ناقشت ورشة الزيتون أمس الاثنين المجموعة القصصية "الولد الذى نط واختفى" للقاصة بسمة عبد العزيز، حيث قدم النقاد محمد إبراهيم طه، وصلاح السروى، وعمر شهريار قراءات نقدية للقصص، فيما أدارت القاصة هدى توفيق الندوة.
وركز القاص والناقد محمد إبراهيم طه فى مداخلته على اهتمام بسمة بالتفاصيل والجزئيات الصغيرة فى قصصها التى تهتم بالعالم الهامشى، وقال طه: "بسمة واحدة من جيل الأطباء الذين يقفون فى طابور كتابة القصة القصيرة منذ أن أزال يوسف إدريس الجدار العازل بين الطب والسرد القصصى".
وأشار طه إلى اكتشافه فى المجموعة عددا من النقاط الجديرة بالتوقف منها المكان الذى وصفه طه بأنه غير تقليدى، فهو الشارع أو محطة القطار أو عربات المترو، وسيارات الميكروباص، مشيرا إلى أن قصص المجموعة حوت مكانين مميزين هما حجرة أم صابر فى قصة تحمل نفس العنوان، وأكد طه أن بسمة قد أجادت وصف هذه الحجرة، وكذلك حجرة حارس عقار فى قصة "آنية زجاجية رخيصة".
وتطرق القاص محمد إبراهيم طه إلى الإشارة لولع بسمة عبد العزيز الشديد بالحركة فى قصص المجموعة، مؤكدا على أن الأبطال دائما فى حالة حركة شديدة وتزاحم ودفع، مشيرا إلى أنه لم يقرأ أى مجموعات قصصية من قبل جمعت مثل هذه الحركة وهو ما دلل عليه بعنوان المجموعة "الولد الذى نط واختفى" وهو عنوان أحد القصص داخل المجموعة.
فيما عاب الناقد صلاح السروى فى بداية مداخلته على بسمة عبد العزيز وصفها لجماعات الموظفين بأنهم ترسانات فى أولى قصص المجموعة "الرهان" مشيرا إلى أنها لفظة غير دقيقة وقال: أنا أرى أن هذا هو العيب الوحيد فى المجموعة التى أعتبرها شديدة الإحكام ولغتها منتقاة بعناية بالملقاط.
وأكد السروى أن بسمة عبد العزيز قد بنت بناء دقيقا سواء فى اللغة أو تفاصيل القصة القصيرة، ووصفت وصفا ليس فيه زيادة أو نقصان مشيرًا إلى أنه يعتبر مجموعة بسمة عبد العزيز تجمعت فيها شروط كتابة القصة القصيرة.
وختم السروى مداخلته بالإشارة إلى أن قصص بسمة تحمل حس قصص تشيكوف المتعاطفة مع المرضى والبسطاء، وكذلك قصص يوسف إدريس الذى حملت هذه النزعة الإنسانية الساخرة.
وركز الناقد عمر شهريار على الراوى فى القصص الذى كان طول الوقت أشبه بكاميرا ترصد من بعيد وتنشغل بالفسيفساء الصغيرة، وأحيانا ما تكون بكاميرا بانورامية تجمع عددا من المشاهد المتجاورة فى لوحة قصصية كبيرة.
وأكد شهريار على وجود عددا من الشخصيات الثابتة التى تحرك الصراع فى أكثر من مستوى، وضرب شهريار المثل بإحدى شخصيات قصة الرهان، الذى توسط شخصين وأختلف معهما إيدولوجيا، مشيرا إلى وجود حالة من الصراع المكتوم، إضافة إلى الصراع الطبقى فى قصة "وجبة يحفها الامتعاض" بين الفتاة الصغيرة الفقيرة والسيدة الأنيقة، مؤكدا على أن هذا الصراع بين شخصيات ثابتة فى أماكنها.
واختلف الشاعر شعبان يوسف مع السروى فى وصفه لبسمة بأن قصصها تحمل حس تشيكوف وإدريس، مؤكدا على أن مهنة بسمة كطبيبة هى التى فرضت نفسها على القصص، لكنها أختلفت كثيرا عن إدريس الذى حوت قصصه الأولى خرقا لبنيان القصة القصيرة، فى حين أن بسمة حرصت على هذا البنيان، وتحرص على إحكام أضلاع القصة القصيرة.
حضر الندوة عدد من الأدباء منهم هيدرا جرجس، محمد داوود، صبحى شحاتة، والشاعر هشام العربى وآخرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة