إيمان محمد عباس فتاة ثلاثينية، ريفية من مواليد محافظة البحيرة، فقدت بصرها وهى فى السادسة وعانت من إهمال أهلها لها، وعن قصتها تقول: «ظللت أفكر كيف أتغلب على مشكلاتى وظللت هكذا حتى بلغت السابعة عشرة، ونجحت بمساعدة أحد جيرانى وبدون علم أهلى فى أن أذهب إلى القاهرة لجمعية الوفاء والأمل لمساعدتى، وحدث ما لم أكن أتخيله، وجدت أهلى يرحبون بذلك خاصة لأنهم سيتخلصون من عبء مسئوليتى، وبالفعل عملت فى أحد المصانع التابعة للجمعية.
وزاد هنا التحدى بداخل إيمان فقررت أن تتعلم وتعوض ما فاتها فالتحقت بالمدرسة الابتدائية، واستمرت فى التعليم بنجاح حتى التحقت بكلية الآداب جامعة عين شمس قسم التاريخ بالرغم من أنها رغبت فى قسم علم النفس، إلا أن إدارة الجامعة رفضت لأنها كفيفة، وتتوقف هنا إيمان وتعبر باستياء عن صدمتها فى القاهرة، تقول: «الأساتذة كانوا يعاملوننى أسوأ معاملة أو يشفقون علىّ بطريقة مبالغ فيها، حتى زملاؤنا قلما يساعدوننا، وتضحك إيمان بشدة بمجرد سؤالها عن طريقة تعامل الشباب مع الفتيات الكفيفات الريفيات أو مغازلتهم لهن، وتقول: إنهم ينظرون لها باعتبارها من السهل الإيقاع بها، خاصة أنها محرومة من مشاعر الحب والحنان.
ترى إيمان أن وسائل الإعلام تنقل صورة سيئة عن المعاق، ولذلك فكرت أن تغير هذه الصورة من خلال التقدم بفكرة برنامج عن المعاقين للفضائيات، والإذاعات حتى نجحت فى أن تعمل كمذيعة فى راديو حريتنا لتقدم برنامج «إحنا هنا» عن المعاقين. تتمنى إيمان أن تجد شريك حياة يحتضنها ويعوضها عما رأته من الآلام، ولكنها وجدت صعوبة كبيرة فى هذا بسبب عزوف الشباب المعاقين والأصحاء عن الزواج بمعاقة، فهم يرغبون فقط فى فتاة صحيحة تساعدهم فى حياتهم!.