علماء النفس أرجعوا ذلك إلى سيطرة الإحساس بالفشل على المصريين..

انتحار 3 شباب فى أسبوع واحد بسبب "الحب"

الجمعة، 25 ديسمبر 2009 02:38 م
انتحار 3 شباب فى أسبوع واحد بسبب "الحب" - صورة ارشيفية -
كتب بهجت أبو ضيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال أسبوع واحد فقط اختار 3 شباب مصريين، أن ينهوا حياتهم منتحرين، بعد أن واجهوا الفشل فى علاقتهم "العاطفية" بحبيباتهم.

الأولى كانت بانتحار "محمد.ش" طالب بالمعهد الفنى الصناعى بالجيزة لارتباطه بعلاقة غرامية بزميلة له بالمعهد، إلا أن علاقتهم شهدت بعض التوترات فساءت حالته النفسية، وقرر الانتحار بإلقاء نفسه فى النيل.

أما الحادث الثانى، فبطله شاب أيضا عمره 21 سنة، أحب فتاة فلسطينية إلا أنها لم تبادله نفس المشاعر لارتباطها بصديقه، فقرر الانتحار وتوجه إلى منزلها وأمام نافذتها أخذ يستعطفها مؤكدا لها حبه، وهدد بقتل نفسه إذا لم ترد على اتصالاته، ومع تجاهلها له، قام بسكب البنزين على نفسه ثم أشعل النار لتنتهى حياته أمام منزل حبيبته.

فى حين، اختار بطل القصة الثالثة شنق نفسه بعدما رفضت أسرته الموافقة على زواجه من حبيبته، فشنق نفسه بحبل غسيل أعلى نخلة وقفز من فوقها ليتدلى منها جثة هامدة.

الانتحار جريمة يكفرها الدين ويرفضها المجتمع ويدخل صاحبها ضمن قائمة الذين خسروا آخرتهم قبل دنياهم. لذلك اختلف تفسير خبراء علم الاجتماع لها. فالدكتور أحمد عبد الله الخبير النفسى يرى أن الفشل النفسى والاجتماعى هو الذى يتحكم بكافة جوانب حياة المقدمين على الانتحار، فيدفعهم إلى الطريق المسدود الخالى من أى تطلع إلى المستقبل وتسيطر عليهم مقولة واحدة "ما فيش فايدة".

ووصف د.عبد الله المنتحر من أجل الحب بأنه "شخص توهم كذبا أن الأمل والمستقبل والنجاح متعلق باستمرار هذه العلاقة وفور تعرضها لبعض المشكلات والخلافات التى تؤدى إلى الانفصال والفراق بينهما، تتحول هذه المشاعر والأحاسيس المتوهجة والمخلوطة بالنجاح والأمل إلى مشاعر مضادة مخلوطة بالإحباط واليأس الذى يساعد على توليد فكرة الانتحار".

وأشار عبد الله إلى أن غالبية المصريين فاقدون روح الحياة بسبب العوامل الاقتصادية السيئة التى خلقت شبابا معدوم الثقافة التى تحدد له الطريق الصحيح والهواية التى تقتل فيه الفراغ والهدف الذى يحافظ على حياته من أجل تحقيقه.

وأضاف "للأسف الشباب المصرى بنوا حياتهم وأفكارهم على الأغانى الرومانسية والأفلام الخيالية وهربوا بهذه القصص الوهمية التى كانوا فيها أبطالا من الحياة الواقعية التى تظهر لهم الحقيقة المؤلمة المليئة بالمشكلات التى يعجزون عن حلها، وبالتالى يختارون طريق النهاية".

وبالرغم من أن الشخص الذى يقدم على الانتحار هو الجانى والمجنى عليه فى ذات الوقت، إلا أن هذه الجريمة يختفى وراءها طابور طويل من الجناة ممن قتلوا الأمل فى نفس الشخص المنتحر، وخيلوا له أن حياته متعلقة بنجاح علاقته العاطفية، مع استمرارها تستمر حياته ومع فشلها ينقضى عمره معها.

أما الدكتور مصطفى رجب خبير علم الاجتماع فأرجع أسباب الحوادث الثلاثة إلى غياب الوازع الدينى عن المجتمع، بالإضافة إلى غياب الدور التربوى والتوجيهى فى المؤسسات التعليمية الذى أدى إلى خلق أفكار جديدة لا تنتمى إلى أى قيم أو أخلاق ناتجة عن الشطط فى التفكير والتقليد لأفكار المجتمعات الأخرى التى تتفشى بها الأمراض.

كما اتهم د.رجب بعض وسائل الإعلام بتقديم رسالتها بطريقة مشوهة وغير ظاهرة المعالم تصل إلى مستقبلها وخاصة للجمهور العريض من الشباب بطريقة تجعله يتخبط فى اتخاذ القرارات، وتتجه به إلى منحنى خطير تصعب العودة منه، كما أن الإسراف فى بث المواد الإعلامية التافهة والتى تؤجج الشهوة وتنال من العادات والتقاليد الثابتة تساعد فى انتشار هذه الجريمة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة