ضاق الوطن... أصبح بحجم خرم الإبرة... ماذا نحن فاعلون؟.. لأجل عملية توسيع وطن... لأجل عملية شد وطن... لأجل عملية إضافة وطن لوطن...
لا أمل... لا حدود مفتوحة لا معابر... لا سماء حرة... لا هواء يحلق بطلاقة كما نريد... لا إنسان يتنفس كما يشاء... لا وطن ولا أهل ولا ألم كما نريد...
صغيرة أحلامنا... تصغر كلما صار الوطن أصغر... أصغر... تتلاشى لتختفى إلى الأبد...
ماذا نريد من بقايا وطن... تألم تعذب ثم قرر أن يستسلم... استسلم... ثم فكر ثم لم يستسلم... نهض وكأنه مارد.. انتقض... تعب... تعذب... أطلقوا عليه الرصاصات... نزف تألم ثم مات... فكر فى الموت قليلا... الموت ليس حلا...
نفض التراب عن نعشه... قام من مكانه... تحرك.... خلع عنه الكفن... ارتفع.. ثم حلق... لا يمكن أن يموت الوطن ردد... الأوطان خلقت لتعيش.. لتتنفس... لتكبر... لا لتموت أو لتنتحر... الأوطان حرة... حلق... ثم حلق... بعيدا حتى صار نجمة فى السماء... صار آمنا من الموت... صار قريبا من الأبدية...
تعلق فى السماء ثم فوق غيمة صغيرة تمدد... الوطن نائم وأبطاله تذبح... الوطن نائم وأبناؤه تقتل... قد تقتل وقد تقتل بعضها بعضا إن لم تجد من تقتله... لم يكمل الوطن حلمه... عاد وحلق... نحو الأرض مرة أخرى انطلق... لا بد لى من مبدأ... أين تسكن الأوطان تساءل؟ ... فى قصر منيف أجابته النفس الخبيثة...
سكن فى قصر منيف.. .له سائق وجند وخدم وحشم... ما زال الأهل يقتتلون... ماذا يصنع الوطن... يسكت... ظل يأكل... يشرب... يدخن ويلعب الورق... ينسا الوطن ... ينسا أيضا ويظل ينسا...
امرأة حزينة تدق بابه فى ليل شديد الظلمة... تشكو أبناءها... تتذمر من الظلم الواقع عليها... ينهض الوطن من سباته... يفرك عينيه... يفتح باب بيته على مصراعيه...يتنفس الوطن هواء غير الذى كان... تفرح المرأة..
لأول مرة ترى الوطن... يستقبلها... يضمها ويقبل جبهتها... يبتسم الوطن... يرتدى ثياب جندى أبى... ينصر المرأة والطفل يعيد لهما الأمل... ويعود لينام فى سبات عميق... ينام الوطن... يصحو الوطن... ينام الوطن... يصحو الوطن وهكذا...
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة