قال الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة، إن مشروع القانون الجديد للتأمين الصحى يستهدف علاج حوالى 20 مليون مواطن فقير مجاناً، الذين سيتم تحديدهم بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى، حيث إن الدولة ستتحمل تكلفة علاج الفئات غير القادرة ومحدودى الدخل، الذين سيتم إعفاؤهم بالكامل من دفع أى تكاليف مالية، وسيتم علاجهم على نفقة الدولة بنسبة 100%، وسيكون لهم الحرية الكاملة فى اختيار المكان الذى يريدون العلاج به، وتقوم الدولة بدفع التكلفة المالية بالكامل لهذه المنشآت العلاجية، لأن أهم شىء فى مشروع القانون الجديد أنه تأمين صحى تكافلى "اجتماعى"، يراعى ويركز على الظروف الاجتماعية للمواطنين فى المقام الأول.
جاء ذلك خلال اللقاء الذى نظمته جمعية رجال الأعمال المصريين (EBA) مساء أمس، الأربعاء، بحضور الدكتور حاتم الجبلى، لبحث تطورات فيروس أنفلونزا الخنازير AH1N1 فى مصر والعالم، وخطة وزارة الصحة لمواجهة انتشار المرض، وخطة الوزارة فى إقرار مشروع القانون الجديد للتأمين الصحى.
حضر اللقاء المهندس حسين صبور رئيس مجلس إدارة الجمعية، ونجله المهندس أحمد صبور، والمهندس على حلمى عيسى نائب رئيس الجمعية، ومحمد يوسف المدير التنفيذى للجمعية، وألفونس شكر الله، كما حضر العديد من أعضاء الجمعية ورجال الأعمال، مثل الدكتور شريف الجبلى، ونجله مصطفى الجبلى، ومعتز رسلان، والمهندس حسن الشافعى، والدكتور عزت معروف، والدكتور ناجى ألبير، والمهندس خالد الميقاتى، والدكتور يحيى الجمل، ومحمد عشماوى رئيس المصرف المتحد، وهشام حسن رئيس البنك المصرى لتنمية الصادرات.
أضاف وزير الصحة، أنه حتى الآن لا يعرف أحد ما هو مصدر أو مكان تكون فيروس أنفلونزا الخنازير AH1N1، ولم يثبت علمياً حتى الوقت الراهن أن الخنازير هى سبب وجود الفيروس، لكن الخنزير هو أكثر حيوان يحدث به تحور للفيروس.
وأوضح الوزير، أن أنفلونزا الخنازير ينتشر بمعدل أسرع 4 أضعاف مقارنة بأى مرض آخر، معلناً أنه سيتم تطعيم الأطفال بالمدارس، ومن هم فوق سن الـ 6 شهور بمصل أنفلونزا الخنازير خلال الأيام القادمة.
وقال الوزير، "سنبدأ بمدارس الأحياء الشعبية، خاصة أننا مقبلون على قمة موجة انتشار المرض، وهى شهر يناير 2010، الذى من المتوقع أن تتزايد أعداد الإصابة بالمرض خلاله بصورة كبيرة، وسيتم طرح التاميفلو قريباً جداً بالأسواق بسعر 70 جنيهاً للشريط الذى يحتوى على 10 أقراص، لطمأنة العديد من المواطنين الذين سيرتاحون عندما يكون هذا العقار فى منازلهم".
ونصح السيدات بعدم الحمل إلا بعد انتهاء شهر مارس المقبل وحلول أبريل 2010، عند انتهاء أصعب موجة التى من المتوقع تزايد أعداد الإصابة بالمرض خلالها بشكل كبير.
كما طالب بعدم إغلاق أى مدرسة إلا بعد الرجوع لوزارة الصحة، وبعدما أوضحت منظمة الصحة العالمية، أنه يتم إغلاق الفصل أو المدرسة التى ظهر بها حالات إصابة بالمرض لمدة أسبوع فقط وليس أسبوعين، كما هو مطبق لدينا فى مصر، فإننا ندرس مدى إمكانية تطبيق هذا المقترح قريباً، مضيفاً أن أى تطعيم لابد وأن يكون له آثار جانبية، فبعد تطعيم حوالى 98 مليون فرد على مستوى العالم، مريض كورى فقط، هو الذى عانى من نزيف بسبب التطعيم، لكنه لم يثبت حتى الآن وجود آثار جانبية مخيفة للتطعيم، ومن المستهدف أن يتم توفير فى مصر 8 ملايين و750 ألف جرعة تطعيم قريباً جداً.
وأكد الدكتور حاتم الجبلى، أن الذعر المثار بين المواطنين بسبب أنفلونزا الخنازير غير مبرر، لأنه مرض يشبه الأنفلونزا العادية الموسمية، لكن لابد من الحرص بشكل كبير واتخاذ كافة الإجراءات التى تضمن عدم الإصابة بـ AH1N1، خاصة خلال يناير المقبل، والحقيقة أنه تمت إحالة مذكرة للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود فى 23 ديسمبر الحالى، بسبب قيام أحد جمعيات المجتمع المدنى بنشر تقرير غير صحيح عن أنفلونزا الخنازير لإثارة الذعر بين المواطنين، لأننا نرفض تماماً أن يتم إرهاب المواطنين لرغبة جهة معينة فى الانتقام من مسئول بعينه.
وأشار إلى أن قانون التأمين الصحى الجديد يعتبر مطلباً شعبياً منذ سنوات طويلة، ونأمل أن يلقى مشروع القانون بصورته الحالية تأييد الجميع، لتتم الموافقة عليه وإقراره وبدأ تنفيذه فى أقرب فرصة ممكنة، خاصة أنه تم وضع مشروع القانون بعد العديد من الدراسات المتأنية والمتعمقة، وهو قانون تكافلى بناءً على تعليمات ومحاور البرنامج الانتخابى لرئيس الجمهورية محمد حسنى مبارك فى عام 2005، الذى وعد بإنشاء تأمين صحى يغطى كافة المواطنين فى جميع أنحاء الجمهورية، لأنه فى الواقع يحصل 50% فقط من المواطنين على هذه الخدمة، مشدداًَ على أن المستشفيات الحكومية ستظل ملكا للدولة، ولا يوجد أى داعٍ للتخوف من خصخصتها خلال الفترة القادمة أو انتقال ملكيتها للقطاع الخاص.
أضاف وزير الصحة، أن "الأسرة" هى الوحدة التى سيتم التأمين عليها وليس الفرد، حيث سيقوم الرجل عائل الأسرة بالتأمين على زوجته، إن كانت غير عاملة ويؤمن على أبنائه، وإن كانت زوجته "عاملة" ستخرج من هذا التأمين لتتحمل تأمينها بنفسها.
من جهته، قال المهندس حسين صبور، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين (EBA)، إننا نشكر الظروف التى جعلت الدكتور حاتم الجبلى، هو وزير الصحة فى مصر خلال هذه الفترة بالتحديد، وهى فترة انتشار مرض أنفلونزا الخنازير AH1N1، لأنه طبيب فى الأساس متخصص فى الطب، ويعلم جيداً كيفية اتخاذ القرار السليم فى الوقت المناسب، كما أن الدكتور حاتم الجبلى لديه مخ وعقلية رجل الأعمال، وبالتالى يفهم جيداً مطالبنا ويعمل على تلبيتها بسرعة.
خلال لقائه بأعضاء جمعية رجال الأعمال المصريين مساء أمس الأربعاء..
الجبلى يعد بعلاج 20 مليون فقير فى "التأمين الصحى" الجديد
الخميس، 24 ديسمبر 2009 05:12 م