زعمت مجلة "monthly review" الأمريكية، أن الرئيس مبارك حمل خلال جولته الخليجية الأخيرة عرضاً إيرانياً لإعادة توطيد العلاقات بين الدول العربية وطهران، مشيرة إلى أن زيارة رئيس مجلس الشورى الإيرانى على لاريجانى الأخير لمصر تؤكد ذلك.
وقالت المجلة فى التقرير الذى أعده كل من فلاينت ليفريت وهيلارى مان ليفريت، إن لاريجانى وصف هذا اللقاء بأنه جيد للغاية وبناء. وتحدثت وسائل الإعلام الرسمية فى إيران ومصر عن أن اللقاء شهد مناقشة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
إلا أن المجلة رأت أن هذا الاجتماع غير عادى لأسباب كثيرة، من بينها أن لاريجانى ليس رئيساً للدولة أو الحكومة، ولذلك فإن استقبال لاريجانى ذى المستوى الرفيع كان مدهشاً لأن القاهرة وطهران لم تستعيدا بعد العلاقات الدبلوماسية بينهما، منذ أن قامت القاهرة بقطع هذه العلاقات عام 1980. واعتبرت مانثلى ريفيو أن الأهمية المحتملة لزيارة لاريجانى قد برزت بعد أن قام الرئيس مبارك بجولة فى عدد من الدول الخليجية، وهى الجولة التى لم يعلن عنها من قبل. وقد صرح مسئول مصرى لم يذكر اسمه لوكالة أسوشيتدبرس، بأن الإيرانيين قدموا عرضاً جديداً لتحسين العلاقات مع الدول العربية، وأن مبارك سافر إلى الخليج لمناقشة هذا العرض مع حلفائه هناك.
ويجب أن تفسر محادثات لاريجانى فى القاهرة وزيارة مبارك للخليج فى سياق اثنين من الأسس التحليلية على الاقل. الأول هو البيئة الاستراتيجية التى يزداد الاستقطاب فيها فى الشرق الأوسط. والثانى هو القلق المتنامى بين حلفاء أمريكا التقليديين من العرب إزاء إمكانية تعامل إدارة أوباما مع التحديات الإقليمية الرئيسية. فالشرق الأوسط مقسم بعمق بين معسكرين، الأول يضم الدول الراغبة فى العمل فى أشكال متعددة من الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة مع قبول بالهيمنة الأمريكية على المنطقة. ويضم هذا المعسكر إسرائيل والدول العربية التى تقيم علاقات سلمية معها، مصر والأردن، وأيضا ما يسمى بالدول العربية المعتدلة مثل السعودية ودول مجلس التعاون الخليجى.
وفى الجانب الآخر، دول الشرق الأوسط وكذلك اللاعبين الآخرين غير الراغبين فى فرض الشرعية على الهيمنة الأمريكية على المنطقة، وأبرز أعضاء هذا الجانب إيران وسوريا وحماس وحزب الله. أما عن قطر، فرغم علاقتها القوية مع الولايات المتحدة، إلا أنها وضعت نفسها فى معسكر المقاومة حول بعض القضايا فى السنوات الأخيرة.
وفى هذا السياق، فإن زيارة لاريجانى للقاهرة وما أعقبه من جولة مبارك الخليجية لها أهمية خاصة. فطهران التى تستعد لجولة جديدة فى حربها الباردة ضد الولايات المتحدة، لديها مصلحة واضحة فى محاولة تعزيز التضامن الإقليمى مع حلفاء أمريكا من العرب. وهذه الدول ومنها مصر لديها مصلحة أكثر إلحاحاً فى تحسين العلاقات مع طهران، للحد من احتمالات فوز الولايات المتحدة وإسرائيل فى أى مواجهة عسكرية مع إيران، والحد من التهديدات الإيرانية المتصورة لمصالحهم والتخفيف من ردود الفعل المحلية والإقليمية التى ستحدث إذا كانت هذه الدول متورطة بشكل فى الهجوم الأمريكى أو الإسرائيلى على إيران.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
مجلة أمريكية: مبارك يحمل عرضاً إيرانياً لطمأنة الخليج
الأربعاء، 23 ديسمبر 2009 01:32 م