رغم نجاح أفلام موسم عيد الأضحى فى تحقيق إيرادات مرتفعة، مازالت هناك تخوفات من حدوث شلل شبه تام فى عجلة الإنتاج السينمائى المصرى فى الفترة المقبلة، فبعدما دخلت كيانات إنتاجية ضخمة للسوق منذ فترة سواء الذين يظهرون علنا أو الذين ينتجون من الباطن من شيوخ الخليج ويضخون أموالهم فى مصر ببذخ، توقع السينمائيون وقتها أن تكون هناك انتعاشة حقيقية للسينما بزيادة عدد الأفلام كما وكيفا، لكن ما حدث أن معظم منتجى الخليج تسببوا فى رفع أجور الفنانين، وقضوا على وجود المنتج الفرد، ثم خرجوا وتوقفوا حالياً عن الإنتاج بحجة وجود أزمة مالية عالمية، فقل عدد الأفلام بل إن بعضهم كالوليد الإبراهيمى رئيس مجلس إدارة مركز تليفزيون الشرق الأوسط «mbc» يقوم بعملية دبلجة الأفلام الاجنبية لضرب سوق الفيلم الأجنبى والمصرى، والوليد بن طلال أمر بتوقف عجلة الإنتاج السينمائى حالياً، ونفس الأمر اتبعه الشيخ صالح كامل، أما جودنيوز فقد رحل منها نجومها الكبار أمثال عادل إمام وهنيدى وسعد والسقا وكريم، واتجهوا لشركات أخرى بعد أن رفعوا أجورهم فتوقفت بعض مشاريعها الضخمة كفيلم «محمد على» والجزء الثانى من «رمضان مبروك أبوالعلمين» وفرقة «ناجى عطا الله»، لذا تزداد حاليا التكهنات بتراجع الأجور الفلكية التى يحصل عليها النجوم، وإلا فسوف يتجه المنتجون للوجوه الجديدة وستحدث طفرة مشابهة لمرحلة ما بعد فيلم «إسماعيلية رايح جاى» و«صعيدى فى الجامعة الأمريكية».
المنتج محمد العدل يرى أن دخول شيوخ الخليج فى عملية الإنتاج السينمائى أدى إلى رفع أجور النجوم دون ضابط ولا رابط ودون تقنين للمسألة، لأنهم كانوا يخطفون النجوم من بعض ويدخلون فى عملية مزايدة بالأجور، وهذا قضى على المنتج الفرد، لكن فى النهاية توقف عدد كبير من هؤلاء المنتجين بعد خسارتهم المادية وتراجعوا عن الإنتاج السخى الذى كان دون دراسة ولا تخطيط، ويتوقع العدل أن تسوء الحالة الإنتاجية فى الفترة المقبلة لمدة لن تزيد عن العامين، لكنها سوف تعود وسوف يتراجع عدد من النجوم عن أجورهم إذا تمت الاستعانة بنجوم جدد.
المنتج هشام عبدالخالق يرى أن المنتج الخليجى لا يهمه سوى صناعة فيلم لتسويقه على الفضائيات التى يمتلكها، وهذا خطر جداً على السينما لكنه يؤكد أن الفترة المقبلة سوف تشهد عودة المنتج المصرى من خلال التحالفات والكيانات، وأضاف هشام أنه من حق الشركات الإنتاجية الموجودة أن تتحالف مع بعضها البعض، ولا يوجد فى ذلك خطأ، ونحن كيان قائم بذاته ولا ينظر للآخرين أو يقلق من ذلك فى شىء، فنحن لا نبيع أفلامنا نيجاتيف أو نعطى للموزع حق العرض، ولا ننتظر توكيلاً خليجياً لأفلامنا لكن قد يحدث شراكة فى إنتاج بعض الأفلام.
المخرج عادل أديب المشرف على الإنتاج فى شركة جودنيوز أوضح أن شركته تنتج أحياناً أفلاما بتكلفة إنتاجية عالية دون تحقيق إيرادات تغطى المصاريف، لكن فلسفة الشركة قائمة على أن الفيلم السينمائى هو المنتج الوحيد الذى ينتج مرة واحدة، ولكنه يباع إلى ما لا نهاية، فشركات الإنتاج إما تبحث عن الربح السريع واستعادة أموال الإنتاج سريعاً، أو تنتج عملاً وتنتظر عائده على المدى الطويل، وهو النهج الذى تتبعه الشركة. لكنه أكد أن السينما الآن تعيش مرحلة صعبة جداً وقال «ربنا يستر» لأن تأثير الأزمة المالية لا يزال مستمراً، وأعتقد أنه سيستمر إلى عامين أو ثلاثة قبل أن تتمكن السينما من استعادة عافيتها بشكل جديد وقواعد جديدة، ويتصوّر أن يحدث فى سوق الإنتاج السينمائى تغيير إيجابى.
الناقد السينمائى فتحى العشرى يرى أن بعض شركات الإنتاج المجهولة هى السبب فى الأزمة خاصة التى تنتج من الباطن ثم تتوقف بعد خسارتها، لأن المنتج الذى ينتج لها بأموالها يأخذ مكاسبه ويتحجج بالخسارة وعدم تحقيق إيرادات فى ظل الأجور الفلكية.