ماذا يحدث لأهل غزة؟ ماذا فعل أهل غزة حتى يحدث لهم كل هذا ؟ ما هى الجريمة التى ارتكبوها حتى يتم تطبيق العقاب الجماعى عليهم من دون تفرقة بين صغير وكبير ولا زعيم ولا حقير، حيث تم وضعهم بين فكى الرحى الصهاينة المحتلون من جهة متمثلين فى الجدار العازل، والأخوة المصريين متمثلين فى الجدار الفولاذى كما يحلو للعرب أن يسموه هل نبكى على هذا الحال الذى وصلنا إليه.
تحولنا من حدود الأسلاك إلى حدود الألواح الحديدية بأيدينا نحن لا بأيدى المحتلين ولا الأمريكيين، بأيدينا نحن المصريين مهما سقنا من مبررات غير منطقية لا تعدو أن تكون من أحلام من ظنوا أنهم مخلدين فى هذه الدنيا فالدنيا لا تدوم لأحد، وسوف يذكر التاريخ هذا فى صفحات الذل والعار لماذا تحجرت القلوب على أهل غزة هل ضقنا بهم إلى هذا الحد، ألم تكن غزة فى يوم من الأيام تحت الحكم المصرى هل نسينا هذه الأيام التى ليست ببعيدة، لماذا تكون قلوبنا أرق من النسمة على الإسرائيليين القادمين عبر طابا بما يشاؤون وتحت سمع وبصر الأمن المصرى ولم يفكر أحد من عباقرتنا فى بناء سياج من الصلب هناك، كيف لنا أن نبيت هانئين فرحين مسرورين وجيراننا من الجوع والفقر والمرض لا يهنئون ويشعرون بأى نوع من الفرح هل اختفت هذه المفاهيم من حياتنا!، نعم اختفت ولم يعد أحد منا يهتم بأمر الآخر حتى فيما بينا أبناء الوطن الواحد فما بالنا من إخواننا على الحدود، ما بالنا نصدر الغاز دون خجل إلى الصهاينة، رغم الاستنكار الشعبى الرافض لها، إلا أن القائمين على الأمر سوقوه بأنه فى حدود المصلحة.
ولما لا نفعل ذلك مع أهل غزة، ولكن تأتى الإجابة بالنفى، ولا أدرى لماذا أصبح الأمر لا يعنينا فى شىء يعيش أهل غزة أو يموت، المهم نحن وأما غيرنا فيذهب إلى البحر، كأنهم من جنس آخر غيرنا لا يربطنا بهم أى شىء، ما بالنا نتمسك بهذه الدنيا تمسكا غريبا لا أدرى لها سببا هل سنأخذها معنا لا أدرى، هل ستدخل معنا إلى القبر، هل من إجابة! هل ستموت غزة على أيدينا!، والله لن تموت غزة طالما وجد الخير فى هذه الأمة، مهما توهم الجالسون على كراسيهم والمتمسكون بهذه البقايا الزائلة، وليعلموا أن الملك لله يورثه من يشاء وينزعه ممن يشاء.
* معيد بمركز بحوث وتطوير الفلزات التبين