.
وأوضح أنه فى المقابل أسعار الورق المستورد أقل بكثير من الأسعار المحلية وهو ما أدى إلى زيادة الاستيراد خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن الحكومة لا تفرض أى رسوم حماية على الورق المستورد وتترك السوق مفتوحا للاستيراد دون وضع أى ضوابط تحكم السوق وهو ما أدى إلى تدهور الصناعة المحلية بشكل أكبر. وقال إن الخصخصة فى الوقت الحالى لن تحل الأزمة.
ومن جانبه يقول أحمد عاطف رئيس غرفة صناعات الطباعة باتحاد الصناعات إن الاتجاه يزداد نحو الاستيراد من الصين والبرازيل وغيرها لأن سعر الورق أرخص والجودة أعلى وهو ما أحدث ركودا وتدهورا فى الصناعة المحلية.
وأكد أنه إذا ظل السوق مفتوحا للاستيراد دون فرض أى رسوم حماية سيؤدى ذلك إلى إغلاق المصانع المحلية وسنتحول إلى دولة مستوردة بدلا من منتجة، كما أوضح أن خصخصة الشركات لا تمثل حلا للأزمة ولكنه طالب بضرورة خصخصة مطابع الصحف الحكومية التى تعمل فى العمل التجارى مثل مطابع أهرام قليوب وروزاليوسف والأخبار.
فى حين يرى دكتور قاسم منصور الخبير الاقتصادى ورئيس المركز الاقتصادى المصرى أن مشكلة أزمة صناعة الورق يمكن حلها من خلال الاعتماد على الموارد الطبيعية والمتمثلة فى الكم الهائل من قش الأرز حيث يوجد لدينا 5.4 مليون طن سنويا ولا نستفيد به فى صناعة الورق.
وأضاف أن استخدام تكنولوجيا جديدة ومتقدمة سيساعد على إنقاذ هذه الصناعة المهددة بالاندثار لعدم قدرتها على منافسة البديل المستورد.
لمعلوماتك...
◄50% من أسعار الطاقة يوفرها استخدام الغاز الطبيعى فى صناعة الورق
◄90% من حاجة مصر من الورق يتم استيرادها