رانية صلاح تكتب: اتركوا الإعلام لدارسى الإعلام

الجمعة، 25 ديسمبر 2009 08:14 م
رانية صلاح تكتب: اتركوا الإعلام لدارسى الإعلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثر فى الآونة الأخيرة عمل كل من هب ودب بالإعلام والصحافة دون أدنى دراسة لهذا المجال الخطير، الذى من الممكن أن يهدم أمماً أو يبنيها، كلمة واحدة فى الإعلام كفيلة أن تشعل حروباً أو تشغل عقولاً، وآخر ذلك هو خبر أن يقوم الكابتن الحضرى مع كل الاحترام والحب والتقدير له كلاعب كرة محترف، بتقديم برنامج تليفزيونى مع بداية العام الجديد، كما سوف يقوم كل من الفنانين المحترمين الذين نحبهم جميعاً، يسرا ومصطفى شعبان وزينة بالعمل كمذيعين لأول مرة فى العام الجديد على القنوات الفضائية المختلفة.

من يريد أن يعمل بالإعلام لابد أن يكون دارساً لهذا المجال، وإن كان من مجال آخر ولديه موهبة لابد وأن يدخل فى تدريب قبل البدء فى هذه المهنة الخطيرة ويتعلم أساسيات ومبادئ وقوانين هذا المجال الخطير الذى لابد وأن تحكمه المصداقية أولاً.

هل مقدمو البرامج من الرياضيين والممثلين لديهم قدرات مذيع بمعنى الكلمة أو مقدم برامج ويعرفون أصول إدارة الحوار فى ظل حيادية تامة؟ هل يعرفون كيف يمكن أن يتصرفوا وهم على الهواء فى أى مشكلة ممكن أن تحدث؟

هل من يكتبون بالصحافة اليوم يعرفون مدى خطورة ما يكتبونه؟ هل يعرفون أن الكتابة الصحفية المتنوعة هى فنون ولها طرق علمية مختلفة لكى تستطيع إيصال المعلومة ببساطة وسهولة لكل من يقراها؟ هل يعرفون أن هناك مبادئ وقيم ومواثيق شرف لابد وأن يتبعوها جميعاً إعلاميين وصحفيين، وأن الكلمة تحسب عليهم وعلى البرنامج وعلى القناة التى ينتمون إليها، وأخيراً على بلدهم؟

والأهم من ذلك لماذا مجال الإعلام هو المجال الوحيد، بالرغم من خطورته، الذى يسمح فيه لأى أحد أن يدخل ويعمل به دون شهادة دراسية؟ فهل أى شخص يستطيع أن يعمل مهندساً أو طبيباً دون دراسة وشهادة؟

إن الإعلام علم ومجال خطير بمعنى الكلمة وليس مجرد تسالى وأضواء، وكما للأضواء بريقها لها أيضا نارها، ومن لا يعرف كيف يتعامل مع نارها سوف تحرقه بالفعل وتحرق كل ما يحيط به، وللأسف الذى يحيط به هو بلدنا وشعبنا ومصلحتنا العامة.

ومن ثم ما هو مصير خريجى الإعلام الدارسين؟ هل الاتجاه للعب الكرة أم التمثيل والغناء؟ أم الجلوس على رصيف العاطلين؟

أن ما يحدث فى الإعلام مهزلة بكل المقاييس ولابد من التصدى لهذه الظاهرة، التى سوف تكلفنا الكثير وتمنح الفرصة للدخلاء لبث سمومهم بكل سهولة، إما عن جهل أو أجندة خفية، هذا بخلاف استخدام هذه البرامج لتصفية الحسابات الشخصية أو دعاية لأنفسهم كما يحدث فى كثير من البرامج اليوم.

المستشار الإعلامى - الوكالة الكندية للتنمية الدولية






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة