ظل النظام المصرى يُسوِق فى الخارج أن البديل له هو ذلك البعبع الإسلامى الذى يعطل مصالح الغرب فى المنطقة ألا وهو "الإخوان المسلمون" ليظل الدعم ينصب عليه من الشرق والغرب كى لا يصل هذا البعبع إلى السلطة فى مصر، مما جعل هذا النظام يستأسد على مواطنيه دون رادع فى الداخل ولا لوم من الخارج، فاستخدم الطوارئ طيلة حكمه للتنكيل بخصومه السياسيين وبكل معارضة جادة تتحرك فى الشارع، وما حزب العمل الشرعى (حسب تصنيف السلطة) منا ببعيد، حيث أراد الحزب النزول إلى الشارع فى حادثة نشر قصة (وليمة أعشاب البحر) المثيرة للجدل، وأراد أن يستثمرها فكانت النتيجة التجميد رغم الأحكام القضائية التى تقضى بعودة الحزب !!، وما بالك بما يحدث لجماعة الإخوان المسلمين من تنكيل وسجن لأعضائها وتحويل معظم قادتها للمحاكم العسكرية، رغم أحكام البراءة التى أخذوها من قبل القضاء المدنى فى كل القضايا الموجهة إليهم، ومع ذلك لا نجد من الغرب أو الشرق أى نوع من أنواع الاحتجاجات على النظام المصرى.
هذا الاستبداد أدى إلى وجود فصيل عريض من الشعب المصرى كارها لهذا النظام ويتمنى تغييره.
وما حدث فى انتخابات 2005 الذى اجتنب وابتعد المواطن المصرى عن اختيار مرشحى الحزب الوطنى واختار 88 نائبا من الإخوان المسلمين، رغم التجاوزات الأمنية ضد مرشحى الإخوان وضد مؤيديهم: فهذه الانتخابات جعلت النظام يأخذ كل احتياطاته المستقبلية فى عملية التغيير السلمى الذى ربما يأتى - عبر صناديق الانتخاب- فألغى الرقابة القضائية الضمانة الوحيدة التى تجعل المواطن المصرى مطمئنا على اختياره، لأنه لا يثق إلا فى رجال القضاء.
وبعد التعديلات الدستورية الأخيرة وما بها من عوار قد رسخت عند المواطن المصرى اليأس فى عملية التغيير فعزف عن الذهاب إلى الصناديق، وهذا ما حدث فى انتخابات الشورى والمحليات التى أتت بعد التعديل.
فهذه الأوضاع السياسية المقلوبة جعلت بعضا من أحزاب المعرضة المصرية تناشد "الدكتور البرادعى" بعد انتهاء ولايته فى الهيئة الدولية للطاقة النووية أن يعود إلى مصر، وينافس رموز الحزب الوطنى فى الترشح لرئاسة الجمهورية. والدكتور البرادعى من الشخصيات المرموقة والمعروفة دوليا وشعبيا وكان يوصف فى الإعلام الرسمى بأنه صورة مصر العلمية، والحائز على جائزة نوبل، والحائز على قلادة النيل التى لا تعطى إلا لرؤساء الدول.
وسرعان ما تبدل الوضع وأصبح الدكتور البرادعى لايصلح لأى شىء حسب وصف رؤساء الصحف القومية : ذكرنى اسم "البرادعى" بمسلسل كان يذاع فى بداية الثمانينات من القرن الماضى، حينما يأتى البرادعى الذى دوخ خصومه ثم يتصل تلفونيا ويقول لأشد خصومه (أنا البرادعى يا رشدى) فيشتد غيظهم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة