صدرت عن الدار المصرية اللبنانية رواية جديدة للكاتب العراقى سلام إبراهيم بعنوان الحياة لحظة.
يتناول الكاتب فى الرواية رحلة المعاناة العراقية والشتات والنفى والتشرد، والسجون والتعذيب التى طالت كل الفصائل العراقية، كل ذلك يعرضه سلام من خلال سيرة حياة لاجئ عراقى يغادر وطنه ويرحل إلى موسكو والدنمارك وسوريا ثم يعود مرة أخرى إلى العراق، وينفصل الراوى عن زوجته ويدمن الخمر، وتدريجيا يضيع فى فخ الذكريات، كما يقف عند الأخطاء البشعة التى ارتكبها الثوار فى الجبال، وعن شكهم فى كل جديد عليهم أو متضامن معهم، وهو الشك الذى وصل لحد القتل والتنكيل لتصبح العراق مركزا للإرهاب والنفى والإقصاء.
وتعرض الرواية تورط الثوار فى فخ تعذيب معارضيهم، وفى النهاية يضغط النظام الصدامى على الجميع مؤيديه ومعارضيه، مما يستتبعه هروب الجميع إلى معسكرات اللجوء السياسى فى إيران وتركيا، ثم موسكو والنرويج والدنمارك، وفى اللحظة التى يصل فيها العراقيون إلى خارج وطنهم وفى المطارات نفسها يصطدمون باليهود القادمين إلى الشرق الأوسط ليستوطنوا فلسطين فى تواصل مع تيمة التهجير التى يعانيها العرب منذ خمسينات القرن الماضى، حيث يعرض سلام إبراهيم لمخطط كونى يهدف لإخلاء المنطقة برمتها من سكانها، تمهيدا لاحتلال واسع تقف بشائره على الأبواب.
ويستخدم سلام إبراهيم تيمات أخرى بخلاف تيمة التهجير حيث يتناول معاناة الروس أيام سقوط النظام السوفيتى القديم، واضطرار الروسيات إلى بيع أنفسهن مقابل وجبة، ووقوف الروس فى طوابير طويلة للحصول على زجاجة فودكا، وكيف يتعاركون حتى الموت من أجل ذلك، وتهديد المافيا المستمر لهم واقتحامها بيوتهم للحصول على الطعام.
التحق سلام إبراهيم المولود عام 1954 بصفوف الثوار فى كردستان عام 1982، وفقدت رئتيه قدرتها على العمل بشكل طبيعى نتيجة للقصف الكيماوى على مقار أحزاب المقاومة، ونزح مع جموع الأكراد أثناء حملة الأنفال إلى تركيا، ثم إيران، حيث أقام فى معسكرات اللجوء بأقصى شمال إيران، قبل أن يلجأ إلى الدنمارك حيث يعيش بها حتى الآن.
بدأ سلام إبراهيم كتابة القصة القصيرة فى أوائل السبعينات، وصدر له مجموعات "رؤيا اليقين" 1994، رواية "رؤيا الغائب 1996، وسرير الرمل "قصص عام 2000، ورواية "الإرسى" عام 2008.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة