ثائرة، حانقة، غاضبة، كلها كلمات تصف حالتى فى كثير من الأوقات، واعترف أننى أكون كذلك. فأنت لا تظلمنى ولا تتهمنى بما ليس فى ولكننى أتمنى أن تنظر لى بعين الرحمة والرفق، أتمنى أن تسمعنى، أن تشعر بى، فأنا أتمنى أن ارتمى بين أحضانك وأن أبكى كما يبكى الأطفال حين يتألمون ولا يعرفون كيف يعالجون آلامهم.
أرجو أن يتسع صدرك لكلماتى وأن تتفهم ما أعانيه بعقلك وقلبك معا، فعقلك وحده قد لا يعى ما أشعر به وما أعانيه، ولكن قلبك سيشعر بى كما كان دوما يشعر بى وأنا طفلة صغيرة تهدهدها، وتلاعبها، وتتمنى أن يأتى اليوم التى تصبح فيه عروس جميلة تسلمها بيدك لفارس أحلامها الذى سيصونها ويحفظها لك ما بقى من عمرها بعد أن حافظت عليها وراعيتها لأكثر من عشرين عاماً.
وبالفعل أتى اليوم الذى أصبحت فيه عروس جميله وأتى الفارس الذى أخذها منك، أخذها بإرادتك ورغبتك وسعادتك وبكائك!!! ولكنك تماسكت أو حاولت أن تتماسك وأخذت تردد أنه أسعد يوم فى حياتك وأنك تشعر أنك قد أديت واجبك ورسالتك وأخذت تشكر الله الذى أمد فى عمرك حتى ترى هذا اليوم. ولكم انتابتنى أحاسيس مضطربة بين الحزن لفراقك وسعادتى بيوم زفافى الذى طالما حلمت به كثيرا كما تحلم به كل نساء الأرض، ولكم تمنيت أن أحيا حياة زوجية سعيدة كما عشت أنت مع والدتى ولكننى ومع أسفى الشديد لم أستطع، ولا أعلم هل العيب فى أم فى زوجى أو طليقى ووالد طفلتى الحبيبة. لا أريد أن أظلمه أو أظلم ذاتى فلا أدرى لماذا تحولت حياتنا معا إلى جحيم، ولماذا لم نستطع أن نسير مركب الحياة كما استطعت أنت وكما استطاع الكثيرون؟ لا أعلم لماذا لم نستطع أن يتقبل كل منا الآخر بعيوبه قبل مميزاته؟ ولماذا لم نعرف أن الحياة تختلف كثيراً عن الأحلام؟ لا أعلم ولن أرهق نفسى أكثر من هذا فما كان قد كان، ولكننى أتمنى أن تعذرنى حين أثور فمن هى مثلى وفى مجتمعنا هذا تتعرض للكثير والكثير وسأتلو عليك بعض ما ألاقى كل يوم فربما تلتمس لى الأعذار. أبدأ يومى بالذهاب إلى عملى ويا له من مكان أعامل فيه بمنطلق "مطلقة" وليس "موظفة" فالصديقات والزملاء دائمو الحديث عن مشاكل الحياة الزوجية والخلافات بين أزواجهم وبالطبع يكثر هذا الحديث أمامى، وأمامى أنا بالذات!! حتى يتجنبوا حقدى وحسدى فأنا "المطلقة" التى يجب أن تكون مليئة بالأحقاد على الآخرين وعلى استمرارهم فى حياتهم الزوجية ونجاحهم. كما أن هناك من يتجنبون فكرة زيارتى لهم فى منازلهم فكيف لى أن أتزاور معهم وكيف يعاملوننى كأى صديقة أو زميلة عادية فأنا غيرهم لأنى أحمل وصمة ووشم "مطلقة". هذا هو جزء بسيط وضئيل من واقعى اليومى ويا ليته كل شىء فكل يوم أرى الكثير والكثير، بجانب ابنتى الصغيرة والتى أصبحت لها الأب والأم فأنا مصدر الأمان والرعاية والدخل والإنفاق وكل شىء. ومع كل هذا فإننى أحاول أن أحيا وأتكيف مع ظروفى ووضعى، ولكننى كثيرا أشعر برغبة أن أصبح كغيرى لى مملكتى الخاصة، وأحيا فى كنف زوج يكن لى الزوج والأخ والصديق والأب، أعلم أنك ستقول لى إنك موجود وإنك الأب والصديق وإنك تحاول أن تسعدنى وترعانى وترعى ابنتى، ولكننى لن أخجل منك فأنا بحاجة لزوج كما أننى بحاجة لك. والآن أتمنى أن تسامحنى على حالات الثورة والغضب التى تنتابنى كل فترة فأنا بتلك الثورة أنفس عما بداخلى من ضغوط وضعف وحرمان أشعر به فى كثير من الأحيان والآن يا أبى ألن تلتمس العذر لابنتك.. المطلقة!!
هند سيد حسن تكتب .. أعذرنى .... فأنا مطلقة!!!
الأربعاء، 23 ديسمبر 2009 12:52 م