لبنى كشفت "لليوم السابع" عن حقيقة هروبها من السودان وتخفيها، وتحدت البشير أن يفعل مثلها، وتحدثت عن يومياتها التى نشرت بالإنجليزية، وتفاصيل معركة المرأة السودانية دفاعا عن حريتها. وكيف رفضت عفو البشير دون إلغاء تلك القوانين التى تراها ضد حق المرأة فى الحياة.
كيف تمكنت من الهرب خارج السودان؟
لن أكشف عن طريقة خروجى من بلدى، حتى لا أعلم البشير كيف يخرج، وأتحداه أن يخرج الآن، ويسافر حتى إلى مصر وارتيريا، فقرار المحكمة الجنائية الدولية مازال ساريا. أما أنا فهربت بالنقاب إلى صنعاء ثم دبى وحتى القاهرة. والغريب أنه بعد هروبى صدر قرار برفع الحظر عن سفرى، ولكننى لن أعود للسودان.
لماذا ؟
يكفى أن مظاهرة سلمية للمعارضة والقوى الوطنية تم الاعتداء عليها من الشرطة السودانية حتى نائب وزير الداخلية من الحركة الشعبية تم الاعتداء عليه، هل هذا مناسب لعودتى؟
إذن تفكرين فى طلب لجوء سياسى كما فعل منتظر الزيدى؟
الرئيس الفرنسى ساركوزى عرض على لجوء سياسى لفرنسا، فرفضت، ولكننى سافرت إلى باريس، وكُرّمَت من جمعيات حقوق الإنسان، والدفاع عن المرأة والتقيت كوشنير وزير الخارجية الفرنسى، والرئيس السابق جاك شيراك، وكلهم تضامنوا مع قضيتى.
واتفقت على نشر يومياتى فى دار "بلون" بباريس. وقد صدرت هذا الشهر، وسوف أقوم بترجمتها إلى اللغة العربية بالاتفاق مع دار نشر مصرية.
هل هى سيرة ما بعد البنطلون أم سيرة لبنى حسين؟
لم أكتف بفترة القضية والقبض علىّ فى مطعم أم كلثوم الذى يمتلكه مصرى فى الخرطوم، بل تحدثت عن نشأتى وسيرة حياتى، وكيف التحقت بكلية الإعلام، وبعد عام صدر قرار من جهاز الأمن السودانى بعودتى إلى كلية الزراعة بعد أن أخذوا تعهدا علىّ بعدم ممارسة السياسة، وكانت تلك الفترة "عهد ثورة الإنقاذ وتحالف البشير والترابى"، ووقتها حدثت أشياء عصيبة، فأذكر حين تم تطبيق القوانين الإسلامية فى عهد البشير حيث لا دستور أنه تم إعدام 28 ضابطا فى ليلة القدر وهو ما خلق شرخا بين حكومة البشير والشعب السودانى الذى تعامل معها كما تعامل مع حكومات عسكرية سابقة مثل الجنرال عبود والنميرى، بل تم إعدام شاب ثرى يدعى "مجدى محجوب" ابن رجل أعمال لعدم تسليمه 200 ألف دولار بحجة مخالفة قانون العملة، وهذا الشاب أمه مصرية اسمها هانم، وقد ذهبت إلى منزل البشير لاستعطافه فوعدها بالعفو عنه، وفى اليوم الثالث طلبوها لاستلام جسده ولدها.
وقد كنت فى تلك الفترة موضع استقطاب من الإسلاميين واليسار، ولم أنضم لأى حزب، حتى تخرجت واجتزت اختبار مجلس الصحافة وعملت فى جريدة "الصحافة حتى أصبح لى عمود يومى ثابت".
ألا ترين أن هناك تناقضا بين محاكمة البنطلون وممارسة أشياء أكبر من ذلك فى السودان؟
الغريب أن من يغتصب طفلة يلقى عقوبة مائة جلدة، بينما فى قانون الاستعمار القديم كان يسجن 14 عاما، والغريب أن الفرقة الحبشية التى تمنع من مطعم أم كلثوم نفسها تغنى فى عرس لأقارب البشير، وقد حضرته بملابس شفافة كغيرى، إنه لقانون غريب يجعل من عروس "مكتوب كتابها" تذهب لتشترى ملابس مع زميلاتها، ويقبض عليها فى منزل لإحدى البائعات، بسبب وجود رجلين يشتريان فتطلق وتترك الجامعة ويموت والدها بالسكتة القلبية.
هل كنت أول من حكم عليها بالجلد لارتداء البنطلون؟
لا، لم أكن وحدى الذى حكم علىَّ بهذا الحكم، بل إن الآلاف فى الخرطوم حكم عليهم بهذه الأحكام، ففى عام 2008 حكم على 43 ألف امرآة بسبب الملابس، وهذا ليس كلامى، بل علىّ، وفقا لمدير عام الشرطة.
بعد أن تغير الحكم من الجلد للغرامة لماذا رفضت دفعها؟
أنا رفضتها كنوع من الاحتجاج على المحكمة نفسها حيث إنى لم أمنح حتى الحق فى الدفاع عن نفسى، فتلك المحاكم لا تعطى المتهم حق الدفاع عن نفسه، فالسلطة المطلقة لرجل الشرطة.
هل بالفعل نصح الرئيس مبارك الرئيس البشير بأن ينظر بتعمق فى تلك المسالة؟
نعم لقد عرفت أنه أثناء وجود الرئيس عمر البشير فى شرم الشيخ وبعدما نشرت القضية إعلاميا بصورة كبيرة قال له ما هذا الذى يحدث هل انتهت أزماتكم فى السودان لتفعلوا هذا؟
هل امتنعت عن ارتداء البنطلون بعد تلك القضية؟
أنا كنت فى السودان أرتدى التوب السودانى أو الجيب أو البنطلون، ولكن بعد تلك الأزمة أصبحت أتعمد ارتدائه، فأنا لم أفعل شيئا مشينا أو يخدش الحياء لكى أمتنع عنه، ولو كنت فى القاهرة ورأيت ملهى ليلى سأدخله ما المانع؟ لماذا يسمحون به ويقبضون علينا فى مطعم عادى بالسودان.
ماذا فعلت بعد خروجك من السجن ودفع الغرامة؟
قمت باستئناف الحكم لأننى كنت محظورة من السفر برا وجوا وبحرا، ولكننى استعطت بطريقتى الخاصة أن أخرج من السودان متنقبة، وقد علمت أن قرار الاستئناف صدر، وأنا فى إحدى الدول العربية وإلغاء حظر السفر عنى.
هل عرض عليك أحد الزواج بعد تلك الأزمة؟
منذ وفاة زوجى عام 2004 وأنا متفرغة للكتابة وإذا جاء من يطلب يدى بسبب شهرتى بعد القضية فسوف أرفضه، عليه أن يتزوج لبنى لذاتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة