يرصد الروائى الكويتى طالب الرفاعى فى روايته "الثوب" الصادرة عن دار المدى، العلاقة بين المثقف ورجل الأعمال، خاصة عندما يلجأ الأخير للاستعانة به من أجل كتابة عمل روائى يتناول سيرته الحياتية وإنجازاته.
حيث تبدأ أولى فصول "الثوب" بلقاء بين المليونير "خالد خليفة" والروائى "طالب الرفاعى"، الذى يمنحه اسمه وصفته الحقيقيتين، وفى هذا اللقاء يطلب خليفة من الروائى أن يستخدم قلمه القصصى فى صياغة رواية يكون خليفة بطلها ويتعرض فيها لحياته وسيرته الذاتية، ويؤكد المليونير، خلال اللقاء، أن كتابة الرواية سوف تكون مدفوعة الثمن.
ورغم أن البطل، الذى صدرت له 3 أعمال روائية، تعرض فيها من قبل لحياة الكويتيين المستترة خلف مظاهر المجتمع الاستهلاكى، يرفض أن يكتب رواية مصنوعة بالطلب لهذا المليونير، إلا أنه يبدأ فى مداولة الفكرة مع زوجته، التى تحاصره بمطالبهم الحياتية، وديونهم الكثيرة التى يعانون منها، وتطالبه أن يقوم بكتابة هذه الرواية، ويحصل مقابلها على أجر كبير، وحينما يعرض الروائى الكويتى الفكرة على أحد أصدقائه الروائيين، يؤيده ويشجعه على المضى فى كتابتها، مشيراً إلى أنها فكرة تستحق التجربة، وأنه لا مانع لديه فى أن يتقاضى أجراً مقابل كتابة رواية بالطلب.
يعرض الروائى طالب الرفاعى لاضطرابات الحياة فى المجتمع الكويتى، من خلال تعرية علاقة المليونير خليفة بزوجته، ودلالة تلك العلاقة ضمن الحراك الاجتماعى، ونرى المليونير يرتدى ثوباً أكبر وأطول من حجمه الحقيقى، والذى يكشفه عندما تبدأ الحقائق تتكشف أمام الروائى الذى يكتب سيرته الذاتية.
تتكون الرواية من 10 فصول، وهى العمل الروائى الرابع لطالب الرفاعى بعد روايات "ظل الشمس" عن شرقيات عام 1998، "رائحة البحر" دار المدى عام 2002، "سمر كلمات" دار المدى عام 2006، وخمسة مجموعات قصصية "أبو عجاج" و"أغمض روحى عليك" و"مرآة الغبش" و"حكايا رملية" و"شمس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة